Friday 10th December, 1999 G No. 9934جريدة الجزيرة الجمعة 2 ,رمضان 1420 العدد 9934


اهتمام الأمير سلمان بن عبد العزيز بنشر العلم
عبدالعزيز بن محمد الزير

نبعت فكرة هذه المقالة وساعد على توثيقها عدة أمور مهمة من بينها: حرص صحيفة الجزيرة ممثلة في رئيس تحريرها الاستاذ خالد بن حمد المالك على نشر ما هو مفيد وبناء يخدم المصلحة العامة وينور الطريق امام القارىء بكافة فئاته، إضافة الى ما يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله من خدمات جليلة وواضحة لنشر الثقافة الاسلامية والعلم محلياً وخارجياً، وذلك من خلال ما لاحظته اثناء إعدادي لموضوع رسالة الدكتوراه التي اقوم بها حالياً، من نتائج مهمة حول جهود سموه الكريم في هذا المجال والتي اظهرت ان هناك جوانب فكرية وحضارية في سيرة سموه لا تزال مهملة، ولم توف ما تستحقه من عناية لإبراز جهوده الكبيرة والدائبة في دعم حركة المكتبات، وطباعة ونشر الكتب على نفقته الخاصة وتوزيعها مجاناً على المكتبات ومراكز المعلومات، خدمة للعلم والعلماء والقراء في كافة المجالات، والتي لا يعلم عنها الا القليل من اصحاب المكتبات والمهتمين فقط.
فغالبية ما كتب عنه مجرد مقالات انصبت على جوانب محددة في حياته العملية وأغفلت الجوانب الفكرية والحضارية, فسيرة هذا الأمير الانسان المتواضع المثقف صاحب الاطلاع الواسع لمجريات الأحداث المحلية والعربية والعالمية والتي لم تأت من فراغ بحاجة الى دراسات متنوعة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والانسانية والسياسية والاجتماعية، لانها لم تدرس بما فيها الكفاية, فهو الانسان الحريص كل الحرص على ما فيه خير للمواطن والوطن، ويتعدى ذلك الى اهتمامه ايضاً بأحوال المسلمين في كافة ارجاء المعمورة ودعمهم مادياً ومعنوياً وتشجيعه المستمر على ذلك، من خلال عمله الدؤوب، وترؤسه لعدد من اللجان والهيئات ومراكز الدعوة وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمساجد المحلية والخارجية، وبدعم منه شخصياً لمؤازرة قضايا العالم الإسلامي ومناصرة المسلمين في كل مكان والتي منها على سبيل المثال لا الحصر:
الرئيس الشرفي والمؤسس لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الرئيس الشرفي لمركز الأمير سلمان الاجتماعي رئيس جمعية البر بالرياض الرئيس الشرفي للمكتب التعاوني لمساعدة الشباب على الزواج في مدينة الرياض رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس 1956م رئيس اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر 1956م رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن 1967م رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين 1967م رئيس اللجنة الشعبية لاغاثة منكوبي الباكستان 1973م رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر 1973م رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا 1973م رئيس الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان 1980م رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش 1991م رئس الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك 1992م رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري الزلزال في مصر 1992م رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان, اضافة الى الكثير والكثير من الجهود والأعمال الانسانية الأخرى والتي لا تتسع صفحات هذه الصحيفة لذكرها كاملة، والتي نسال الله تعالى أن تكون جميعها في موازين اعماله يوم القيامة.
أما ما يخص المكتبات والكتب وهو موضوع هذه المقالة الرئيسية فللمكتبات التي اسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان في إنشائها وتطويرها دور لا ينكر في دفع عجلة المعرفة وفي خدمة العلم وحفظ التراث، إضافة إلى دورها في مساعدة الأفراد على استثمار أوقات الفراغ في المطالعة والقراءة في شتى فنون المعرفة البشرية، وتوفير اوعية المعلومات بكافة انواعها واشكالها للدارسين والباحثين، وذلك من خلال ما نجده ويجده كل باحث ومهتم بالكتب والمكتبات من اهتمام شخصي ودعم مادي ومعنوي من سموه لمكتبته الخاصة والتي يعود تاريخ انشائها لاكثر من خمس وثلاثين سنة وتضم بين جنباتها اكثر من 10600 عنوان تتوزع على حوالي 12000 مجلد من الكتب العربية والمصادر الأجنبية وبعض الدوريات الكاملة، كما تزخر ايضاً بالكتب الدينية من المجامع الأساسية والمراجع الاسلامية في علوم التوحيد والفقه، وكثيراً من الكتب والمخطوطات النادرة الأصلية وتلك التي تمتاز بخصوصيتها التاريخية او الشكلية من حيث الندرة او الطاعة او التعليقات او الاهداءات, كما تضم ايضاً الأعمال الرئيسية وأمهات الكتب التي تتعلق بتاريخ المملكة العربية السعودية في القديم والحديث وسيرة الملك عبد العزيز وتراجم الأعلام والقادة وكتب الرحلات والمذكرات وفنون الأدب ودواوين الشعر العربي القديم والحديث, لذلك نجد ان هذه المكتبة على درجة كبيرة من الاهمية التاريخية والقيمة العلمية لا سيما وانها تعكس اهتمامات الأمير سلمان بن عبد العزيز وما يشغل فكره وحياته ومسؤولياته والشؤون العملية التي يمارسها في جميع المواقع والأدوار التي يؤديها في السياسة والإمارة والادارة وفي الأعمال الاجتماعية والإنسانية والثقافية.
كذلك ما يلاحظه المراقب القريب أو البعيد من أمور تجسد اهتمام سموه بحفظ وجمع تراث هذا البلد العريق، وتوثيق وحفظ أوعية المعلومات المختلفة التي تتحدث عن تاريخ المملكة العربية السعودية او تلك التي ألفها وأعدها ابناء هذا البلد عن طريق مكتبة الملك فهد الوطنية وهو الذي رعى فكرة انشائها منذ البداية والمشرف العام عليها ورئيس مجلس ادارتها، والذي كان لاشراف سموه الشخصي ومتابعته لها الأثر الأكبر في تحقيق فكرة انشاء المكتبة الوطنية حتى وصلت الى هذه المكانة المتميزة في زمن قصير لتضاهي بذلك اقدم واعرق المكتبات الوطنية في الوطن العربي وخارجه، والتي تحقق لها بفضل الله ثم بالدعم المادي والمعنوي والاشرافي الذي تلقاه من سموه الكريم مجموعة من المزايا منها: تخصيص منح دراسية للجامعيين السعوديين للابتعاث الى الخارج للحصول على مؤهلات عليا في مجال المكتبات والمعلومات.
حصول المكتبة على مجموعة كبيرة من أوعية المعلومات المختلفة لكثير من الهيئات العلمية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
جهودها في التسجيل والايداع وتخصيص ارقام ايداع لأوعية المعلومات المختلفة، وتسجيل الترقيمات الدولية.
الضبط الببليوجرافي وتوثيق الانتاج الفكري السعودي.
حصولها على مجموعة كبيرة من المخطوطات والوثائق والمسكوكات والكتب النادرة حول تاريخ المملكة العربية السعودية عن طريق الشراء.
اصدارها لأكثر من مائة وعشرة كتب من الأعمال الببليوجرافية والبحوث والكتب والترجمات.
اسهامها بعدد من النشاطات التعاونية والثقافية والمشاركة الدائمة في معارض الكتب داخل وخارج المملكة.
كما تجدر الاشارة الى اهتمام سموه بتوثيق تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية ممثلة في حفظ ما يخص شخصية وسيرة وحياة موحد الجزيرة العربية وباني نهضتها الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وذلك عن طريق متابعته ودعمه الدائم والمستمر بدارة الملك عبد العزيز، وحرصه على ابراز كافة الأنشطة التي تقوم بها الدارة في مختلف المجالات من خلال ترؤس سموه لمجلس ادارتها، فقد اعلن حفظه الله توسيع نشاط الدارة العلمي لخدمة التاريخ والتراث الوطني ليشمل كافة مناطق المملكة ويحقق أهدافها التي انشئت من اجلها، كما دعا سموه المواطنين للاستفادة مما لدى الدارة والتعاون معها في كل ما من شأنه تحقيق خدمة تاريخنا الوطني وتزويدها بما لديهم مما يخدم اهدافها.
ايضاً من الجوانب المهمة والتي اغفلت ما يتعلق بما يقوم به سموه من تشجيع للمؤلفين والكتاب السعوديين وطباعة الكتب هو: شراؤه لمجموعة من اعمال بعض هؤلاء الكتاب والمؤلفين السعوديين والأمر بتوزيعها على المكتبات ومراكز المعلومات على الصعيدين المحلي والعربي, كذلك السير على منهج والده المغفور له الملك عبد العزيز في طباعة الكتب على نفقته الخاصة، من خلال طباعته ونشره لعدد من الكتب الدينية والأدبية التي تمتاز بالقيمة العلمية أو لأهميتها التارخيية المرتبطة بجوانب كثيرة من تاريخ المملكة وآدابها على نفقته الخاصة وتوزيعها مجاناً على المكتبات ومراكز البحث داخل المملكة وخارجها نذكر منها:
1 الاستيطان في وادي حنيفة من القرن الأول حتى منتصف القرن التاسع الهجري: دراسة اثرية.
2 تراث الاجداد: دراسة لجوانب مختلفة من تاريخ مأثوراتنا الشعبية.
3 الحياة العلمية في نجد منذ قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحتى نهاية الدولة السعودية الأولى.
4 دليل المسلم في الاعتقاد، العبادات.
5 دليل المسلم في الاعتقاد على ضوء الكتاب والسنة.
6 ديوان اندلسيات.
7 الرحلات الملكية: رحلات جلالة الملك عبد العزيز الى مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والرياض المنشورة في جريدة ام القرى 1341 1346ه.
8 الرحلة اليابانية في الجزيرة العربية 1358ه = 1939م.
9 الشوارد.
10 عبق الورود من رياض آل سعود.
11 غاية المرام شرح مغنى ذوي الافهام.
12 قصص واشعار من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية.
13 مدينة الرياض عبر اطوار التاريخ.
14 مسائل الهلال.
15 من مذكرات تركي بن محمد بن تركي الماضي عن العلاقات السعودية اليمنية 1342 1371ه.
16 يوميات رحلة في الحجاز.
في الختام اتمنى ان يكون هذا النهج الذي رسمه صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله في خدمة العلم ونشر الثقافة عن طريق ما يقدمه من اهداءات ومن دعم غير محدود للمكتبات وتشجيع المؤلفين والكتاب السعوديين اضافة الى حرصه على طباعة ونشر الكتب الدينية والأدبية والتاريخية على نفقته الخاصة، وما عودتنا عليه قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين على نشر الدين والعلم والثقافة وانشاء المكتبات في شتى بقاع المعمورة من أقصاها الى أقصاها وتزويدها بأوعية المعلومات المختلفة حافزاً للكثير من الامراء والكتاب والمثقفين والموسرين ورجال الأعمال والدعاة من ابناء هذا البلد الطيب للسير على هذا النهج الطيب والاقتداء به طلبا للمثوبة والاجر الكبير من الله سبحانه وتعالى.
ايضا ومن واقع ما لمسه الجميع وخصوصاً المكتبيين من جهود جبارة قام بها وما زال يقوم بها سموه الكريم في مجال المكتبات والمعلومات، أجدها فرصة سانحة واقتراحاً اتمنى ان يلقى صدى مقبولاً وسريعاً من المسؤولين لتنسيق الجهود بينهم لتكريم هذا الأمير الانسان بما يليق بشخصه الكريم، وجهوده المكتبية المتواصلة لنشر الثقافة والعلم في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة بأن يتم اطلاق اسمه على احدى المكتبات الكبرى في المملكة العربية السعودية عامة كانت او جامعية او متخصصة، او تخصيص جائزة حمل اسمه تكريماً لأفضل ناشر كتاب أو كاتب او رائد من رواج الحركة المكتبية في المملكة العربية السعودية، أو عن طريق تجسيد معلم حضاري للكتاب في احد ميادين العاصمة الرياض يحمل اسم سموه الكريم، ليكون شاهداً على مدى ما وصلت اليه المملكة العربية السعودية من اهتمام منقطع النظير من لدن ولاة الأمر خدمة لهذا الدين عن طريق نشر العلم والثقافة, والله من وراء القصد.
المراجع:
1 علي بن سليمان الصوينع، اخبار المكتبة 7 شوال 1419ه ص 20.
2 التقرير السنوي لمكتبة الملك فهد الوطنية للعام المالي 1417ه 1418ه.
3 مكتبة الملك فهد الوطنية/ الببليوجرافية الوطنية السعودية الراجعة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

محاضرة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved