Friday 10th December, 1999 G No. 9934جريدة الجزيرة الجمعة 2 ,رمضان 1420 العدد 9934


كلمات معدودة
عالم العولمة
د, محمد بن سليمان الأحمد

يكاد لا يخلو عدد يومي من صحيفة يومية من حديث بطريقة مباشرة او غير مباشرة عن العولمة بل وتشارك كل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية في طرح هذا الموضوع للنقاش في مادة اذاعية واحدة في اليوم الواحد على الاقل.
وتختلف التسميات لهذه الظاهرة القادمة فهناك من يطلق عليها لفظ العولمة وآخرون يقولون: انها الكوننة وهناك طرف ثالث يؤدلج حتى ألفاظه فلا يتفق مع من يسميها عولمة، ولا مع من يسميها كوننة ويقول: انها بصريح العبارة أمركة .
،هذا الثالث الذي يسميها أمركة لايربطها بالقارتين الامريكيتين في عمومهما بل يربطها بالولايات المتحدة الامريكية ويرى انالأمركة هي تحويل العالم كل العالم الى تابع لهذه الدولة العظمى في كل صغيرة وكبيرة.
وكما يختلف المناقشون والمتناقشون حول العولمة في تسميتها يختلفون ايضا في اي جانب من جوانب الحياة اكثر علاقة بالعولمة، فهناك من يرى ان العولمة هي في المقام الاول اقتصادية، وهنا يكون الاستشهاد بالشركات الامريكية الكبرى التي اصبحت شركات عابرة للقارات ومتعددة الجنسيات,,, وهناك من يرى ان العولمة هي في المقام الاول سياسية وان النظام السياسي الامريكي هوالذي في طريقه للسيادة على قارات العالم وخصوصا بعد زوال الاتحاد السوفيتي، وبعد انعدام ما كان يعرف بتوازن القوى,,, وان الديمقراطية في زيها الامريكي قادمة.
ويأتي فريق ثالث فيرى ان المجال الثقافي هو الاول بل ان العولمة عند هؤلاء او عند هذا الفريق هي سيطرة الثقافة الغربية والامريكية على وجه الخصوص على كل ثقافات العالم,,, وهم يعنون هنا بالثقافة معناها الشامل والعام الذي يعني فيما يعني الملبس والمأكل واللغة والاقتصاد والسياسة والتربية والتعليم,,.
ويدلل هؤلاء على اثر العولمة الثقافية بانتشار وجبات امريكية في كل القارات من خلال المطاعم الامريكية للوجبات السريعة وفي مقدمتها الهمبرجر ومشروبات الكاكولا وبانتشار اللباس او الزي الامريكي من خلال انتشار الجينز في كل مكان من العالم، اما اللغة فيتحدث هؤلاء عن انتشار اللغة الانجليزية بلكنة امريكية, حتى بين البريطانيين اصحاب الانجليزية الام.
ويرى هؤلاء ان العولمة عبارة عن مؤامرة يتم من خلالها القضاء على الخصوصية الثقافية لأمم الارض وان السيادة في عالم العولمة هي للثقافة الاقوى وليست للثقافة الاصلح,,.
العولمة قادمة بل إنها بدأت في الزحف,,,, ترى كيف نقف منها هل ننقدها ونهاجمها أم نقدم ما لدينا بأسلوب علمي واضح خال من الانفعال,,, لان ما لدينا إذ أحسن تقديمه هو الصالح لكل زمان ومكان، والتقديم الجيد لما لدينا يحتاج إلى اسس علمية مدروسة وغير مرتجلة بحيث نفهم اولا ما لدى الآخرين قبل ان نقدم ما لدينا ونفهم ايضا ماذا يريد الآخرون,,, ونبتعد عن الاساليب الانشائية والخطابية ونفكر، ثم نفكر وبعد ذلك ننفذ.
العولمة اليوم شيء حقيقي وملموس يمكن ان نلمسه في التجارة العالمية والتبادل التجاري وفي السرعة المذهلة لتدفق الاموال بين الدول، وفي نمو الشركات متعددة الجنسيات وفي شبكة الاتصالات التي تحكمت حتى في الفضاء وفي الانترنت,,.
مرة أخرى إذا أحسن تقديم ما لدينا في ثقافتنا الاسلامية فسوف يكون لنا موقع مؤثر في عالم العولمة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

محاضرة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved