Friday 10th December, 1999 G No. 9934جريدة الجزيرة الجمعة 2 ,رمضان 1420 العدد 9934


رأي الجزيرة
الأمل في تواصل نجاح الدور الأمريكي

نجحت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت في كسر جمود ران ما يقرب من اربع سنوات على مسار المفاوضات بين سوريا واسرائيل.
وكان هذا النجاح ابرز نتائج جولتها الحالية التي شملت سوريا واسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر وقبل ذلك المملكة التي كانت اولى محطات جولتها الشرق اوسطية.
واذا كانت الوزيرة النشطة رغم سنواتها فوق الستين قد خرجت بانطباع طيب من مباحثاتها في سوريا وقالت: ان الرئيس الاسد كان غيره بالامس عندما التقته في الماضي وانه ابدى سأما من استمرار الجمود في المفاوضات مع اسرائيل.
ويعني هذا ان الرئيس الاسد اظهر رغبة جدية في تحقيق السلام، مما ساعد اولبرايت على اخضاع الجانب الاسرائيلي بالتخلي عن الشروط المسبقة لاستئناف المفاوضات.
وسجلت بذلك نجاحا ثانيا حين جعلت اسرائيل تقبل الاستئناف من حيث توقفت المفاوضات، وهو المطلب السوري الاساسي.
ومقابل الرغبة السورية في السلام والموافقة على استئناف المفاوضات فقد صدرت عن اكثر من مسؤول اسرائيلي في مستوى صنع القرار ردود فعل اقل ما توصف به: هي انها مهووسة .
فمن ناحيته قال ديفيد ليفي وزير الخارجية: ان اسرائيل لم تعد سوريا بالانسحاب من الجولان، وانها اسرائيل لا تقبل بشروط مسبقة لاستئناف المفاوضات.
وكان يمكن لليفي ان يؤجل هذه التصريحات اذا كان جادا في تحقيق نتيجة ايجابية من التفاوض الى ما بعد معرفة وجهة النظر السورية عند اللقاء حول مائدة المفاوضات ولكنه ليفي أراد بهذه التصريحات ان يجر سوريا الى تصريحات مماثلة تتشكل بها عقبة غير مرغوب فيها تمنع تواصل استئناف المفاوضات لتصعيد الجهود الامريكية مرة اخرى الى مربع الصفر.
ومن جانبه قال الصهيوني العتيد اريل شارون وفي رد فعل متشنج: ان قبول ايهود باراك استئناف المفاوضات مع سوريا فيه رضوخ من جانبه لسوريا,, وهو رضوخ مهين وكامل لمطالب سوريا.
واستنكر شارون ما اسماه اعتراف باراك بما تسمى وديعة رابين .
وعلى هذا النسق شجب حزب المقدال المتطرف قبول حكومة باراك استئناف التفاوض مع سوريا وقال: ان ذلك يعني الرضوخ لإملاءات دمشق!!
وفي الجولان المحتلة نفسها نقل راديو اسرائيل عن المستوطنين هناك انهم بدأوا حملة ضد اعادة الجولان لسوريا وقال يهودا فولمان رئيس ما يعرف بمجلس الجولان: انه لا يمكن لأي اتفاق سلام ان يقوم بتدمير المستوطنات اليهودية.
وعقد المستوطنون في الجولان اجتماعا طارئاً امس واعلنوا التأهب للقتال من اجل البقاء في الجولان.
وهكذا تتكشف حقيقة النيات الاسرائيلية سواء على مستوى السلطات او على مستوى المواطنين المستوطنين تجاه عملية السلام برمتها ويكشفون عن مفهوم للسلام يعني بوضوح شديد استسلام العرب لارادة اسرائيل وقبول الاحتلال كأمر واقع، وتطبيع العلاقات مع اسرائيل طبقا لهذا الواقع.
على ان الامل يظل معلقا بالجهود الامريكية التي تقودها ميدانيا وزير الخارجية مادلين اولبرايت.
وكذلك يظل الامل معلقا ايضا بدور الرئيس الامريكي كلينتون عند رعايته للاجتماع المرتقب بين رئيس الوزراء الاسرائيلي باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع.
فضلا عن الاجتماع المرتقب بين الرئيسين كلينتون وعرفات لدفع المسار الفلسطيني الاسرائيلي في طريق السلام على مفاوضات الوضع النهائي.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

محاضرة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved