Saturday 11th December, 1999 G No. 9935جريدة الجزيرة السبت 3 ,رمضان 1420 العدد 9935


من هو الخطيب,,؟!
حمد العسعوس *

في زاويته (وسميات) كتب الاستاذ راشد الحمدان تحت هذا العنوان، متناولا موضوعا يؤرقني منذ زمن بعيد، وأعتقد انه يؤرق الكثيرين، بدليل هذا البحث اللاهث الذي يبذله معظم المصلين كل يوم جمعة للعثور على الخطيب الملائم الذي يريحهم في أدائه، ويضيف جديدا الى معلوماتهم ووعيهم.
إذن ذلك الموضوع الخطير الذي تناوله الاستاذ راشد هو موضوع الخطابة.
ومع الاسف الشديد فإن كثيرا ممن يتولون هذه المهمة في مساجدنا يعتقدون ان الصراخ والزعيق والاتهامات والمبالغة في نقد المجتمع والجهات المسؤولة، ونفخ الأوداج، وجلد الذات,, يعتقدون ان هذه هي عناصر النجاح لدى الخطيب.
وإذا كان الاستاذ راشد قد ساق قصة ذلك الخطيب الذي يمارس الخطابة في مسجد يقع باحدى (الضواحي) القريبة من مدينة الرياض، ويظهر له انه من ابناء البلدان العربية الاخرى كما يقول: فإني سأروي قصة اخرى مشابهة، ولكن بطلها من وسط بلادنا ويحمل اعلى الشهادات في اللغة العربية والعلوم الشرعية ويتولى الخطابة في احد الجوامع التي تقع في واحد من أرقى وأشهر أحياء العاصمة.
استمعت الى خطبته وأنا على مضض، لانه كان يكسّر في رأس اللغة، ويحطم اضلاعها بفأس العي والحصر، حتى إنه كان يخطىء في قراءة الآيات التي اعتاد الخطباء ان يختموا بها الخطبتين الاولى والثانية.
وبعد الانتهاء من الصلاة التفتّ إلى من بجواري في المسجد وهو استاذ في اللغة والاجتماع، وقلت له: ألم تجدوا أفضل من هذا الخطيب,,؟!
فأجابني على الفور قائلا: لو تطّلع على شهاداته لما استطعت ان تقدح فيه.
قلت: انا لا تهمني شهاداته,, لأن الخطابة موهبة وفن,, أرى ان هذا الخطيب لا يمتلك ادنى قدر من مقوماتهما.
وقطعت على نفسي عهداً بعدم الصلاة في ذلك المسجد يوم الجمعة ما دام ذلك الخطيب يزاول مهمة الخطابة فيه.
وهذا مجرد مقال واحد على نوعية من الخطباء يتولون هذه المهمة الخطيرة في كثير من مساجدنا وهم ليسوا مؤهلين ولا جديرين بممارستها.
والقلة القليلة من الخطباء القادرين تكون مساجدهم مزدحمة بالمصلين ولا تجد لك فيها موطىء قدم.
فكثير من خطبائنا جزاهم الله خيراً تجد أنهم متمسكون بالطريقة التقليدية القديمة في كتابة الخطبة وأدائها او انهم ينقلونها من كتب قديمة.
وبعضهم يحاول تغيير اسلوب الخطبة واستخدام لغة معاصرة ومواكبة احداث الساعة,, ولكن معلوماته تكون فقيرة في متابعة تلك الاحداث ومعرفة تفاصيلها ومسبباتها وغاياتها,, وقد تخونه القدرة على الصياغة,, وعلى التعبير والأداء.
إذن,, ولكي نجيب على التساؤل الذي طرحه الاستاذ راشد الحمدان حول من هو الخطيب؟!
أقول: ان الخطيب الذي يستحق ان يعتلي المنابر وأن يعظ الناس يجب ان يكون من اكثرهم علما ودراية وخبرة بالحياة ومن اكبرهم سنا ومن اقدرهم على الكتابة ومن أبلغهم وأقدرهم على الإلقاء.
ومن أكثرهم وعيا بالاحداث وممن يتصفون بالحكمة في معالجة الامور والقضايا ذات الصلة بالمجتمع والأمة والعالم الخارجي.
كذلك يجب ان يتصف الخطيب بالهدوء أقصد هدوء الأعصاب، وبالرزانة وبالصوت القوي وبالفصاحة، وبمعرفة قواعد اللغة.
ومن المشهود لهم بالصلاح والتقوى في ظاهره وباطنه,, لكي يتقبل المصلون توجيهاته، ويقبلوا على خطبته وينصتوا له بكل جوارحهم.
اما اذا كان الخطيب ضعيفا في ثقافته العامة,, ضعيفا في صياغته وأدائه للخطبة,, فسيضطرون الى الاستماع اليه على مضض، ثم يخرجون من المسجد وهم في غاية التوتر والضيق.
ونحمد الله أننا قد وفقنا بالكثير من الخطباء المقتدرين .
* مجلس الشورى



رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved