Saturday 11th December, 1999 G No. 9935جريدة الجزيرة السبت 3 ,رمضان 1420 العدد 9935


الرياض عاصمة الثقافة العربية
عبد الله بنة حمد الحقيل

تستعد بلادنا لاحتفالية سنة الثقافة واختيار منظمة الامم المتحدة لمدينة الرياض عاصمة ثقافية للعالم العربي عام 2000م وهذا الاختيار ينطوي على تقدير جم كبير واهتمام وتقدير للانجازات الثقافية والتنمية والنهضة الشاملة ولا غرو فهذه البلاد قد حباها الله بمميزات وخصائص وماض فكري عريق فهي مهد الرسالة والفصاحة والبلاغة ومتنزل الوحي ومنبت العروبة وجذرها ومنطلق الشعر ومأرز الفكر ومهوى افئدة العرب والمسلمين وملتقى الشعر والشعراء على امتداد التاريخ وهذه المقومات المكانية الفريدة منبع ثر بعطاء ذات ريادية وقيادية واستطاعت خلال حقبة من الزمان ان ترسل اضواءها الروحية والثقافية الى معظم ارجاء المعمورة وفوق هذه الارض وفي عام 53 قبل الهجرة ولد الهدى عليه الصلاة والسلام وخرج النور الذي اضاء البشرية وجاء مبعوث العناية الإلهية يغرس فوق الروابي راية الاسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنها الى كل بقاع الدنيا ومع تنقل الخلافة من المدينة المنورة الى دمشق وبغداد والاندلس إلا أن هذه البلاد ظلت مباءة للفكر والثقافة ومهوى افئدة المسلمين والمحدثين والرحالة والمؤرخين والجغرافيين ومحط انظارهم وتوالى الزمن وتصرمت الايام حتى شهدت هذه البلاد ملحمة فريدة قادها البطل العبقري الملك عبدالعزيز رحمه الله في قوة ايمان وطموح وصلابة رأي وصبر وجلد وحكمة وشجاعة وما وهبه الله من مواهب فذة وقيادة فطرية.
وتأسست المملكة العربية السعودية في جمادى الاولى 1351ه ثم بدأت مسيرة التطور الحضاري وبناء قواعد الانطلاق والتطور لتشهد هذه البلاد نقلة حضارية في شتى الميادين ومزيدا من التحديث والمعرفة ولذا فليس من الغريب ان يتم اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية اذ التاريخ حافل بضروب المعرفة وفنون الثقافة ومجالات الادب منذ فجر التاريخ ومن يتأمل قصائد الشعراء وما يحفل به تراثنا الفكري والشعري يدرك ذلك ان الرياض اليوم عنوان حي وصورة زاهية للثقافة العربية في كافة مؤسساتها يتجسد ذلك في الجامعات ومراكز البحوث والمكتبات ومعارض الكتب ودور الثقافة ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي ومهرجان الجنادرية والاندية الثقافية والمعارض الفنية وغير ذلك من المؤسسات العلمية والصروح الثقافية التي ستكون واجهة ثقافية ولكي نجعل من مناسبة الرياض عاصمة ثقافية وحدثاً فكرياً بارزاً فلا بد من العمل المنهجي الذي تتكامل به كافة مقومات النجاح والتكامل الذي يحقق تطلعات ابناء هذه البلاد ووضع البرامج الملائمة لهذه المناسبة الكريمة والتفاعل الايجابي من كافة الفئات والمؤسسات ومواكبة هذا الحدث البارز والمبهج وان تكون الاعمال والنتائج كما يتمناه كل مواطن غيور والامل كبير في القائمين على ذلك من خلال التنظيم الدقيق والاعداد الجيد وبالشكل الذي يلائم حجم هذه المناسبة ويمنحنا فرحة وفخراً بعاصمتنا الرياض وابراز طابعها الثقافي وما حققناه من نهضة وتطور وبناء وطن متكامل الحضارة وارف الخير والعطاء واصبح اليوم
متألقا ونموذجاً خلاقا لما يمكن ان تكون عليه العزيمة والطموح وكما قال المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
ومجمل القول فان الرياض عاصمة للثقافة العربية وهي بحق جديرة بثوابتها وشواهدها التاريخية والحضارية ومستقبلها الاكثر اشراقاً وتفاؤلاً وتطورا وخصوصيتها المكانية والريادية ومكانتها المتميزة وهي بذلك:
صرح الى أفق الثقافة شامخ
تتحدث الدنيا بها والأعصر
والله ولي التوفيق
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved