زقزقة:
صوم النفس عن ملذات الدنيا أفضل الصيام
الإمام علي بن أبي طالب
* * *
هذه اولى أيام شهر رمضان المبارك وهو ضيف كريم يأتي ويذهب سريعا وكأنه اسرع شهور السنة.
ولا اعلم كيف تحول مفهوم هذا الشهر الفضيل الى احتفالية غريبة حيث كرّست معظم القنوات الفضائية مفهوم الاحتفال به بحشد مختلف البرامج الترفيهية والمسلسلات مع ان هذا الشهر يحتاج منا الى الهدوء والسكينة ولا اقول الخمول والبلادة.
ولكن السؤال كيف تحول هذا الشهر الى استنفار لجهود الفنانين لحشد كل هذه الاعمال التلفزيونية والمهرجانات الغنائية.
واصبح عند أطفالنا شهرا مختلفا عن رمضان الذي عرفناه قبلاً صار رمضان لدى اطفالنا وشبابنا فرصة للسهر ومتابعة التلفزيون في سباق فضائياته نحو الفوز بالمشاهد الذي اذا استسلم لها فقد روحانية هذا الشهر,.
وليست القنوات التلفزيونية في معظمها مسؤولة عن شرح مفهوم رمضان.
بل ان ربة المنزل تتحمل جزءا من هذه المسؤولية حين تكرس الوقت لصنع مختلف الاطباق والاصناف من المأكولات التي لا تؤكل بسبب قدرة الجهاز الهضمي على الاستيعاب الكمي المحدد بعد الصيام.
ويصبح رمضان موسما للطعام دون سواه والامر خطير حين يعي الاطفال في المنزل اهمية رمضان بما يصنع فيه من مأكولات وحلويات.
والرجل الاب كذلك مسؤول عن الوعي بقيمة رمضان وتميزه فالذي يستثمر هذا الشهر بالسهر الطويل حتى الفجر يفقد روحانية رمضان ويبعث برسالة قوية الى اطفاله فحواها إهمال قيمة الوقت في ذلك الشهر.
ان رمضان لا يجيء الا مرة واحدة في كل عام وهو فرصة أكيدة لاكتساب عادات هامة في السلوكيات الاجتماعية كالصبر والتعاطف مع الجائعين والمحتاجين وهي امور يدرسها اطفالنا في المدارس لكن بعضنا للاسف لا يتقيد بها في الواقع.
يجب ان ندرك ان شهر رمضان سلوك قبل ان يكون حدثاً ويفترض ان يكون تأسيسا لسلوك دائم للالتزام اتجاه المجتمع وليس مناسبة للاحتفال بضياع الوقت في ظل نقص مستوى الوعي الديني بأهمية هذا الشهر الفضيل وبتميز وقته,, ان رمضان مناسبة للبدء بتوطيد النفس على الخير كسلوك ممارس قبل كل شيء.
وهو مناسبة للتعوّد على الالتزام وفضائل الاخلاق والشعور بالانسانية في أعظم صورها.