Sunday 12th December, 1999 G No. 9936جريدة الجزيرة الأحد 4 ,رمضان 1420 العدد 9936


بيننا كلمة
,مسؤولية أمام الله,,؟
د , ثريا العريّض

أنت صائم ومتعب في أول أيام رمضان الكريم ولكنك لا تستطيع ان ترتاح! يهولك ما يحدث في بيت جيرانك من صراخ يوحي بأن هناك الكثير من العنف الذي تشك في كونه يتكرر للزوجة من الزوج او للاطفال من الام أو الأب أو أي شخص آخر,, وأنت لا تود التحشر متدخلا في شؤون جيرانك ولكنك تخشى الله والتقصير في حقوق الجوار,, وحقوق الأبرياء,, ماذا تفعل؟
مشكلتك مع حيرة ضميرك كبيرة,, ولكنها ليست بحجم مشكلة المدرس الذي تواجهه مثل هذه الحالات بين تلامذته، أو الطبيب العام في قسم الطوارىء الذي يقابلها بين مرضاه, هذا شخص في موقع المسئولية ولكنه غالبا دون حماية مضمونة لنفسه أو لمن في عهدته اذا اتضح أنهم ضحايا لتسلط الاقوى منهم, ماذا تفعل اذا كنت مدرسا او طبيبا او طبيبة وجاءك طفل مصاب بكدمات ضرب وجراح بليغة اكثر من مرة، او آثار حروق مزمنة ومتكررة ,, وتدرك مهنيا,, بل أنت متأكد دون شك,, انها اصابات تحدث بفعل فاعل قاس وليست كما يصنفونها حدثا غير مقصود,, مجرد سقطة من الدرج او اصابة اثناء اللعب؟
ماذا تفعل اذا جيء لك بطفلة او طفل واضح انه تعرض لاغتصاب جنسي والغالب انه متكرر ومن احد افراد العائلة الأقربين؟
ماذا تفعل اذا جاءك مريض موسوس, لا تنتهي من علاج شكوى له حتى يبدأ بشكوى في جزء آخر من جسده؟ تدرك ان أسباب شكواه معاناة نفسية منبعها ظروف علاقات أسرية عنيفة أو اوضاع علاقاته المهنية؟
حالات يقف فيها: الجار او المدرس او الطبيب امام واقع غير مقبول, هناك شخص يعاني ويتعذب ولا يستطيع ان يجد الدعم من العائلة لأن في الاعتراف بواقعه ومصابه إثارة لمشكلة للعائلة والتساؤل عن سلامة الصحة النفسية لبقية أعضائها الأهم، قد يمس بسمعتها امام الغير.
ليس في الواقع الحالي عندنا ما يشجع الجار او المدرس على التدخل,, ولا ما يحمي القريب الضعيف من سلطة اقارب يعتدون عليه جسديا او نفسيا,, ولا ما يحمي الطبيب لو قرر ان يتدخل باكثر من اعطاء العلاج الجسدي الآني.
وربما لو اصر الطبيب على مواجهة الاهل بواقع المريض او ما يشك به من علاقتهم بالضحية لاختفوا به دون ان يكون متأكدا من سلامة المسكين بعد انكشاف المستور, بل ربما يصبح الطبيب في خطر.
نحن بحاجة لتوضيح ما في مؤسسات الرعاية الطبية والاجتماعية والامنية من حماية للجار والاستاذ والضحية والطبيب في مثل هذه الحالات، هل في النظام المعمول به ما يقنن تدخل من يلحظ الظلم حين يقع؟,, ويحمي من يتدخل لحماية المستضعفين الواقعين تحت ظلم الأقربين باعتبار ذلك جريمة في حق مواطن يشمله حق الحماية من أي اعتداء من غريب او قريب؟
بعض الدول في انظمتها الرسمية المعمول بها تفرض رسميا ومهنيا على المدرس او الطبيب او الجار ان يرفع الامر لسلطات الامن للتحقيق قبل ان يسمح للأبوين باستعادة الطفل المصاب، او الزوج باستعادة زوجته,, فالامر في الحالات المشكوك فيها يعتبر شبهة جنائية وضروري التحقيق فيها مثلها مثل الاصابة بطلقات رصاص او اعتداء من مجرم, وفي بعض الدول هناك اجراءات تسحب المريض من عهدة العائلة وسيطرة الأبوين الى عناية السلطة الرسمية للدولة وتعهد به للرعاية الاجتماعية لتحميه من اختلالات اهله, فهل نحن منها؟
***
هل في النظام القائم ما يوضح حدود واجبات الشاهد المهتم وحدود حمايته ليتشجع فيقوم بواجبه الانساني ومسؤوليته امام الله؟ سؤال موجه للعالمين بالانظمة الرسمية لعل مسؤولا ما يتفضل بالإيضاح لنا مشكورا؟.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

تغطيات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved