أولا أحب ان اهنئ الجميع بحلول شهر رمضان المبارك الذي اوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وبهذه المناسبة الكريمة أود ان احذر من كثرة استعمال المسكنات وأدوية الروماتيزم لما لها من اضرار وآثار جانبية عكسية على الانسان,, لأن كثرة استعمالها يقلل من كفاءة المفاصل بل قد يؤدي إلى ضمور في غضاريف المفصل وخشونة بها مما يزيد بعد فترة من مشكلة المفصل وآلامه عند الحركة.
فمن المعروف علميا ان المسكنات وأدوية علاج الروماتيزم تثبط تقلل أضرار مادة البروستا جلاندين وهذه الهرمونات مسؤولة عن الاحساس بالالم وهذا ما يجعل هذه الادوية مسكنة للآلام ولكن هذه البرستا جلانديات ايضا مسؤولة عن احداث تأثيرات مفيدة في الجسم ولهذا خلقها الله عز وجل ومنها انها تحمي جدار المعدة بما تسبب من افرازه من مواد تحمي جدار المعدة وتبطنها كما انها تزيد من كمية الدم الواصل لاغشية المعدة مما يزيد من حيويتها وفي نفس الوقت فإن مادة البروستا جلاندين مسؤولة ايضا عن تحسين الدورة الدموية في المفاصل والافرازات داخل المفاصل مما يحسن من كفاءة المفصل ويقاوم الالتهابات به ونقص هذه المادة نتيجة كثرة استعمال المسكنات وأدوية الروماتيزم يقلل من كفاءة المفصل بل قد يؤدي الى ضمور في غضاريف المفصل وخشونة بها مما يزيد بعد فترة من مشكلة المفصل وآلامه عند الحركة.
فحينما نستعمل هذه الادوية قد نشعر بالراحة مؤقتا اثناء استعمالها من خلال تسكينا للالم ولكن الجسم ومفاصله والمعدة تدفع ثمنا غاليا.
ولذلك ومن خلال هذا الشهر الكريم الذي لايمكن للمريض بالروماتيزم او من يشعر بآلام في مفاصله اخذ مسكنات او ادوية روماتيزم في نهار رمضان فإنها فرصة لمن تعودوا على المسكنات عن شعورهم بالألم ان يعوّدوا أنفسهم على اتباع الطرق التي تعتبر آمن وأسلم لتسكين الالم وأنصحهم إذا كان الالم خفيفا او مؤقتا نتيجة تمزق بالاربطة او العضلات بعدم استعمال المسكنات وتحمل الالم الذي لن يدوم طويلا حتى يزول,, أما إذا كانت الآلام شديدة فيمكن استعمال بعض المسكنات الموضعية او الكمادات الساخنة او تعريض الجزء المصاب لاشعة الشمس والافضل استعمال اجهزة الاشعة تحت الحمراء التي تحسن الدورة الدموية في العضلات والمفاصل وتخفف الآلام دون ان تؤدي إلى اي اضرار بالمفاصل.
اما في ليل رمضان الذي يمكن للصائم فيه اخذ وتناول الادوية فهناك بعض الادوية الحديثة التي تفرق في مفعولها بين البروستا جلاندين المفيد والبروستا جلاندين المسبب للالم الى حد كبير وهذه تقلل من افراز البروستا جلاندين المسبب للالم ولا تقلل من افراز البروستا جلاندين المفيدة للمعدة وللدورة الدموية وغضاريف المفصل ولكن لاشك ان هذا التأثير المفرق للنوعين ليس مطلقا بل هو نسبي لذا لا يجب الاكثار حتى من هذا النوع من المسكنات وقد نشرت ابحاث في مجلة (لانسيت) الطبية تؤكد خطورة الادوية المسكنة وتأثيرها المدمر على المفاصل لذا انصح المريض بعدم الاسراف في استعمالها إلا عند الضرورة القصوى متمنيا للجميع الصحة والعافية وان يتقبل منهم صيامهم وقيامهم والله ولي التوفيق.