يقال بأن أحد الأشخاص المتعلمين المؤهلين والمفترض أنه يعد أيضاً في حساب المثقفين النابهين المفوَّهين المشهورين بمساهماتهم الخطابية والمبادرين دائماً بآرائهم وأفكارهم,, هذا الانسان المؤهل، الناجح، المتفوق، ال,, ال,, إلى آخر هذه ال (الألات) التعريفية ماتعلمون وما لا تعلمون,, قال في إحدى الجلسات الثقافية أمام جمع من الناس وفي معرض الحديث عن بعض المشكلات الاجتماعية التي نرزح تحتها أو ترزح هي تحتنا والتي لا فكاك لنا منها إلا بالتخلص من بعض أفكارنا السلبية الجامدة التي لا يقرها دين ولا إنسانية,,!
هذا الرجل قال وقد رفع رأسه سعادة وفخراً بأنه أنقذ إحدى البنات من العنوسة وذلك بزواجه منها وللعلم هي زوجته الثانية! ,,!!
الأمر لا يُصدق بالطبع لولا أنني سمعته ممن أثق جداً بصحة روايته.
ويا لهول ما نرى,, إذا كان هذا واحداً ممن يفترض فيهم العلم والثقافة والوعي فكيف إذاً نلوم الآخرين من الجهلة وأنصاف المتعلمين؟! ترى كيف يبدو شعور هذه الزوجة وهي تسمع ذلك التصريح من زوجها وكأنما يشعرها بأنه قد تفضَّل عليها بزواجه منها,,يعلن ذلك وسط جمع غفير وليس لها فقط! ولنفترض بأن هذه الفتاة كانت تعاني أزمة أخرى خلاف ماذكر أزمة مالية كانت أو اجتماعية ولم تتجاوز بعد السن الطبيعية للزواج,, هل يُعقل أن تفاجأ هذه المرأة يوماً بإعلانه وتذكيره لها بأنه فعل خيراً (وليته لم يفعل !)وأنقذها من مشكلتها تلك التي كان الزواج أحد أفضل السبل لإنهائها,, هل يمكن حساب ذلك ضمن أفعال الخير وهو يفشيه أمام الناس,, ويفخر به وكأنما يمنُّ عليها!
والله سبحانه وتعالى يقول يا أيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى .
وبما أن الصدقة تعتبر أحد أفعال الخير الكثيرة التي حثنا عليها ديننا فيفترض وكأضعف الإيمان بأنه فعل خيراً (شبيهاً بالصدقة) وليس ثمة ما يدعو إلى إعلانه فما بالك حين يكون ذلك الشخص الذي مُنح هذا الخير هو زوجته والمفترض أن تكون رفيقة حياته في قادم الأيام,, خاصة إذا علمنا بأن الكثير من الرجال المتزوجين لمرة ثانية أوثالثة,, يفضلونها دائماً جديدة!!