Wednesday 15th December, 1999 G No. 9939جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,رمضان 1420 العدد 9939


جديد الثقافة
إعداد: عبدالحفيظ الشمري

الثقافة والعولمة
* الثقافة العربية في عصر العولمة نقد
* تركي الحمد
* دار الساقي لندن 1999م
بعد أربع روايات وكتاب في النقد صدر للأديب والمفكر الدكتور تركي الحمد كتاب جديد بعنوان الثقافة العربية في عصر العولمة وهو عدة مقالات فكرية تدور حول ظاهرة العولمة وما لحق بها من تعريفات واحتمالات.
يقع كتاب الدكتور الحمد في نحو 216 صفحة من القطع العادي سبق بمقدمة تعريفية حول العولمة كمفهوم وتصور وذيل الكتاب بثبت لفهارس الاعلام فيما جاءت عناوين المقالات داخل الكتاب على هذا النحو: حول العولمة والثقافة الذاتية، هل من جديد في الفكر السياسي؟، حوار الثقافات، هوية بلا هوية، نحو اطار معرفي جديد للثقافة العربية، فكر الوصاية ووصاية الفكر، المثقف العربي: أزمته ومواقفه من القضايا الكبرى، المعضلة العالمية، تأملات في مسألة الهوية.
وتأتي مقالات الدكتور الحمد شارحة ثقافة العولمة ومبينة أبعاد هذا التوحد الكوني أو الكوكبي الذي يتسارع في العقد الأخير من هذا القرن ليرى أن التسعينيات سجلت تحولاًهائلاً نحو العولمة قد يفوق العقود المتبقية من هذا القرن بل انه انجاز يفوق مفاهيم الثورات الكونية التي حدثت منذ قرون.
ويستشرف الدكتور الحمد في كتابه الجديد حقيقة الثورة المعلوماتية الهائلة والتي أصبحت ضرورة ملحة يجب أخذ فوائدها فهو يرى وفي أسطر مقدمة الكتاب الأخير أن العولمة لن تكون ملومة إذا لم تسارع المجتمعات للمشاركة والمنافسة في أخذ ايجابيات هذه التحولات المتسارعة والقضاء على هذا الخوف الهوسي من ضياع الهوية والثقافة الذاتية الرؤية للدكتور الحمد المقدمة ص13 .
***
بطل نوبل في لعبة القط والفأر
* قط وفأر رواية
* جونتر جراس
* دار الهلال نوفمبر 1999م.
وعدت دار الهلال القراء بتقديم ترجمة جديدة لأحد روايات الروائي الألماني جونتر جراس والذي حاز جائزة نوبل في الأدب لهذا العام 1999م,, لتفي بوعدها مترجمة هذا الحدث إلى تفاعل واقعي تلقائي مع هذا الروائي الذي بدأ حياته الأدبية برواية الطبلة والصفيح عام 1959م لتتوالى جملة من الاعمال والروايات التي ورغم انها قليلة أهلته لأن يحصل على هذه الجائزة الذائعة الصيت إلى جانب جوائز عالمية أخرى.
وتقع هذه الرواية قط وفأر في نحو 148 صفحة وتدور أحداثها في مجتمع عايش أحداث الحرب العالمية الثانية وربما تحديداً في عامها الثاني لحظة أن كان الغرب يمسك بتلابيب بعض ويؤسس لمعضلة القرن فيما كان هؤلاء اليافعون أبطال هذه الرواية,, هؤلاء الذي يصفهم الراوي بأنهم بقايا آهات محطمة لأهل البحر وأبنائه الذين يكابدون مشقة البحث عن هويتهم التائهة في تلاطم أمواجه.
في الفصل الثاني من هذه الرواية يستيقظ الراوي على اشكالية هذه الظاهرة الحزينة ليحاول التحول إلى عالم أكثر رحابة وعفوية تستجمع قواها لالتقاط بعض من تلك الغواصة القديمة التي غرقت قبالة السواحل الألمانية وهي تحمل اشارات وايماءات تحدد نهج الصنعة البولندية التي أسهمت في تأجيج ذاكرة البطل,, لتستمر هذه السرديات محاولة التقاط أهم تفاصيل عالم مالكي والذي يعد هو البطل الحقيقي لهذه الرواية.
لتستمر هذه الأحداث في عرض جزء حقيقي من معضلة أبناء البحر الذين يعانون ضراوة الحرب وافرازاتها المحتملة ليلتقط لنا الراوي جملة من التفاصيل الدقيقة عن عالم مالكي وأهله المنهكين من عذاب الحرب والفقد الرواية الفصل الخامس ص 47 ,,لتستمر فصولها تعرض بعضاً من تلك المعاناة التي مر بها الألمان قبل هزيمتهم الأخيرة على يد الحلفاء تلك التي خلفت عدداً من الحزانى والمكلومين، وأصحاب العقد الموجعة,, تلك التي تجسدت بمالكي وهو يحاول إخفاء تفاحة آدم ببعض التعاويذ والقلائد في عنقه.
لم يكن هناك أي ملمح خيالي في سرد رواية قط وفأر إنما ظلت تحافظ على ترتيب الحكاية العادية حتى النهاية فلم يكن هناك أي استمالة لعناصر الفن السردي المؤثر والعميق حتى أن خروج الراوي في بداية كل فصل منهمكاً في شرح تفاصيل رغبة ما طبعت العمل برمته على أنه مجرد رواية تود الظهور في اسم جونتر جراس صاحب الجوائز والأوسمة العديدة.
يبقى في الرواية معلم واحد يحرك في القارئ شعور الرغبة في مواصلة القراءة يتمثل في خروج الراوي ومجتمعه الى الحياة العادية بعد عناء الحرب ليبحث كل فرد من هذا المجتمع عن تفاصيل حياته الخاصة حتى الراوي، وفي الفصل العاشر ص 97 لحظة أن قرر تعلُّم العزف على الكمان فيما كانت له قطة أليفة مشاكسة آذت صديقه مالكي بتفاحته المدلاة على شكل فأر.
***
قصص العجيم صخب المواجهة
* مقطع من سمفونية الألم قصص
* محمد عجيم
* الطبعة الأولى 1420ه 1999م.
صدرت للقاص محمد عجيم مجموعة قصصية جديدة جاءت بعنوان مقطع من سمفونية الألم مؤلفة من نحو 174 صفحة من القطع المتوسط الصغير، ومشتملة على ثلاث عشرة قصة استهلها القاص بحوارية صاخبة دق ودفع محاولاً في هذا السياق السردي أن يرسم خطاً مغايراً تتبادل فيه مؤثرات الرؤية لتشكل في كل قصة من هذه القصص لوحة مكتظة بالشخوص والاقوال, الشخصيات في قصص عجيم مفزعة، ومخيفة,, ولغة السرد أشد حساسية وافراطاً في توجيه اللوم والتأنيب والاستدراك فكأننا في محاكمة صريحة لا ينقصها الصخب ولا تنقصها لغة الحديث المفخخ والمدروس بدقة وعناية.
سمفونية الألم قصص موغلة في حساباتها ونقدها وهياجها المحموم أمام الآخر,, سرد لا يحتمل التأويل ولا يستميل البحر أن يهدأ إنما القارئ على مركب عجيم موشك على الهلاك لفرط هذه الانتكاسات التي تصيب البحار,, لحظة تستكين لغة السر وتلتقط الألفة من بين الكلمات وأخرى تعجز من أن تسيطر على هذا العالم المليء بالمتناقضات واللواعج والهموم المبهمة.
جاءت القصص سمفونية الألم وأهداها ساخنة إلى جملة من الشخوص الذين شاطروه مزلق المناظرة حتى تشكل هذا النسيج الاستفهامي القلق,, قصص تحتاج إلى تأمل,, وقراءات لكي يصدر الحكم على هذه الأشياء التي زج بها الراوي وبشكل يقترب من الطرح المسرحي الذي يتكئ على مبادلات الحوار والتناظر الرتيب لشرح تفاصيل الأحداث من منطلق القول دون أن يكون هناك حشد معنوي يوازي ظاهرة القول المكررة والطويلة الى حد ملفت.
ما نشير إليه الآن رؤية أولية لهذا العمل قد نكتشف في مجاهلها، وأغوارها عشرات الهموم، والآلام لتبقى لغة السؤال قائمة عن هذه الأحداث التي حشدها القاص والذي أفضى بها إلى القارئ معتمداً في سباق سرده على الهم اليومي، واللواعج الآنية لهؤلاء الشخوص المحبطين والمعذبين لفرط مكابداتهم وأذاهم.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved