** القاهرة مكتب الجزيرة عبدالله الحصري
توقعت الدوائر النفطية العالمية طبقا للنشرة الشهرية لهيئة البترول المصرية ارتفاع عائدات الدول المصدرة للبترول بحلول نهاية العام الجاري لتصل الى 142 مليار دولار بزيادة نسبتها 20% مقارنة بعائدات العام الماضي فيما تكهنت بعض المصادر ان تؤدي كارثة الزلزال الاخير في تركيا الى تسارع معدلات الزيادة على الطلب في الاسواق العالمية.
وأرجعت النشرة تلك الزيادة المتوقعة في مجمل ايرادات المنظمة الى الزيادة المشهورة التي حققتها اسعار البترول في الاسواق العالمية خلال الاشهر القليلة الماضية والتي ضاعفت من اسعاره حتى تجاوز سعر برميل خام برنت في التعاملات الاخيرة العشرين دولارا مقابل عشر دولارات في فبراير من العام الجاري.
وأوردت النشرة عددا من العوامل التي ساهمت في ارتفاع اسعار البترول في الاشهر الاخيرة اهمها الالتزام الصارم لدول الاوبك باتفاقيات خفض الانتاج بما يزيد عن اربعة ملايين برميل يوميا بنسبة التزام بلغت 91%.
واشارت الى ان ارتفاع الطلب العالمي على النفط كان من العوامل المهمة التي ساهمت في اعادة الانتعاش لاسعار البترول في الاسواق موضحة ان تزايد الطلب جاء نتيجة طبيعية لعودة الانتعاش الاقتصادي في اغلب بلدان المنطقة الاسيوية التي تضررت بالازمة المالية التي اصابتها في يونيو 1997م فضلا عن تراجع حجم المخزون العالمي من النفط.
واستندت نشرة الهيئة المصرية العامة للبترول في تقديراتها لمعدلات الطلب العالمي الى توقعات المنظمة التي تكهنت بان يصل اجمالي الطلب العالمي على البترول في العام الجاري الى نحو 7,74 مليون برميل يوميا وكان الطلب العالمي قد بلغ نحو 7,73 مليون برميل يوميا عام 98م.
وقدرت النشرة ان ترتفع معدلات الطلب العالمي المتوقعة على المستوى ربع السنوي من 74 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من العام الجاري لتصل الى 2,76 مليون برميل يوميا في الربع الاخير من عام 99.
اما عن مستويات العرض في اسواق البترول العالمية فقد اشارت النشرة الى مستوى الانتاج المتفق عليه بين دول الاوبك والذي وصل الى نحو 6,27 مليون برميل من النفط الخام خلال الربع الاول من العام الجاري في الوقت الذي توقعت فيه ارتفاع انتاج النفط من خارج الاوبك من 3,44 مليون برميل يوميا عام 98 الى 4,44 مليون برميل يوميا في نهاية عام 99.
وزادت نبرة التفاؤل بين خبراء النفط الدوليين مع استمرار الانتعاش الملحوظ في اسعار النفط بالاسواق العالمية حيث توقع خبراء اوبك ان يستمر الارتفاع الراهن في اسعار البترول ليفوق مستوى العشرين دولارا للبرميل في نهاية العام الحالي مشيرين الى ان ذلك مرهون باستمرار العوامل الايجابية التي ساهمت في دفع الاسعار للامام.
وعلى الصعيد ذاته افرط عدد من المحللين في تفاؤلهم حيال اتجاهات اسعار النفط بالاسواق العالمية حيث توقعوا بلوغ سعر البترول في نهاية العام الجاري الى مستوى 25 دولارا للبرميل مستندين في ذلك الى احتمالات حدوث طفرة في الطلب على النفط خاصة بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا مؤخرا والذي قد يستلزم زيادة الامدادات النفطية الى تركيا بعد الاضرار البترولية التي خلفها الزلزال والنقص المرتقب في امداداتها من الطاقة.