* الرياض الجزيرة
يعد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث من اول المراكز التي ادخلت الحاسب الآلي والمكننة في مجال الصحة بالمملكة لذا كان يطلق عليه المستشفى الاوتوماتيكي، والحقيقة ما زال المستشفى من اول المراكز الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على اجهزة الكمبيوتر، الأمر الذي يبلور الدور الملح والهام لقسم الحاسب الآلي لارتباطه بكل ما يتعلق بالمريض من حيث المتابعة والمعلومات الخاصة به من حيث تحديثها او الحفاظ على سريتها, وانطلاقاً من حفاظ المستشفى على صحة مرضاه وحرصه على تقديم افضل واحدث الخدمات وكان من اول المؤسسات التي نوهت الى مشكلة عام الألفين وبينت حجم الكارثة التي قد تصيب المستشفى اذا لم يتم السيطرة على هذه المشكلة.
الاستاذ حمد الداعج مدير ادارة الحاسب الآلي والمعلومات بالمستشفى، صرح للجريدة قائلاً: ان ادارة الحاسب الآلي والمعلومات تأسست مند افتتاح المستشفى في عام 1975 والتطورات والتحديثات كانت وما زالت مستمرة من أجل تقديم افضل الخدمات للمرضى وخدمتهم بحيث تضاهي خدماتها كبرى المستشفيات العالمية حتى بلغ طول الشبكة التي تعمل بالمستشفى الآن اكثر من سبعة عشر كيلومتراً من الألياف البصرية تربط معظم اجزاء المستشفى واداراته الحيوية التي لها علاقة بكل ما يخص المريض، واضاف الاستاذ الداعج ان مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث اعطى مشكلة عام الفين اولوية فائقة خاصة وان المستشفى يعتمد اعتماداً كبيراً على الاجهزة الطبية الحديثة المرتبطة بحياة المرضى وصحتهم لذا كانت عملية تحديث هذه الاجهزة لتتوافق مع عام الفين من اهم واصعب المهام التي واجهت المستشفى حيث انها اخذت الكثير من الجهد والاتصالات الدؤوبة من مصنعي تلك الاجهزة حتى يتم تحديثها بالطرق السليمة المأمونة، فقد تم تشكيل فريق عمل خاص لهذه المشكلة لدراسة الموضوع بشكل جدي وكذلك للاطلاع على مراكز الحاسب الآلي الكبرى بالعالم وكيفية تعاملهم مع هذه المشكلة وقد توصلت اللجنة بحمد من الله وفضله الى حل المشكلة بشكل مطمئن.
وكما هو الأمر دائما فإن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث لا يوفر جهداً في الاستمرار في مواكبة احدث ما وصل اليه العلم من تقنيات لراحة المرضى، فقد بذلت الادارة بتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، الكثير من الجهد للتأكد من صلاحية اجهزة المستشفى ومواكبتها للتغييرات التي سوف تحدث في العام الفين فكان من اهم انجازات اصدار شهادة لكل جهاز بالمستشفى مصدقة من الشركة المصنعة تثبت انه تم التأكد من تحديثه وانه مطابق بنسبة 100% لتقنيات العام الفين ولقد تم تحديث ما يقارب 4 آلاف من الاجهزة الطبية والكمبيوترات والاتصالات وغيرها الأمر الذي استلزم مجهوداً فائق المهارة والتقنية اضافة الى برامجها المتعلقة بالسوفت وير وقد تم هذا التحديث بالتعاون مع مصنعي البرامج وشركات الكمبيوتر.
الجدير بالذكر ان مشكلة عام الفين قد شغلت الرأي العام على الصعيد المحلي والعالمي مادياً وفكرياً الا أنه وبفضل من الله ومن ثم جهود منسوبي ادارة الحاسب الالي بالمستشفى فقد تم الوصول الى حل مطمئن للمشكلة وتم التأكيد من ذلك بعمل اختبار تجريبي للاجهزة التي تم تحديثها لمراقبة جاهزيتها للعام الفين وقد عملت جميعها بنجاح وخلال الاختبار تم تدوين ما لم يكن بالشكل المطلوب وتم معالجته بشكل افضل، فعلى سبيل المثال فقد تم تحديث نظام المشتريات والمخازن الى نظام الاوراكل والذي يمتاز بسهولة الاستخدام ومواكبة التقنية الحديثة بحيث تم ربط ادارة المشتريات والمخازن والمستخدمين بشبكة واحدة وهذا الربط سوف يعود على المستشفى بتوفير كبير بالمال والوقت حيث ان هذا النظام الجديد يغني عن استخدام الورق ويختصر الوقت بشكل كبير، وهو يربط ادارة المشتريات الداخلية بمكتب المشتريات الخارجية والتي مقرها الولايات المتحدة الامريكية.
من جهة اخرى تم عمل مشروع ارشفة المستندات وحفظ الوثائق في ادارة شؤون الموظفين والسجلات الطبية وكذلك ادارة الامن والسلامة وربطها بالمركز الرئيسي بحيث يمكن للطبيب ان يأخد المعلومات الكافية عن مريضه من اية نقطة مع الحفاظ على السرية والخصوصية لكل ادارة,
وهذا هو احد النظم المكملة لنظم ميكنة المكاتب حيث تم اختبار الانظمة والبرامج اللازمة لهذا المشروع.
واختتم الاستاذ الداعج تصريحه قائلاً: احب أن انوه الى انه قد تم وضع خطط الطوارىء اللازمة حيث تم تشكيل لجنة خاصة لمراقبة التطورات حيث سيتناوب فريق العمل ليلة 31 من ديسمبر في مركز المراقبة بالمستشفى ليكونوا في حالة تأهب واستعداد تام لحل اي خطأ غير متوقع لا سمح الله في لحظة وقوعه.