Wednesday 15th December, 1999 G No. 9939جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,رمضان 1420 العدد 9939


بيننا كلمة
الطريق إلى قلبها
د , ثريا العريّض

ربما في رمضان بالذات قد تصح العبارة المتداولة أن الطريق الى قلب الرجل يمر بمعدته.
ولكن أي طريق يمر الى قلب المرأة؟
ربما في أزمنة الجوع والفقر والعوز، وسيادة الخبز الحاف كان الطريق الى قلبها يتطلب أمان معدتها هي أيضا تدليلها بمخازن مؤونة ممتلئة.
ولكن أيام الجوع والفقر والعوز لم تعد قدرا لايرد, تجد المرأة اليوم ألف طريق يشبع جوعها دون أن يربطها بأهواء رجل، أو يمر بخضوع يدها له أو قلبه لها، أو يتطلب بقاءها وسط أبخرة المطبخ وروائح الثوم والقلي والشي.
كانت الجدات ينصحن بذلك من منطلق ان من لاظل رجل يحميها تحترق جوعا ووحدة وان بختها مائل ومستقبلها اسود.
اليوم مع التعليم هناك فرص الوظيفة التي تغني عن ظله وعن ظل أي جدار آخر مائل او مستقيم غير مضمون الدوام وتدفع ايضا إيجار فاتورة الكهرباء التي تبقي البيت مضاء وفرن المطبخ مليئا.
فأي طريق يضمن له الوصول الى قلب المرأة اليوم؟
***
قبل ذلك ,, هل يطلب الرجل معرفة الطريق الى قلب المرأة؟
ومتى ماوصل ,, هل يرغب في البقاء هناك مع شرط ابقائها في قلبه ام هو مجرد موقف آني؟
ولماذا يريد الرجل ان هو أراد حقا ان يصل الى قلب المرأة
هل يجد في ذلك حماية له من عدوانيتها؟ وهو حتى حين يراها تفاحة حواء المغرية، يشك في أن الحية والشيطان يستوطنان قلبها معا.
أم يجد في ذلك حماية مصالح له لا تخدم الا اذا ظل هو السيد على عرش قلبها؟.
ام هو يسأل هذا السؤال البريء في مرحلة المراهقة الفائرة فقط ليصل عبر ارواء القلب الى اشباع الجسد؟
اهو الطريق الى قلب امرأة ناضجة تطلب التحاور البناء والتكامل؟
ام الطريق الى قلب صبية غرة لا تطلب غير ما يجعل القلب يرقص؟
أم قلب انثى مستغلة انتهازية ترى في الرجل وسيلة لتحقيق الطموحات والاحلام الباهظة الثمن؟
***
في الحقيقة ليس هناك طريق واحد الى قلوب كل النساء، بل طرق تتعدد بتعدد أهواء النساء:
الطريق الى قلب المراهقة هي نظرة توحي اليها أن هذا الناظر يراها اجمل أنثى في الوجود,, والطريق الى قلب المرأة الطموحة هي وعدها بتمهيد الطريق امامها لنيل احلامها,, والطريق الى قلب المرأة الراغبة في الثراء هي الهدايا المادية الثمينة,, عقد ماس مثلا,, وقديما قالوا الماس هو أصدق اصدقاء المرأة.
ولعل الطريق الى قلب المرأة المثقفة هو ان تشعر باحترامك لعقلها ومنطقها وقدراتها الذهنية والفكرية؛ عبر باقة زهر انيقة او كتاب مثلا.
ويبقى السؤال هل كل مثقفة تكتفي بالاوركيد أو الكتاب عن عقد الماس!
يظل أقصر طريق الى قلب المرأة الواعية هي كلمة الشكر الطيبة النابعة فعلا من القلب التي تجعلها تشعر انها اهم امرأة في العالم بالنسبة لهذا الرجل والتي تقنعها كم هي جوهرية في حياته.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved