Wednesday 15th December, 1999 G No. 9939جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,رمضان 1420 العدد 9939


أمان الخائفين
حراج بيع لحوم النيام
د, هناء المطلق

كل عام وانتم بخير في الشهر الكريم اعاده الله علينا ونحن في اتم صحة وعافية.
هذه الامنية الصغيرة التي اتوجه بها الى الله عز وجل في شهر الخير والبركة لا اقصد بها بها الصحة الجسدية بل (الصحوة الفكرية للعرب) وهذا ليس بكثير على الله سبحانه وتعالى.
ذلك لانني اخاف ان يخرج العرب عن التاريخ ان بقوا على ما هم عليه.
فالقرن القادم هوزمن (الفعل).
الفعل السريع المنطلق بجنون نحو الهدف و(من سبق لبق) وها أنت ترى شعوبا تباد ودولا تنشأ في لمح البصر, ويبدو لي ان البشرية قد ضجرت من التنظير الطنان والمقدمات الطويلة.
وفي عصر (الفعل) لم يعد لدى القوي متسع من الوقت لتبرير اعماله ولم يعد النيام يتساءلون عن بيعهم بالجملة, ربما بحكم العادة؟ او لدفء الفراش!!
كل ما يحلمون به وهذا والحق يقال متوفر لهم في كل حراجات البيع ألا توقظهم ايدي الدلالين من حلمهم الطويل في غد اجمل, فالحلم الطويل بالغد الاجمل هو ألزم ما عليهم فهم بصراحة لا يتنازلون عن هذا المطلب ويمكن ان يبيعوا في سبيله الغالي والنفيس حتى لقد سمعت ان احدى الشركات التي تبحث عن وكيل لها في الشرق الاوسط تنوي انتاج هذه الاحلام وتعبئتها في قناني لتكون في متناول الايدي.
هل تتفق معي في قولي هذا عن نوم العرب؟
آسفة فأنا لا اتفق معك وستبقى وحيدا في اتفاقك ذلك لانني اعتقد ان العرب فعالون جدا في بعض المجالات والحق يقال, فهم بارعون في التحدي مثلا, صحيح ان شبابنا لا يتحدّون التكنولوجيا ولا يتحدون الكمبيوتر فيطورونه بدلا من ان يستوردوه، وصحيح انني لم اسمع حتى عن برنامج ناجح طور بأيدي العرب لكي يسد حاجات العرب, ولكنك مع ذلك تظلمهم كثيرا, ذلك انهم لا هون في بعضهم ليس فقط في تحدي بعضهم البعض كما سأسرد عليك الحكاية بل ايضا يمضون يومهم ما بين محاولات لاظهار انفسهم بصورة مثالية حتى لا ينتقدهم الاخرون (المثاليون ايضا بالطبع) وبين محاولات إخفاء المشاكل حتى الصغيرة عن اقرب الناس لهم ومحاولات النيل من الناجحين والمتفوقين وبالتقليل من قيمة انجازاتهم.
الا يكفيهم هذا؟ انه يمتص الطاقات الشابة فكيف تتوقع ان يتبقى لديهم وقت لتطوير الكمبيوتر ووقتهم مشتت بين اخذ ورد وعتاب وتحد؟
اما عن التحدي فقد قرأت مرة موضوعا طريفا لأنثروبولوجست وهي انجليزية عاشت لدينا تقول: حين يحدث وانت تسير في طريق ضيق ان تتقابل امامك سيارتان فعليك ان تتوقف وتستعد لانك سوف تحضر مشهدا فريدا يحدث بين السائقين, فكل منهما (يحرن) في مكانه منتظرا من الآخر ان يتراجع.
أما لماذا؟
فهذا تفسره سيكولوجية المعنى انه معنى (التراجع) لديهما او بالاحرى معنى الموقف ككل, فالتراجع يعني الهزيمة, فهما يعطيان للموقف صورة التحدي والمواجهة وبذا فإن المتراجع هو المهزوم مثل فرسان القرون الوسطى.
ويبدو لي ان هذا الفارس لا يتابع ما يحدث للأمة الاسلامية والعربية في نشرة الاخبار التي تأتيه من الشاشة الكبيرة.
فالاخ لايزال في الشارع الصغير لاهٍ في (التحدي).
(الله اقوى,,,)
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved