Wednesday 15th December, 1999 G No. 9939جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,رمضان 1420 العدد 9939


العطاء سلوك يحثنا عليه ديننا الحنيف
هيا نمد أيدينا لإخواننا المحتاجين

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتابع وباستمرار الإبداعات التي يسطرها قلم الاستاذ جاسر عبدالعزيز الجاسر في زاويته المعروفة (أضواء) وقد أعجبتني كتابته المتأخرة التي تناول فيها ما يتعرض له المسلمون في بلاد الشيشان من قتل وقصف وإبادة وتشريد من قبل الملاحدة الروس وفي الحقيقة إن الحرب الشعواء ضد المسلمين في الشيشان تدمي القلب وتدمع لها العين وتتفطر لها القلوب ، ولعل ممايزيد من غيظنا وحنقنا هو ذلك السكوت المطبق من قبل المجتمع العالمي عن هذه الإبادة الجماعية !! فأين من يدعي حماية حقوق الانسان من تلك المآسي واين العالم المنصف من تلك المشاهد المروعة؟! قصف بالصواريخ والدبابات وتشريد في العراء والمجاعات، وهدم للمنازل والمساجد والمنشآت، وتقتيل للكبار والاطفال والبنات، كل ذلك يحدث في اجواء باردة وثلوج متساقطة دون رحمة او شفقة!!! كل ذلك يحدث أمام مرأى ومشاهدة العالم بأكمله، ومع ذلك يقابل ببرود شديد يحاكي برودة الاجواء في الشيشان؟!! أي سخف هذا الذي يصنعون؟ وهل وصلت بهم الحال الى الاستخفاف بدماء المسلمين وحقوقهم الى هذه الدرجة؟!!
عزيزتي الجزيرة: إن ما يتعرض له المسلمون في الشيشان من قصف وتشريد يأتي ضمن الحوادث المتكررة التي يتعرض لها المسلمون في شتى بقاع الارض، فما أن تنتهي محنة قطرٍ إسلامي حتى ينزف الدم في قطرٍ آخر فمن فلسطين الى افغانستان ومن كشمير إلى البوسنة ومنها إلى كوسوفا والدور الآن على الشيشان وهكذا فالعملية مستمرة مادام هذا الدين يرتفع في تلك البلاد مصداق ذلك قول الحق تبارك وتعالى: ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ,, الآية البقرة 217 وقوله ايضاً: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ,, الآيتان 39 40 من سورة الحج.
ايها الاحبة: هؤلاء اخواننا في العقيدة والدين يعانون من القتل والتشريد، ويهيمون في العراء على وجوههم وقد هدَّ البرد القارس قواهم، كيف لاوهم يفترشون الارض ويلتحفون السماء وقد قطّع الألم والانين نياط قلوبهم، هؤلاء إخواننا في العقيدة وهم بأمس الحاجة إلى مايخفف عنهم هذه المصائب المتلاحقة، ويساعدهم في التغلب على تلك المشاق والثلوج المتساقطة، لذا فمن الواجب علينا أن نقف معهم وان نمدّهم بما نقدر عليه من الاموال والصدقات وهذا الواجب تمليه علينا شريعتنا الإسلامية قال صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ونحن في هذا البلد الطاهر مهوى افئدة المسلمين وقبلتهم لنا ولدولتنا الرشيدة,, ولله الحمد,, قصب السبق في إعانة إخواننا المسلمين في شتى بقاع الارض وما الإعانات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لإخواننا هناك إلا خير شاهد على ذلك، كما أن الهيئات والمؤسسات الخيرية في هذا البلد المعطاء تعمل جاهداً لجمع التبرعات والصدقات وإيصالها إليهم، وبما اننا نستقبل شهر رمضان المبارك ذلك الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات وتتنزل البركات علينا أن نبادر للتصدق لإخواننا هناك بما تجود به النفوس، استجابة لأمر الله تعالى ورغبة في الفضل الكبير والاجر العظيم المترتب على الصدقة عموماً فكيف اذا كانت في سبيل الله تعالى يقول الحق سبحانه وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه الحديد 7 ويقول ايضاً عن مضاعفة أجور الصدقة اضعافاً مضاعفة : مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم البقرة261 وقال تعالى عن بذل المال في وجوه الخير بعامة وفي إعداد القتال بخاصة: وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ إليكم وأنتم لاتظلمون الانفال 60 ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم مانقصت صدقة من مال,, الحديث ويقول ايضاً:والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار رواه الترمذي والنسائي والآيات والاحاديث في فضل الصدقة وعظيم اجرها كثيرة جداً لذا فعلينا ان نتصدق لاخواننا وأن نقف معهم بأحاسيسنا ومشاعرنا وقلوبنا واموالنا علّ الله تعالى ان ينصرهم على عدوهم وأن يردّهم إلى بلادهم سالمين منتصرين إنه سميع مجيب وآخر كلامنا حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل,والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احمد بن محمد البدر
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved