انتقاء الكنوز المعرفية ونشر ابداعات وروائع الفكر والثقافة يعتبر بادرة طيبة في تحقيق شواهد الموضوعية,, كما أنه وقفة واسهام في اثراء الحركة الأدبية الناجحة التي يقوم بها نخبة مضيئة تسعى بهمة عالية نحو المثالية الثقافية التي يجب أن يصفّق لها الجميع اعجاباً وتقديراً,ومن خلال ابداعات المؤلفين السعوديين نلاحظ ان التأليف يسير في تفوّق ونجاح,, وهذا دليل على شموع مضيئة من الثقافة المعرفية,, والقدرة على مصاحبة قوية في مساحات الثقافة العربية التي تشهد بعراقة وجودة وأصالة أبناء هذه البلاد للمشاركة وبيان الحضور.
نبض المشاعر والشعر، والمفردات الأدبية,, والنبرات الثقافية,, واطلالة تاريخية وجغرافية,, وشواهد دينية إنه حضور مليء بالروعة والصدق.
وكتاب الشوق الطائف حول قطر الطائف تجد فيه الجهد والاخلاص والمنهجية السليمة عبر الفكر الثاقب الذي يستحق الاشادة,, وبرغم الاستمرارية في الجهد الأدبي لدى الاستاذ حماد السالمي إلاّ ان هذا المؤلَّف دعم لمسيرة شعر المكان يوحي بصدق الوطنية وعذوبة المرجعية وشمولية الاعلام.
عندما أتهجّى الأبجدية في ثنايا الكتاب كأنني في فضاءات اليقظة,, أحرث حقولا تنبت أشجار الفضيلة والسالمي ينبض بيقين الوطنية,, فتميّز بالإبداع ليواكب هذه الثوابت ويحتضن متابعة قوية وقراءة متبصّرة صريحة تعبّر عن التواصل,.
إن الشوق الطائف: تعبير يمنح الأدباء والشعراء مثاليات وطنية لان القصائد موغلة في الحصاد تستريح على ضفاف التوهج بمشاعر صادقة ورؤية شعورية في سياق دلالي يحمل عشق الاحساس عبر شاعرية المكان.
لقد أسعدنا بمنتدى أدبي ومعجم فريد تجد فيه زهراً ندياً وثمراً شهيا يأتيك من الجزيرة والخليج ألقه وعطاؤه,, ومن البلاد العربية الأخرى آدابه,, وآماله وتجاربه,, ينطلق القول من خلال ابداعات الفرسان يسجل مجالات العشق في ساحة الخبرة والعطاء عبر خصوصية الالفاظ والقافية في تواصل ثقافي يثري الساحة المحلية بنماذج من شاعرية المكان,, هذا المكان مصيف جميل جعل الوثائق الفكرية تتخذ منه تميّزاً وتهفو إلى رباه قلوب المبدعين,,إنها علاقات اجتماعية تقوى بجهود المخلصين من ذوي المكارم,, فيغري الثراء الأدبي والتوجهات الفكرية الكثير من الباحثين وخصوصاً من عاش في مهدها فأجاد التمكّن والتعمّق وكمال الكتابة بكل اخلاص، لأن الحب يسكن في النفوس,, والطائف له وهج تاريخي عبر عنه المؤلف بهذا المشروع الشامل وأسهم في صروح المعرفة بمعجم فريد يشهد له عبر أحقاب التاريخ بأن الوطن يفخر بابنائه,, وهم يفخرون به ثم يصوّرون هذه الانطلاقة بتفعيل هذا الأدب في التقاء جميع المبدعين في معجم الإبداع,, بعيداً عن التسطيح والسرد المحوج بالشاردة,, لكنها تجربة رائعة,, واثقة,, نحو المعرفة والتعمّق القوي نحو الاصالة,, والروعة,, والإخلاص والوطنية.