Wednesday 15th December, 1999 G No. 9939جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,رمضان 1420 العدد 9939


صدى
ما هكذا نرتقي بالفصحى!!
فوزان الماضي

قرأت استعراضات الاخ عبدالله الحميد العضلية آسف اللغوية، عندما نصّب نفسه ضمنا ذلك المثقف ثاقب النظرة، صائب الرأي، وتوسط مدارات شاهرا سيفه الخشبي، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، جاهلا او متجاهلا ثقافة ومعرفة الآخرين، وكأنه يتحدث من كوكب آخر، ولم يعلم بأننا على نفس الكوكب، وننظر لما يقول من مشارف الجبال,
لن افعل كما فعل باستدراره عطف النجومية بتقليب قواميس اللغة، وقذفه لجماعة الشعر او دهمائه كما يقول بالجهل والعامية، وسعيه الواضح لاستغباء القارئ وجهل المقولة القديمة التي تقول من استغبى الناس ,
***
لمَ لا ننظر للأمور دائما بعقلانية ومنطق؟!
لمَ تتحكم الغيرة الجوفاء فيما نطرح ونقول؟!
لمَ نحاول تغطية قصورنا بتحجيم الآخرين؟!
لمَ لا يكون النقاش موضوعيا للحصول على نتيجة مرضية؟!
لن أقلب جميع ما كتب الاخ الحميد ولكن سأدلف للموضوع كموضوع واقول:
نحن قلبا وقالبا مع لغة القرآن الكريم اللغة الام، اللغة العربية الفصحى، ولا يختلف على ذلك اثنان، ومن خالفكم الرأي سنقف معكم ضده,,
ولكن بعد انحدارها التاريخي التدريجي والذي لا يجهله كل راصد
واحلال اللهجات المحلية بدلا عنها حتى اصبحت زادهم اليومي الذي يتخاطبون به، فكان من الطبيعي جدا ان يكون شعرهم بنفس لهجة تحاكيهم اليومي وهذا يوافق المنطق تماما,
فكيف تطلب مني قول الشعر باللغة العربية الفصحى، وانت وانا والمجتمع نتكلم باللهجة المحلية,, ما عدا الوقوف على المنابر، ثم تقيم الدنيا وتقعدها كأن قول الشعر باللهجة الدارجة جريمة، وكأنه هو العائق الوحيد امام تطور وتقدم اللغة الام,, هذا الكلام يخالف المنطق البتة ,,
اخي العزيز انا معك ومع من سبقك بأن اللغة العربية الفصحى يجب ان تكون في المقدمة ويجب المحافظة عليها، ولكن يجب قبل ذلك بحث الآلية المناسبة لذلك، ويكون اهم اعمالها محاولة تغيير تخاطب الناس اليومي الى اللغة العربية الفصحى، عندها تلقائيا وبلا مطالبات سيكون نتاجهم الشعري بالفصحى، لأن الشعر تعبير لسائد اللغة، اما ان نكثر من النواح، ونخادع أنفسنا بتعليق شماعة ركود الفصحى على الشعر الشعبي والادعاء بأنه سبب تدهورها فهذا الكلام مردود,
ولو اثبت الاخ ومن سبقه بأن تقدم اللغة مقرون بالقضاء على الشعر الشعبي فسنرفع اصواتنا لاغلاق منابر ذلك الشعر، ولكن التعديل دائما ينبع من القاعدة، لأن التأسيس الجيد يعطي الثمار يانعة بإذن الله,
بقيت نقطة اخيرة للرد على تساؤل الاخ الكريم، بأن هناك نقادا ومنظرين ومحللين للشعر الشعبي يسعون لرقيه وتقدمه!!
فأقول لك بان هذا الكلام صحيح، فبما ان الشعر الشعبي هو نتاج شعورنا اليومي وباللهجة الدارجة، فمن حقنا النقد والاقتراح والتنظير للرقي بمستوى الكلمة ليتوافق واذواقنا، ليس محاربة للغة العربية كما زعمت,
الخلاصة
ليس هناك من يحارب اللغة العربية الفصحى ولكن الموضوع يحتاج لتوسيع دائرة النظر من قبل البعض، فالاهتمام بالقاعدة لتغيير لهجة الناس اولا هو المطلب، وهو العلاج الرئيسي وما عداه فعاصفة هوجاء,
***
خاتمة
الصفحات الثقافية والمهتمة بالشعر الفصيح لا تقل عن صفحتين يوميا في أي صحيفة، فماذا قرأنا؟!
الامر لا يخرج عن امرين:
اما ان يكون العيب في شعراء الفصحى!! وهذا وارد,
2 او يكون فيمن يركض وراء اللهجة الدارجة لتوافقها مع مجتمع الحالي، مما سبب عزوفا عن الفصحى وهم الغالبية، وهنا تكون المشكلة في تأسيسهم كما ذكرنا وليس في الشعر الشعبي كما زعمتم,
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

تغطية خاصة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved