تلميحة محمد المنيف |
اصبحنا أكثر قرباً من موعد احتفائية الرياض باختيارها عاصمة للثقافة لعام 2000 وهذا الحدث يعني الكثير الكثير من الاهمية إعلامياً وعلى مستوى عالمي في زمن الانترنت والفضائيات ,, وفرصة ذهبية لتنشيط الواقع الثقافي المحلي بعد فترة من الركود ليست قصيرة عاشها الابداع ووجد فيها الكثير فرصتهم للنوم والسبات صيفاً وشتاء وإذا اعتبرنا ان الفن التشكيلي رافد من روافد نهر عطاء الثقافة بكل وسائل تعبيره فإن الحال منطبقة عليه فهناك العديد من الاسماء لم يعد لها تواجد اونشاط في السنوات الاخيرة اذاً فالوقت مناسب جداً لنفض غبار المراسم والعودة للمشاركة في مثل هذا الحدث, ولكن السؤال الاكثر الحاحاً,, ماذا ستقدم الجهات المعنية بالفن التشكيلي في هذا العام وبهذه المناسبة الكبيرة وكيف سيكون اسلوب التواجد ونوعية المعارض,, ومواقع اقامتها, بجانب الامر الاكثر اهمية والمفقود دائماً وهو كيفية تغطية فعاليات الفن التشكيلي ومعارضه في وقت اخذ فيه هذا الفن حقه وفرصه الكاملة في القنوات العربية الاخرى وفي اهم البرامج العامة او مايخصص له من رسائل تلفزيونية في وقت فعالياته.
*إن مثل هذا الاختيار وهذه المسئولية العظيمة لخدمة الثقافة العربية وفي مقدمتها الثقافة السعودية وإبداعاتها المختلفة يجب الا تمر مروراً عابراً بقدر ما نحن في حاجة لان تكون مثالا للسابق واللاحق من الفعاليات المشابهة ولهذا فعلى اقسام الفنون التشكيلية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب او جمعية الثقافة والفنون الاخذ بعين الاعتبار ان لهذا الفن دوره ومسئوليته ووقفته جنباً الى جنب مع بقية وسائل التعبير والعطاءات الادبية مقالة اوقصة او رواية او مسرحية, ففي حالة غياب او تراجع دور هذا الفن سيحدث فجوة لايمكن تجاهلها او ان يهمشها المتابعون لمعرفتهم التامة بان الفن التشكيلي جزء لايتجزأ من كل تلك الابداعات الإنسانية,, وتصبح الإجابة اكبر من حجم السؤال والمسئولية اكبر من حدود الفعل التقليدي اوالروتيني الذي تعودنا عليه في الايام الخوالي إن مانريده ويريده الفن التشكيلي كبير وهام ومواز لاهمية هذا الاختيار.
كيف نعلم معلم التربية الفنية
بين فترة واخرى اجد نفسي منساقا لقراءة بعض الابواب في كتب الفن المتخصص,, وفي مقدمتها مايتعلق بالتربية الفنية باعتبارها المنطلق الاول للابداع التشكيلي والشرارة الاهم في إشعال الإبداع في نفوس الناشئة والارض الخصبة لانبات براعم تشكيلية اضافة الى ممارسة لهذه المهنة الجميلة مايزيد على الخمس والعشرين عاماً,, وبعدها اصبحت اكثر قرباً من شؤونها وشجونها, اعود لما انا بصدده وهو عنوان ملفت للنظر يقول,, كيف نعلم معلم التربية الفنية,, ثم جاء في سياق الموضوع التأكيد على هذا الدوروهو تعليم او اعداد معلم هذه المادة,, وأجزم بأن هذا الدور او هذه المهمة اصعب جداًمن كيفية إعداد معلم اي مادة اخرى, فالمواد الاخرى تعتمد على اكتساب الطريقة والاسلوب ثم تطبيقها حرفياً على الطالب,, ففي الرياضيات لايمكن ان نضرب واحدا في واحد,, فتصبح نتيجة الضرب ثلاثة بينما في الفن والتربية الفنية تعنى اكثر من ذلك لإعتمادها على الإبداع والابتكار,, فهي تربية عن طريق تلك السبل,, ومن المؤسف ان نجد في محيط التربية الفنية المعلمين مايكشف لنا ضحالة ونقص الإعداد,, أو عدم القناعة بما تعلموه وهنا المصيبة أعظم فكيف بنا ان نمارس مهنة لسنا مقتنعين بها وقبل أن اختتم هذه الوقفة اقول ان النسبة كبيرة ,.
وهذا لايعني عدم وجود معلمين مبدعين سيكون لنا معهم وقفات نكشف بها صدق الانتماء للمادة وللابداع.
|
|
|