ولكن سفيان الثوري يقول: ]إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة، أما التشديد فيحسنه كل أحد[!!
جاء رمضان وسالت على أثره أودية الكتّاب، منها من كتب، ومنها من أعاد ما نشره في الأعوام السابقة، لأن الماء لذة الظامئين!!بين يدي كتاب أتعهده بالقراءة والمراجعة كل عام، كتاب ]كتب لرفع الحرج[ وألّفه فضيلة الدكتور/ صالح بن حميد، انه كتاب يشرح قوله تعالى ] يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر[!!
هل يكفي هذا التحريض القوم على قراءة هذا الكتاب؟! حسناً اضيف مما جاء في ص131 حيث يقول المؤلف: ]وقال الإمام أحمد: المسلمون كلهم في الجنة، فقيل له: وكيف؟! قال: يقول الله عز وجل: ]إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم من سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً[ يعني الجنة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ] ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فإذا كان الله عز وجل يغفر ما دون الكبائر والنبي صلى الله عليه وسلم يشفع في الكبائر، فأي ذنب يبقى على المسلمين[.
ليت رمضان يكون فرصة لمراجعة مثل هذه الكتب العلمية، فهذا بعض مما جاء في رسالة الدكتور صالح بن حميد للدكتوراه، التي تدور محاورها حول رفع الحرج وبيان سماحة الشريعة، وتعاليمها التي تنشر اليسر والسهولة في كل عبادة وطاعة!!
ليتنا بدلاً من البكاء على أيام رمضان الماضية، والتحسر على روحانية هذا الشهر، وإضاعة الوقت في الموازنة بين رمضان اليوم ورمضان الأمس، ليتنا نتوقف عن هذا التداعي الفارغ الى استلهام روح الشريعة ومقاصدها والدين وظلاله، والإسلام وتصوراته,, أتمنى ذلك، والله الهادي الى سواء السبيل.
سباق المشاهدين
قرأت أن برنامج سباق المشاهدين ]أكل الجو[ وأنه في ليلة من ليالي العام المنصرم حقق أكثر من عشرة ملايين مكالمة في ليلة واحدة، عندها لي أن أسال: إلى متى ننساق خلف هذه التصريحات التي تعطى للمسؤولين على أنها حقائق,, وكل الأمر لا يعدو أن يكون اجتهادات من بعض المحررين الذين قام البرنامج باستضافتهم أملاً منه حتى يكتبوا عن البرنامج ونجاحه، حتى لو كان هذا المحرر دون المستوى، وأقل لياقة من أن يظهر على التلفزيون,ثم إن البرنامج وإن حقق شيئاً ضئيلاً من التواصل، فلا ننسى أنه برنامج مسابقة يعطى جوائز وأموالاً، وقد قال شاعرنا القديم:
رأيت الناس قد مالوا الى من عند مالُ ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالو!! |
انني هنا لا أريد أن انتقد أحداً، إنما أريد أن توضع الأشياء في سياقها الطبيعي، حتى لا تدخلنا فضيلة النجاح، ونعتقد أننا حققنا الامتياز، فنركن إليه ظناً بأن الناس تحتنا، وإذا بهم بجوارنا، كفانا الله شر الصداع، ثم إن النجاح له أدواته، فإذا كان لهذا البرنامج كل هذا النجاح، أين شركات الإعلان والدعاية عن التلفزيون السعودي؟! وقد قرأت في جريدة الشرق الأوسط ما يلي:
(شهد الإنفاق الإعلاني في التلفزيون السعودي خلال عام 1998م أدنى مستوى له منذ 8 سنوات تبعاً لانخفاض نسبة الإعلانات التلفزيونية التي عرضها التلفزيون خلال العام المنصرم، ووفقاً لإحصائيات حصلت عليها الشرق الأوسط من المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية بارك في دبي فإن حجم الانفاق الإعلاني للتلفزيون السعودي عام 1998م بلغ 28,284 مليون دولار مسجلاً انخفاضاً بنسبة 30% تقريباً عن حجم الإنفاق الإعلاني في عام 1997م ونتيجة لتراجع نسبة الإعلانات التي يحصل عليها التلفزيون السعودي سنوياً فقد تراجع حجم الانفاق الإعلاني تدريجياً منذ عام 1993م, ومن المتوقع استمرار انخفاض حجم الإنفاق الإعلاني في التلفزيون السعودي خلال هذا العام تبعاً للانخفاض التدريجي الذي شهدته السنوات الماضية).
*الشرق الأوسط العدد/7392 بتاريخ 23/2/1999م /ص22