Friday 17th December, 1999 G No. 9941جريدة الجزيرة الجمعة 9 ,رمضان 1420 العدد 9941


كلمات معدودة
المعلومات أولاً
د, محمد بن سليمان الاحمد

في هذا العصر الذي صار يعرف بالعصر المعلوماتي او بعصر المعلومات تفتقد الكثير من دول العالم النامي وفي مقدمتها الدول العربية الى المعلومات والبيانات الاحصائية والرقمية, إذ لا يمكن الحديث عن معدل البطالة ولا عن توطين الأعمال والأشغال والأيدي العاملة دون بيانات احصائية دقيقة تتحدث بالرقم وبالعدد وبالنسبة عن كل شيء,, لا بد ان نعرف عدد المتخرجين في الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية وتخصصاتهم وجنسهم وكم بينهم من الاناث ومن الذكور بل وحتى متوسط اعمارهم,, ومع هذه المعلومات لا بد أن نعرف عدد الوظائف أو الأعمال التي يشغلها مواطنون واعمارهم والعام المتوقع لتقاعدهم وعدد الأعمال التي يشغلها وافدون ومن اي الجنسيات ومؤهلات كل واحد منهم والعمر الذي قضاه كل واحد منهم منذ قدومه الى الوطن.
نتحدث في بلادنا ومن خلال الندوات والمؤتمرات وعبر وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة عن السعودة ولكننا بكل اسف لا نعرف بطريقة رقمية دقيقة عدد العاملين في مجال الصيدلة مقارنة بمن يدرسون هذا العلم في كلية الصيدلة حتى يمكن زيادة اعداد المقبولين او تقليل هذا العدد وحتى يمكن افتتاح كليات جديدة غير كلية الصيدلة الوحيدة الموجودة في جامعة الملك سعود أو اقرار اقفال هذه الكلية تدريجياً, بحجب القبول فيها مثلاً.
نتحدث عن سعودة اسواق الخضار والفواكه في مدننا وقرانا ونحن لا نعرف على وجه الدقة اعداد هذه المحلات موزعة على مدن المملكة وقراها والدخل المتوقع للمحل وعدد السعوديين العاطلين عن العمل والمتوقع انخراطهم في هذا المجال ورأس المال المتوقع لافتتاح محل لبيع الخضار والفاكهة في مدن المملكة وقراها.
إذا كانت هذه الارقام وهذه المعلومات وغيرها من المعلومات البيانية والاحصائية متوفرة لدى الجهات المعنية فلماذا لا يتم توفيرها للراغبين في الحصول عليها من خلال مراكز للمعلومات يمكن ان تتبع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
ومن دون احصائيات وبيانات رقمية دقيقة ومعلومات عن كل صغيرة وكبيرة يصبح التخطيط عشوائياً ومرتجلاً بل انه يبنى على اسس غير علمية ويصبح الباب مفتوحاً لكل من هب ودب للحديث عن موضوعات باسلوب انشائي انطباعي أقرب الى الأسلوب العاطفي منه الى الاسلوب العلمي المبني على الحقائق والارقام.
إن موضوع مهم مثل سعودة الاعمال والعاملين في القطاعين العام والخاص اذا لم تبن على معلومات دقيقة وابحاث احصائية فإن حلها يصبح مستحيلاً.
المطلوب معرفة عدد الوافدين في كل عام ونوعية الاعمال التي يقومون بها ونسبة إقبال السعوديين على هذه الأعمال وهل تزداد نسبة السعودة في مجال معين دون آخر ولماذا,.
أتذكر اثناء دراستي في بريطانيا انه يوجد مكاتب في كل مدينة وقرية احد أهم مهامها تقديم معلومات عن الأعمال التي تحتاج الى عاملين ومعلومات عن العاملين الذين يحتاجون أو يبحثون عن عمل وما هي مؤهلاتهم وخبراتهم,, وبالتأكيد فإنه بعد وجود الانترنت اصبح بالامكان لكل شخص سواء يبحث عن عمل أو يبحث عن عامل الدخول مباشرة الى اكثر من موقع للبحث عن غايته.
توفير المعلومات عن الأعمال وعن الباحثين عن عمل سوف يساعد الى حد كبير في عمليات الاحلال للكوادر الوطنية محل العمالة الوافدة فهل نستفيد من تقنيات المعلومات في معالجة مشكلة البطالة؟.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved