Friday 17th December, 1999 G No. 9941جريدة الجزيرة الجمعة 9 ,رمضان 1420 العدد 9941


من منافع رمضان
د,محمد الشويعر

كل عمل حسن، إذا وفق فيه الإنسان، وجد في جوانبه وآثاره فوائد ذات مردود، ومنافع تريح النفس، وتؤثر في المجتمع,, سواء ظهرت الآثار أو خفيت.
وشهر رمضان، الذي يتفيأ المسلمون، هذه الايام ظلال دوحته، من أكثر العبادات منفعة، وابرزها فوائد، يحس بها الناس في أنفسهم، وفي بيئتهم، وفي تعاملهم مع الآخرين,.
ذلك أن شهر رمضان، قد جعله الله فرصة سنوية، تتطهر فيه النفوس، ويعان الإنسان فيه على خصال عديدة هي من الأعمال الحسنة، والآداب الحميدة، وقد جعل الله فيه: فضلاً منه وإحساناً، على عبادة المؤمنين المستجيبين ما يعينهم على تلك الأعمال، وما تنقاد معه النفوس، إلى الأعمال الخيّرة، سواء كانت عملاً بدنياً، بالجسم كله، أو بأعضاء منه كاليد والرجل ، والحواس,
أو احساساً وجدانياً بالعطف والحنان على الآخرين، ورقة القلب، والتأثر من أحوال الآخرين، الذين مستهم الضراء، وأثرت فيهم البأساء، سواء كانوا من السائلين، او من الذين لا يسألون الناس الحافاً وسواء كانوا متعففين أو أرامل وأيتاماً,,
أو كان جوداً مالياً، حيث يحرص كثير من الناس، بأن يجعلوا نفقاتهم تزداد في رمضان، على أهليهم وذويهم، أو صدقات وزكوات على المحتاجين والفقراء، أو طعاماً يبذل للصائمين في الإفطار وفي غيره، لعظم أجر تفطير الصائم، كل بحسبه وقدرته,, كما قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أخبرهم بمكانة من فطّر صائماً عند الله ، وعظم أجره عند خالقه، فيسّر لهم الرسول الكريم ذلك، بأن الاعتبار بصدق العمل، وحسن النية، لابما يقدّم للصائم من نوعية الطعام، ومفاخر الأطعمة,,
وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: على مذقة لبن، أو شربة ماء .
والذي يستقرىء منافع رمضان، وما يكتسبه المسلم في هذا الشهر من فوائد ذات مردود، فإنه سيجد وراء أسرار الصيام، وما يستفيده الإنسان المحتسب، والحريص على اغتنام الفرص المتاحة في رمضان، منافع كثيرة، عندما تقاس بالمعادلات المحسوسة في حياة البشر، حيث ترجح كفة هذه المنافع، وكلما تعمّق الإنسان في متابعة تلك الأسرار، التي تتكاثر وتتجدد، مع اتساع المعرفة، والغوص وراء المعاني الدّفينة في الفوائد المتجددة، التي يكتسبها المسلم بالمعرفة والعمل في هذا الشهر,, يجد أن :
الإنسان الذي يشح بماله، ويحرص عليه، جمعاً وعداً، تنفتح أساريره، ويرتخي كيسه للإنفاق تيسيراً على نفسه، وتوسيعاً على أهله وولده، ثم عطفاً على اخوانه المسلمين، لأن الصيام قد أعطى القلوب رقة، وانعكس ذلك على الأيدي حباً في الإنفاق، وإرخاصاً في البذل,.
ويظهر أثر ذلك على الإنسان نفسه، في اهتمامه بالملبس والمظهر، واهتماماً بالطيّب لكل عباده،ثم تهيأ للعيد، بما يتناسب مع قدرة الإنسان، ومكانة العيد في المجتمع,.
ومثلما يجود على نفسه زينة ولباساً، فإنه يسخو على أهله وولده، بما يعطيهم المكانة المناسبة لهم في مجتمعهم، وله في ذلك أجر أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بحديث جاء فيه خير النفقة درهم انفقته على نفسك، ودرهم على أهلك وولدك ,.
أما الفقراء والمحتاجون، فإن كثيراً منهم، يعدون العدة لشهر رمضان، ليكملوا ما نقصهم من ضروريات الحياة نفقة أو لباساً، أو طعاماً أو متطلبات مهمة، الجأهم العوز الى تركها، حيث يجدون في عطف القادرين وعطاء الموسرين في هذا الشهر الكريم: شهر رمضان شهر الخير، والتسابق في البذل،أجود فرصة,, فكان من منافع هذا الشهر: بذل القادرين كل بحسبه صدقة أو زكاة، وتلمسهم مداخل الخير، وأهل الاستحقاق، لكي يمدّوهم بما تجود به نفوسهم، من مال الله الذي آتاهم,.
بل في أيام وليالي هذا الشهر، يبرز الكرم، ويهتم الناس بإطعام الطعام، الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بأنه من أعلى مراتب الإحسان من المسلم لأخيه المسلم، ويظهر في المجتمع الإسلامي، بحمد الله في كل مكان هذا الأثر، في موائد الإفطار، حيث لا يجد الغريب مشقة، ولا يبدو على المسلم في بلد المسلمون فيها اقلية، ما يؤلمه أو يضيّق عليه ما كان واسعاً,.
ذلك أن من منافع وفوائد هذا الشهر, ترابط المسلمين عندما يكون عددهم قليلا في أي موقع كانوا، في هذا الشهر، حيث يجمعهم المسجد، ويلمّ شملهم موعد الإفطار، مثلما ألّف بين قلوبهم الإسلام، برابطة الاستسلام لله بالتوحيد، والخلوص من الشرك، ويكون اشتراكهم بالإفطار ثم صلاة المغرب، العشاء، رابطة مكينة، أشعرتهم بمكانة الإسلام واهتمام تعاليمه بالتماسك والانجذاب لبعضهم، في المحبة والأخوة، كما ينجذبون للعبادة في وقتها بطواعية، ورضا نفس، وراحة ضمير,, ووجدنا أثر ذلك لدى الطلاب والجاليات في ديار الغربة واضحاً ونافعاً.
وفي ختام هذا الشهر تأتي منفعة من المنافع الكثيرة في شهر رمضان، وهي زكاة الفطر، التي تجب على الصغير، والكبير الذكر والانثى: صاعاً من برٍ أو شعير أو أقط أو غير ذلك من قوت كل بلد بحسب ما هو سائد في طعامهم,, تدفع لفقراء المسلمين، حتى يغنيهم ذلك عن السؤال والجوع في ذلك اليوم، الذي جعله الله عيداً، يسترّون فيه هم وأولادهم، ويفرحون مع الفرحين، لأنهم يشعرون بأن رابطة دين الإسلام شدّتهم بإخوانهم، الذين كانوا لهم في هذا الشهر ، منذ أول يوم دخل فيه، مواسين وعاطفين، حيث
شاركوهم الطعام، اهتماماً بإفطارهم، ولن ينقص من أجورهم شيئا، بما ناله المفطّر للصائم,, ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ثم بالجود عليه والإحسان، وختموا ذلك بمدّهم بطعام يوم العيد، المتمثل في زكاة الفطر التي هي حقّ فرضه الله لهم، في أموال إخوانهم,, تجدّد ذكره، حتى لا ينسى المناسبات، التي منها هذه المناسبة المحبّبة لدى المسلمين عموماً، المعطي والآخذ,.
المعطي لأنه أمر فامتثل، واعطى عن طيب نفس فأجر، والآخذ لأن شرع الله فرض له حقاً في مال أخيه، الذي أمر بعدم التأخير، والمبادرة وبالتماس المستحقين لإعطائهم ما يطمئن قلوبهم، فهي منافع متماسكة، يأخذ بعضها بحجز بعض، مما يعطي هذا الدين الذي اختص الله به أكرم الخلق عنده، ووعدهم على الاستجابة جنات تجري من تحتها الأنهار،وميّز الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا خير أمه أخرجت للناس، وكانوا هم ثلثي أهل الجنة كما جاء ذلك في حديث صحيح, بقوله سبحانه: كنتم خير أمة أخرجت للناس .
ويأتي من منافع وفوائد شهر رمضان، حب المسلم فيه للأعمال التعبدية البدنية،وسهولتها عليه، حيث يحس بنشاط اكثر مما هو معهود في بقية أيام السنة، ويجد لذلك لذّة وروحانية، لأن الله جلت قدرته، قد هيأ ما يعين على ذلك: فالمردة من الشيطان قد صفّدوا، فلا يوسوسون للناس ولا يكسّلونهم عن العبادات، وكل يوم ينادى فيه: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر,, وكل يوم لله سبحانه فيه عتقاء من النار، وكل يوم عند الإفطار يغفر لجمع غفير من الصائمين، وتزين فيه الجنات، استعداداً لهؤلاء الصائمين جزاء صيامهم، وحسن استجابتهم لأمر الله جل وعلا.
أما الشيطان الذي أخبر صلى الله عليه وسلم، أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم،فإن الصيام يضيق عليه المجرى، فيصبح ضعيفاً عن الوسوسة والتثبيط عن الأعمال الصالحة,.
وفي آخر الشهر يعتق الله في ليلة العيد من النار، مثل ما اعتق وغفر للصائمين في كل ليلة، وهذا عطاء جزيل من رب كريم، نسأل الله لناولإخواننا المسلمين في كل مكان الفوز بذلك الأجر،فإن الله لا يكلف عباده الا باليسير ويعطيهم الكثير، لأنه أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، وجزاء الصائم اختص الله بإسباغه بنفسه على عباده، كما جاء في الحديث القدسي: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي فكانت الفوائد كثيرة، في هذا الشهر والعطايا من الله جزلة، والمنافع تترى,.
فالإنسان ينوّع فيه العبادات: استذكاراً للقرآن، وتلاوة له أكثر من شهور السنة، لأنه خير ما يشغل الإنسان به وقته، خير الكلام كلام الله، نسأل الله أن يجعله أنيسنا في قبورنا وقائدنا الى جنة الفردوس.
والمسلم يهتم في هذا الشهر، بالإكثار من الصلاة والقيام، إحياء لليل، واستئناساً بالعبادة، طمعاً في الجزاء الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله الكريم: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .
ويأتي من المنافع تحري ليلة القدر، التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم بأنها في العشر الأواخر، وأخراها في الأفراد منها، وأخبر عنها الله جلت قدرته، في سورة نزلت في القرآن الكريم سميت باسمها: بأنها خير من الف شهر، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّث أصحابه عن رجل ممن كان قبلهم عبداً صائماً قائماً الف شهر، فاستكثروا ذلك وتعاظموا هذاالعمل، وقصورهم عن بلوغه,, فجعل الله من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتكريمهم منه فضلاً واحساناً ليلة القدر، ليصبح لمن قامها إيماناً واحتساباً أجر عبادة الف شهر,.
ومع الصيام والقيام,, تبرز منافع للإنسان في بدنه ومجتمعه، وللأمة بأسرها,, وما يظهر علىالإنسان ينعكس على المجتمع، لأنه جزء من المجتمع، وقوام المجتمع بالأفراد، حيث بعملهم الطيب يسعد ويستقر، وبالضد يبرز الضد.
فالصيام به ينتظم الغذاء في الجسم، وبمواعيده التي حددها الفطور والسحور، تنقص الكمية التي تعود عليها الناس في الوجبات الثلاث، وبعضهم يجعلها أربعاً، وما بين ذلك مما يكون عائده على الجسم ضرراً صحياً يتمثل: في زيادة الوزن، وترسبات الكولسترول، وارتباك الهضم، وزيادة الدهنيات، وغير ذلك مما ينتج عنه أمراض كالسكر والزلال، والضغط وأمراض المفاصل والتآكل وغير هذا مما يهتم به الأطباء، حتى أنهم في بلاد الغرب، قد بدأوا يعالجون مرضاهم بالصيام,, والفرق كبير بين الصيامين في ميزان الاعمال.
بل هناك فرق بين صيام المسلم المحتسب، وبين صيام من قهره الطبيب على أمر يرجو من ورائه عائداً صحياً، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حدد ذلك بقوله: من صام رمضان إيماناً واحتساباً فمع الإيمان والاحتساب وحسن الامتثال لأمر الله، والاستجابة بطواعية نفس ، حيث يحصل الغفران من الله، علاوة على المنفعة الصحية، بعلاج لم يأخذ له أهبته، ولكنه كرم من الله، ومنفعة ساقها الله اليه جزاء استجابته، فكانت منافع متعددة، تتجدد فوائدها للصائم، ومنها أن يعوّده الصيام ترك أمور غلبته نفسه وهواه وقرناء السوء عليها، فأتاح له الصيام الفرصة بالخلاص منها اختياراً,, وهذا مما أبعد عنه خطراً صحياً كاد أن يهلكه والصلاة مقترنة بالصيام، حيث يكون في إحياء الليل في رمضان ما يدفع الله به شروراً عن الجسم بهذه الصلاة التي عظم الله ورسوله مكانتها، حيث قرأت قبل سنوات خبراً عن طبيب فرنسي، فتح له مصحاً بإحدى القرى القريبة من باريس لعلاج الناس من الروماتيزم، وأمراض المفاصل بدون عقاقير، وما ذلك الا بالصلاة والوضوء، وفي الأوقات التي حددت في شريعة الاسلام,, لما وراء ذلك من منافع صحية عديدة ذكرها ذلك الطبيب,, وراء هذا العمل، الذي هو عبادة عند المسلم يؤجر عليها، ويدفع الله بها آفات عن جسمه من حيث لا يدري.
والغيبة والنميمة، التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي من الأمور التي يردع عنها الصوم بقوله عليه الصلاة والسلام في قصة المرأتين اللتين صامتا وأكلتا لحوم الناس بعد أن قاءتا لحماً عبيطاً ودماً: صامتا عما أحل الله وافطرتا على ما حرم الله ومثل ذلك قول الزور الذي حذر منه صلى الله عليه وسلم بقوله: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه فالله يدافع عن البشر شروراً بالحرص على العبادات وان الله يدافع عن الذين آمنوا وهكذا نجد أن وراء اعمال رمضان، والعبادات في رمضان، وصفاء النفوس في رمضان، فوائد عديدة للمجتمع الإسلامي، ومنافع كثيرة للافراد وفي تعاملهم مع إخوانهم: في صحتهم ومعيشتهم وفي تآلفهم ومحبتهم،تدعو الى التعمق في هذه العبادة، وحسن أدائها والاحتساب في كل أمر دعت اليه شريعة الإسلام يتعلق بالصوم، وبوظائف شهر رمضان.
سيل دمشق:
ذكر النويري في حوادث عام 669ه أنه في ثاني عشر شوال من هذا العام، جاء الى دمشق سيل عظيم في الساعة الثامنة من النهار، وعلا على سور دمشق قدر رمح، وفي بعض المواضع أحد عشر ذراعاً، ودخل من باب الفراديس، بعد أن خرّب جسره، وأخرب جسر بابي السلامة وتوما، ووصل الى المدرسة الفلكية، وصار فيها مقدار قامة وبسطه، واستمر ثلاث ساعات من النهار وهبط ،وكان مبدأ هذا السيل أنه انعقد على جبل بعلبك غيم متكاثف، فسمع لرعده دوي هائل، في يوم السبت حادي عشر شوال، وكان بذلك الوادي ثلوج كثيرة، فوقع المطر على الثلوج فحلها، وسال في يوم الاحد، من جهة عين الفيجة، بعد أن رمى فيها صخوراً عظيمة، ساقها بين يديه، واقتلع أشجار جوز عادية وعالية، وانتهى الى دمشق، وخرب عدة كثيرة، من دور العقبية، وخرب خيطان الميدان وقطاير البساتين وهي الجسور التي تستعمل في ري البساتين وأهلك خلقاً كثيراً من الروم والعجم، كانوا قد قدموا حجاجاً، ونزلوا في الميدان، فغرقوا عن آخرهم، هم وجمالهم ودوابهم، وأغرق من الحيوانات على اختلاف أنواعها وأجناسها، مما لا يعد كثرة، وردم الانهار بطين اصفر، واقتلع الأشجار من أصولها، ودخل السلطان بعد ذلك بأيام الى دمشق، فما وجد بها ماءً، ولا حماماً يدور، وشرب الناس من الصهاريج والآبار، ويقال: أنه هلك بهذا السيل عشرة الاف نفس، وأخذ الطواحين بحجارتها,
وحكي أن فقيراً يعرف بالخير، حضر الى دار نائب السلطان بدمشق، قبل هذه الحادثة وقال: عرفوا الامير أني أريد اعدو الىبعلبك، فقال له الأمير: رخ أجر، وضحكوا منه، فتوجه وعاد هو ينذر الناس بالسيل،فضحكوا منه، ولم يعبأوا بكلامه، فما أحسوا الا والسيل قد هجم ]نهاية الارب 30 177[.
ونقل عن الجزري في تاريخه: أن التتار لما توجهوا من البلاد الإسلامية غلت الأسعار بحلب وقلت الاقوات فكان رطل اللحم 17 درهماً، ورطل السمك 30 درهماً، ورطل اللبن 15 درهماً، ورطل الارز 20درهماً ورطل السكر 50 درهماً، والبيضه بدرهم ونصف، والبطيخة 40 درهماً، والتفاحة 5 دراهم وهكذا,, ولم يذكر الخبز والقمح ولعل ذلك لعدمه ] 30 43[.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved