Friday 17th December, 1999 G No. 9941جريدة الجزيرة الجمعة 9 ,رمضان 1420 العدد 9941


سماحة مفتي عام المملكة في حديث لـ (الرسالة)
حكومة المملكة وقفت مع جهاز الهيئة وأولته عنايتها
اغتياب المسلمين امر محرم فكيف باغتياب رجال الهيئة

* أجرى الحوار: فهد بن عبدالله البكران
دعا سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين الى ان يحمدوا الله على ادراك شهر رمضان الكريم، وان يعزموا على التوبة النصوح، والجد والاجتهاد فيه لتحصيل الثواب العظيم.
وبين سماحته في حديث ل(الرسالة) بعض الامور المتعلقة بعمل اعضاء الهيئة في شهر رمضان المبارك وكيفية ادائهم للنوافل في لياليه، ودعا سماحته للوقوف مع اعضاء الهيئة والتغاضي عن بعض الاخطاء الاجتهادية لبعض الاعضاء,, مشيرا الى انهم بشر كالطبيب والمهندس وأي انسان يخطىء، منوها بدعم حكومة المملكة واهتمامها بمرفق الهيئة وعنايتها به.
والى نص الحوار:
* هل من كلمة للمسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وما نصيحتكم للمقصرين في أمور الطاعة من ابناء المسلمين؟
كلمتي للمسلمين هي ان يحمدوا الله على ادراك هذا الشهر الكريم وان يستقبلوه بالفرح والسرور والاغتباط به، وأن يعزموا على التوبة النصوح، والجد والاجتهاد في هذا الشهر المبارك، وأما العصاة من المؤمنين فعليهم ان يتوبوا الى الله، ويبدلوا سيئاتهم حسنات ولا ييأسوا ولا يقنطوا فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).
* رجال الحسبة يعملون ليلاً للحفاظ على حرمات المسلمين في شهر رمضان مما يفوت عليهم قيام الليل مع المسلمين جماعة، فأيهم أفضل لهم، وما نصيحتكم لهم في هذا الشهر المبارك جزاكم الله خيراً,.
أرجو ان يكون عملهم صالحاً إن شاء الله ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أنطلق الى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار) فترك الإئتمام بالجماعة وخلف من يؤم الجماعة نيابة عنه لأجل تغيير المنكر فهؤلاء تركوا التهجد لأجل المحافظة على أمن وأعراض الناس وسلامة دينهم، فأرجو ان يكونوا موفقين وبإمكانهم إذا انهوا مهمتهم ان يصلوا ما شاء الله لهم.
* سماحة الشيخ,, يعمل رجال الهيئات لصيانة أعراض المسلمين والحفاظ على عقيدتهم واخلاقهم,, ومع هذا العمل قد يقعون في أخطاء فردية,, الا ان البعض من الناس يضخم هذه الأخطاء في المجالس، ويتغاضى عن محاسنهم ودورهم الإيجابي في المجتمع,, ما رأي سماحتكم في ذلك؟
هذا ظالم لنفسه والأصل أن اغتياب المسلمين والوقوع في أعراضهم امر محرم يقول الله جل وعلا: (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه), فكيف باغتياب رجال الحسبة ورجال الحسبة مجتهدون ولا احد معصوم من الخطأ ولكن ينبغي اذا اخطأوا ان نتفاهم معهم في إصلاح أخطائهم ونتعاون معهم اما ان نجسد اخطاءهم ونعظمها ونتغاضى عن كل محاسنهم فهذا من الخطأ فرجال الحسبة مجتهدون هم كغيرهم من الناس، يخطىء الطبيب والمهندس واي إنسان من البشر يخطىء ولكن رجال الحسبة ينبغي الوقوف معهم، وحكومة المملكة وفقها الله تهتم بهذا المرفق العظيم وجعلت له ادارة خاصة عناية واهتماما به فينبغي لنا ان نتعاون معهم ونتساعد معهم وإذا رأينا اخطاء نصحنا المخطىء منهم وأما ان نغتابه ونجسد أخطاءه ونعتقد أنه لا يخطىء الا هو فهذا من الخطأ.
* سماحة الشيخ,, ما الحكمة من تقديم الأمر بالمعروف قبل النهي عن المنكر في الأدلة الشرعية من الآيات والأحاديث؟
إذا أمر بالمعروف فالأمر بالمعروف نهي عن المنكر فإذا أمرنا بالمعروف وأمرنا بالخير والهدى ففي ضمن ذلك ترك المنكر ولان الامر بالطاعة اعظم من النهي عن المعصية فإذا أمرنا بالطاعة ورغبنا فيها وأمرنا الناس بها ورغبناهم فيها وحثثناهم عليها ففي ضمن الوقت أننا نهاة عن المنكر فنحن نأمر بالخير ونقرره وندعو إليه وننهى عن المنكر وفي الأمر بالخير نهي عن المنكر بتوفيق من الله.
* قد يرى بعض الأشخاص منكراً معيناً فلا ينكر، وإذا قلت له لماذا قال هل انا وصي على ذرية آدم, فما قولكم في هذه المسألة؟
هذا دليل على ضعف الايمان اذ لو كان مؤمنا حقا لغير المنكر بكل وسيلة ممكنة بيده ان استطاع وبلسانه إن عجز عن التغيير باليد وبقلبه إن عجز عن التغيير باللسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلق لأهل الإيمان (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وقد ذم الله بني إسرائيل في عدم تناهيهم عن المنكرات (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه) والمسلمون يتعاونون بينهم على البر والتقوى ولايتعاونون على الإثم والعدوان والواجب على المسلم إذا رأى المنكر ان يتقي الله فينصح من يستعمل المنكر ويخوفه من الله ويغير المنكر بما أمكنه من غير ان يسبب تغيير المنكر حدوث منكر أعظم منه.
* قد يقوم أحد رجال الحسبة بالإنكار على أحدهم فيقال له,, إنها مسألة خلافية ولا يحق لك ان تنكر فيها,, فهل ذلك صحيح، وما ضوابط الإنكار في المسائل الخلافية؟
المسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأمر بالمعروف بكل أمر يعلم ان الله يحبه ويرضاه، وينهى عن المنكر الذي يعلم ان الله يبغضه ولا يرضاه, فلا ينكر الا عن علم، عالما بحقيقة ما يأمر به وعالما بحقيقة ما ينهى عنه حتى يكون أمره عن علم ونهيه عن علم, فإن من أمر بأمر لا دليل عليه أو نهى عن شيء لا دليل عليه صار أمره ونهيه عن جهل, ثم اذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فينبغي لمن امر بخير ونهى عن شر أن يستجيب وينقاد لهذا الخير ولا ينبغي لنا ان نرد الحق بدعوى أنها مسألة خلافية فإن الخلاف هنا على قسمين هناك خلاف له حظ من النظر وله دليل، فمسائل الخلافيات لا انكر على صاحبها إذا كان فعله مبنيا على دليل ووجه صحيح, أما إذا نهى المسلم عن أمر وهناك من يقول بجوازه لكنه ليس له تمسك صحيح إنما تمسك بآراء شاذة وأقوال لا يعول عليها فليس كل خلاف معتبر إنما الخلاف المعتبر الذي له حظ من النظر، واما خلاف من خالف بلا علم ولا برهان فلا يكون مستندا لي في ان اعمل ما يخالف الشرع.
فمثلا حلق اللحية، حلق اللحية حرام والسنة دلت على تحريمها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (خالفوا المجوس قصوا الشوارب وأرخوا اللحى), ولو اعتذر معتذر وحلق لحيته وقلت له هذا حرام قال: لا من العلماء من يقول أن إبقاءها سنة أو ان حلقها مكروه نقول: هذا ليس حجة لك لأن هذا رأي في مقابلة نص عن المصطفى صلى الله عليه وسلم لو قلت له: إن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة فقال: لا، فيها مسألة خلافية ومن العلماء من لا يرى وجوب الطمأنينة نقول: هذا قول مع الاعتذار عن صاحبه لكنه قول لا يعول عليه لكون هذا القول مخالفا للسنة، وأمرته بصلاة الجماعة فقال: لا، فيها خلاف ومن العلماء من يقول إنها سنة، نقول: هذا قول لا يعتبر لأن السنة دلت صراحة على وجوب الجماعة كون النبي صلى الله عليه وسلم رغب فيها وتهدد من تخلف عن الجماعة باحراقه بالنار فيدل ذلك على وجوبه، وكونه وصف المنافقين بأنهم يتخلفون عن صلاة العشاء والفجر لأن الناس لا يرونهم يدل ذلك على عظم ما ارتكبوه، فالمقصود أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه ان يتقي الله فيأمر بدليل وينهى بدليل والمأمور ينبغي ان يستجيب لله ورسوله ويسمع ويطيع لمن أمره بالخير وإذا كنت نُهيت عن أمر والناهي لك قد اورد لك دليلاً من كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم فاقبل ذلك ولا تجعل مجرد الخلاف عذرا لك في ارتكاب ما ترتكبه من مخالفات,>في ظلال الحسبة
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved