Friday 17th December, 1999 G No. 9941جريدة الجزيرة الجمعة 9 ,رمضان 1420 العدد 9941


نور الحق
معنى لزوم منهج السلف (2)
الشيخ/ عبدالله بن صالح العبيلان *

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: وذلك ان السنة والشريعة والمنهاج هوالصراط المستقيم الذي يوصل العباد إلى الله، والرسول هو الدليل الهادي الخريت في هذا الصراط كما قال تعالى: إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ، وقال تعالى وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم, صراط الله الذي له ما في السموات ومافي الأرض ألا إلى الله تصير الأمور وقال تعالى: وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه الآية,, قال ابن مسعود خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً وخط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال هذا صراط الله، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه,, الآية، واذا تأمل العاقل الذي يرجو لقاء الله تأمل سائر الطوائف من الخوارج والمعتزلة ثم الجهمية والرافضة والكلابية والأشعرية وغيرهم، وان كلاً منهم له سبيل يخرج به عما عليه الصحابة وأهل الحديث ويدعي ان سبيله هو الصواب، وجدت انه المراد بهذا المثال الذي ضربه المعصوم الذي لا يتكلم عن الهوى إن هو إلا وهي يوحى,,أ ه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على احدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة, أخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح, ولابن ماجة من حديث عوف ابن مالك رضي الله عنه ومنه: قيل يا رسول الله: من هم؟ قال: هم الجماعة.
وللترمذي عن عبدالله بن عمرو ومنه: كلها في النار إلا واحدة، فقيل يا رسول الله ما الواحدة، قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي .
قال شيخ الإسلام رحمه الله أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها، واتباعاً لها تصديقاً وعملاً وحباً، وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها الذين يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة فلا ينصبون مقالة يجعلونها من أصول دينه وجمل كلامهم ان لم تكن ثابتة لما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه, أ ه.
ويوضح هذا ويبينه ان الصحابة رضي الله عنهم المعتمدون في نقل الدين وفي فهم النصوص فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء فجلسنا فخرج علينا فقال مازلتم ها هنا فقلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال: احسنتم أو أصبتم، ورفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء قال: النجوم آمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون رواه مسلم.
وروى أبو داوود الطيالسي وغيره عن ابن مسعود قال: إن الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيء، رواه أحمد وعنه أيضاً انه قال: من كان متأسياً فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما واقلها تكلفا وأقومها هديا وأحسنها حالاً، قوم اختارهم الله لصحبه نبيه واقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا آثارهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم.
وروى الطبراني وأبو نعيم عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما قال: يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لو لئن استقمتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن تركتموه يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيدا.
وقال جندب ابن عبدالله رضي الله عنه لفرقة من الخوارج دخلت عليه يا أخابيث خلق الله في غير اتباعنا تختارون الضلالة وفي غير سنتنا تلتمسون الهدى، ثم طردهم,
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: يا أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يرفع ألا وإن رفعه ذهاب أهله، وإياكم والبدع والتبدع والتنطع وعليكم بأمركم العتيق, رواه ابن الوضاح.
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: عليكم بالسبيل والسنة وان اقتصاداً في سبيل أو سنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة، فانظروا ان يكون عملكم ان كان اجتهاداً واقتصاداً ان يكون على منهاج الأنبياء وسنتهم, رواه ابن بطة في الابانة واللالكاني في شرح أصول اعتقاد أهل السنة.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لن تضل ما أخذت بالأثر، رواه ابن بطة في الابانة.
وعن عمر بن عبدالعزيز انه كتب إلى بعض عماله: أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون بعده فيما قد جرت به سنته وكفوا مؤنته واعلم انه لم يبتدع إنسان بدعة إلا قدم قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها فعليك بلزوم السنة فإنها لك باذن الله عصمة واعلم ان من سن السنن قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والتعمق والحمق، فإن السابقين عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا وكانوا هم أقوى على البحث ولم يبحثوا.
وقال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنّة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم.
والله الموفق
* المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة حائل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved