Friday 17th December, 1999 G No. 9941جريدة الجزيرة الجمعة 9 ,رمضان 1420 العدد 9941


رأي الجزيرة
موقف المملكة من أزمة الشيشان

منذ ان هددت روسيا الاتحادية في اكتوبر الماضي بعمليات عسكرية ضد جمهورية الشيشان الاسلامية وقبل ان تشرع في تنفيذ تهديداتها تلك بادرت المملكة الى الاعراب عن املها في ان تلجأ روسيا الى الحكمة والعمل على ايجاد حل سلمي للأزمة بينها وبين الجمهورية الاسلامية في شمال القوقاز.
ولكن النية الروسية السيئة تجاه قيادة وشعب الشيشان كانت مبيتة، تغذيها رغبة جامحة في القضاء على احرار الشيشان الذين انتصروا على جيشها القوي في حرب عام 1994م، حين اعلن قادة وشعب الشيشان استقلال جمهوريتهم واستعادة شعبها لحريته وسيادته الوطنية.
ولم يعدم قادة قصر الكرملين القيصري الذرائع التي يبررون بها تنفيذ نيتهم العدوانية المبيتة تجاه الشيشان فزعموا قادة روسيا ان الثوار الشيشانيين كانوا وراء التفجيرات الارهابية التي وقعت في العاصمة موسكو وضواحيها وراح ضحيتها مواطنون روس.
وبالرغم من ان التحقيقات الامنية لم تثبت شيئا ذا بال ضد الشيشان إلا ان القادة الروس تعمدوا الا يستمعوا إلا الى اصواتهم فقط بالرغم من انهم يدركون ان تلك التفجيرات التي وقعت في موسكو وضواحيها وفي سان بطرسبورج او غيرها يمكن ان ترجع الى تصفية حسابات عصابات ومافيا الاجرام التي العصابات اصبحت سمة صارخة من سمات المجتمع الروسي منذ انهيار الحكم الشيوعي الصارم.
ونفذت روسيا عدوانها العسكري الذي ما زالت تواصله الى اليوم باكثر من دافع ولتحقيق اكثر من هدف.
ومن الدوافع الروسية لهذا العدوان العسكري على الشيشان:
اولا: ان الشيشان شعبا وقيادة من المسلمين عرقي الاسلام في منطقة شمال القوقاز، وان نجاحهم في اقامة دولة مسلمة سينشر في دول المنطقة عدوى الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية واعلان الانجوش وداغستان وغيرهما دولا اسلامية مستقلة.
ثانيا: رد اعتبار هيبة الجيش الروسي الذي يفترض انه ثاني اقوى جيش في العالم بما تحت يديه من اسلحة تقليدية متطورة، وترسانة نووية رهيبة ومع كل هذا العتاد فقد ذاق الهزيمة المهينة من المقاتلين الشيشان المدافعين عن حقوقهم الوطنية في الاستقلال والانسانية في الكرامة والحرية.
ثالثا: منع رد فعل مؤيد داخل روسيا نفسها من جانب المسلمين الروس بما يمثل ضغطا سياسيا على القيادة الروسية يعرقل خطتها الاستئصالية لشأفة القيادة المسلمة، بل والشعب المسلم في الشيشان.
ومن بين اهم الاهداف التي تريد روسيا ان تحققها من القضاء على وجود جمهورية اسمها الشيشان كما اعلن ذلك نائب وزير الخارجية الروسي .
اولا: هدف تسكين ململة شعوب مسلمة اخرى في وسط آسيا ظلت تحت سلطة روسيا منذ زمن حكم القياصر وحكم الشيوعيين والى حكم يلتسين.
ثانيا: القضاء على ما يوصف بالارهاب الذي اصبح في نظر جميع اعداء الاسلام لصيقا بالمسلمين حين يتحركون فرادى وجماعات من اجل الدعوة لدينهم والعمل على حريتهم وحقوقهم في الحرية والكرامة والنمو والرخاء.
وجميع تلك الدوافع والاهداف نسجت ماهو اكثر من مجرد الشعور بالقلق لدى قيادتنا الرشيدة التي بادرت بالتحرك عبر جميع القنوات المألوفة بما فيها الاتصال المباشر بقادة روسيا من اجل احتواء هذه الازمة التي افتعلها القادة الروس وحاق الظلم منها بالشعب الشيشاني المسلم الشقيق.
وجددت المملكة التعبير عن شعورها العميق بالقلق مما يتعرض له المدنيون الابرياء في الشيشان وداخل عاصمة بلادهم المطوقة من جميع الجهات بآليات الحرب الروسية.
كما جددت قيادتنا الرشيدة الدعوة الى ايجاد حل للنزاع بالطرق السلمية لتؤكد للعالم شعورها بالاسى لاستمرار العدوان الروسي العسكري واسع النطاق والذي لم يعد يميز بين المقاتل والمدني الاعزل بما في ذلك النساء والاطفال والشيوخ العجزة.
والمؤسف ان روسيا سادرة في غيها ومتجاهلة وهي الدول الكبرى والعضو الدائم في مجلس الامن الدولي كل مبادىء وأحكام القانون الدولي الانساني الذي يحمي المدنيين في زمن الحرب والسلم ايضا.
اننا نعتقد انه بات من الضروري ان نتحرك جهة ما ونطرح قضية ما تقوم به روسيا ضد الشيشان في مجلس الامن الدولي لكي تتم على الاقل ادانة ذلك ربما يشعر العالم الاسلامي بان الشرعية الدولية ليست منحازة ضد كل ماهو اسلامي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved