Friday 17th December, 1999 G No. 9941جريدة الجزيرة الجمعة 9 ,رمضان 1420 العدد 9941


مشاغل الناس أنستهم الكثير من الواجبات الاجتماعية
شهر رمضان فرصة سانحة لإعادة العلاقات بين الجيران لسابق عهدها

* الطائف عليان آل سعدان
من العادات الايجابية التي كانت تحدث خلال شهر رمضان المبارك قديماً تواصل الجيران بعضهم البعض بصورة يومية حتى الانتهاء من رمضان, وكذلك تبادل بعض وجبات الفطور بين الجيران واكثر من ذلك الانتقال لتناول وجبات الافطار او السحور بين الجيران في منازلهم, ان مثل هذه العادات الايجابية اختفت تماماً في هذا العصر المتسارع في احداثه وهمومه وبرغم ان الجميع بلا استثناء يجمعون على ان مثل تلك العادات يجب المحافظة عليها الا انهم غير قادرين على تحويل اقوالهم الى واقع عملي لإعادة تلك العادات الايجابية, ومن خلال هذا الاستطلاع,.
بندر بن محمد الماضي مدير مدرسة ثانوية بالطائف تحدث حول هذا الموضوع وقال ما يحدث من تباعد بين الجيران الذين يقطنون في موقع واحد انما هو صورة مصغرة لكثير من الظواهر الايجابية المفيدة التي كنا نراها ونسمع عنها قديماً في عهد اجدادنا وآبائنا الاولين رحمهم الله ورمضان هذا الشهر الفضيل الذي يتميز عن كافة الشهور كانت تكثر خلاله الزيارات بين الجيران,, وكانت هناك ما يشبه الدورية عند النساء اللائي يعشن في موقع واحد خلال شهر رمضان للاجتماع وزيارة منزل يتم تحديده للقاء فيه, ويتم اصطحاب الاطفال ليعرفوا بعضا بصورة اكثر ويمارسوا اللعب وهذا بالطبع يؤدي إلى ترابط اجتماعي قوي يمتد الى الاعمدة الرئيسة في الاسرة ولكن وللأسف الشديد معظم تلك العادات اختفت تماماً ولا يكاد الجار في هذا العصر يعرف جارة.
القطيعة تجاوزت الجيران الى ذوي الارحام
اما عبيدالله العدواني موظف فيرى من جانبه ان المجتمع في القرية مازال شبه متماسك بمثل تلك العادات بصورة افضل من المجتمع في المدينة الذي تكاد تكون مثل تلك العادات الايجابية مفقودة فيه خلال شهر رمضان ويضيف عبيدالله العدواني يجب علينا ان نستعرض حال الاقرباء اولاً في مثل هذه المناسبة العظيمة رمضان عندما سنجد الحال بالنسبة لهؤلاء الاقرباء بل والاكثر قرباً الاخ واخيه من امه وابيه, واكثر من ذلك قرابة اكبر الام والاب وابناؤهم وبناتهم, يعيشون في منطقة واحدة لا يتبادلون الزيارات خلال هذا الشهر الفضيل الذي يحث على الترابط والرحمة وصلة الرحم وعندما تسأل عن الاسباب يقول الناس مشاغل الحياة فاذا كان ذلك هو حال هؤلاء المقربين من بعضهم فكيف يكون الحال بالنسبة للجيران الذين لا يوجد بينهم سوي روابط الجوار التي تأتي بعد روابط صلات القربى والرحم, ولكن برغم ذلك ندعو أولياء الامور وكبار السن والاعلام بالدرجة الاولى الى القيام بالواجب تجاه مثل هذا الموضوع الهام, وتوعية الجميع الى اهمية اعادة العادات القديمة وفائدتها خلال شهر رمضان وغيره من الشهور بين الجيران.
المبادرة مطلوبة بين الجيران
ويرى ظفر اللحيدان ان العادات الايجابية التي كانت تحدث خلال شهر رمضان المبارك من تبادل الزيارات فيما بينهم تحتاج فعلاً الى المبادرة من طرف تجاه اطراف اخرى والمشكلة تكمن بالدرجة الاولى في مثل تلك المبادرات التي تؤدي وتساعد الى اعادة مثل تلك العادات الايجابية لوضعها الطبيعي والمفروض, فزمان لم تكن هناك بروتوكولات رسمية والمعاملة بالمثل وكان الجار يزور جاره متى ما يشاء ويرغب ويجد الجار الزائر ترحيباً قوياً ينعكس على أسس بينة قويه في العلاقات والتواصل بين الجيران وهذا ما يحدث بين الجيران قديماً,, ولكن ما يحدث حالياً هو التردد وعدم اخذ زمام المبادرة من الجيران انفسهم, لذا قد تجد من يقول طالما لم يقم جاري بزيارتي فلماذا لا اعامله بالمثل، فيما يتردد جار آخر بزيارة جاره خوفاً ان يكون مشغولاً وغير مستعد لاستقباله, واكثر من ذلك قد يتخوف الجار من سوء الاستقبال من جاره, ولكن رغم كل ذلك يجب ان تكون المبادرة موجودة وعدم التردد في القيام بعمل يرى الانسان انه واجب ايجابي من كافة الجوانب وبالتالي عدم التردد اطلاقاً وبالتالي تتوحد النوايا بين الجيران, وتعود تلك العادات الرمضانية الايجابية.
حقوق الجار واجبة
اما سعيد عبدالله الخالدي فقد اكد على ان انشغال الناس بأمور دنياهم هو السبب الرئيس في القطيعة التي نراها اليوم بين الجيران ويقول: إن حقوق الجار واجبة ويأمرنا بها ديننا الحنيف حيث اوصانا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجار حتى سابع جار,.
الا ان ابتعاد الناس اليوم عن الكثير من امور دينهم جعل الكثير من الجيران لا يعرفون جيرانهم واصبحت هناك قطيعة كاملة من الجيران في حين انه في السابق كان الجار يعتبر من اقرب المقربين وكان الجار يحمل هموم جاره ويشاركه في الافراح والاتراح,, وكانت هناك لقاءات شبه يومية بين الجيران واضاف سعيد الخالدي قائلاً: ان هذا الشهر الكريم الذي يتقرب فيه الانسان الى ربهم بكل عمل خير فرصة سانحة لاحياء هذه الروابط الاجتماعية الحميدة التي تعمق الترابط والتواصل بين المجتمع المسلم وانكر الخالدي على اولئك الذين يعتبرون حقوق الجار فقط عدم ايذائه او التسبب في ازعاجه,, متناسين ان للجار حقوقا اكبر من ذلك واعمق.
دور المؤسسات الاجتماعية ووسائل الإعلام
وتقول نورة محمد الدوسري بأن هذا العصر اصبح مخيفاً لاختفاء الكثير من العادات الحميدة ومنها الترابط الاجتماعي والاسري الذي كان سائداً على مدى التاريخ الاسلامي وأشارت الى ان اساليب العصر وهمومه لها الدور الكبير في اختفاء الكثير من الفضائل بين المسلمين ومنها هذه الرابطة التي تعكس مدى ما يتحلى به المجتمع المسلم من تواد وتراحم وتقول نورة الدوسري ان الانسان اليوم اصبح همه وشغله الشاغل البحث عن لقمة العيش والبحث عن الامور الدنيوية,, وتجاهل الكثير من الامور الانسانية والاجتماعية فالجار الذي كان يشارك جاره في لقمته العيش وفي همومه ويقف معه في كل صغيرة وكبيرة اصبح مشغولاً عن جاره ولا يعيره اي اهتمام بل اصبح لا يعرف الكثير من شئون جاره الذي لا يفصله منه سوى امتار قليلة بل وصل الحد الى ان بعض الجيران لا يعرفون جيرانهم إلا بالاسم فقط,, وترى نورة الدوسري ان على الجميع افراداً وجماعات التركيز على هذه الظاهرة الخطيرة على مفاهيم الترابط والتواد والتراحم فيما بينهم ودعت المؤسسات الاجتماعية ووسائل الاعلام الى طرح هذه القضية بالاسلوب المجدي الذي يحقق الفائدة والخير الكثير على ابناء البلد الواحد والمجتمع الواحد, وقالت ان هذا الشهر الكريم بما يحمله من خيرات واجواء روحانية وتضاعف الحسنات فيه فرصة للمسلمين إلى اعادة الترابط والتواد فيما بينهم وخاصة بين الجيران.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved