Friday 17th December, 1999 G No. 9941جريدة الجزيرة الجمعة 9 ,رمضان 1420 العدد 9941


النقيدان والمطوطح

كتب الأستاذ الباحث سليمان النقيدان في العدد 9927 في 25/8/1420ه في هذه الصفحة تحت عنوان (شعراء في الذاكرة) بحثا مختصرا عن الشاعر (المطوطح) وقال إنه علم من أعلام الشعر الشعبي وراوية من رواته اسمه (داني بن عيد المطوطح) وكنيته أبوعيد.
وبالعودة الى محفوظاتي لم اجد شاعرا لدي اسمه (داني) والشاعر الذي تنسب اليه بعض قصائد المطوطح اسمه (دبي بن عدوان المطوطح) كما جاء في المصادر المتداولة ومنها التحفة الرشيدة والموسوعة النبطية ومجالس العرب وآدابنا الشعبية وقطرات من الشعر الشعبي للاستاذ عبدالله بن عبار العنزي الذي عرفه بقوله (الشاعر دبي بن عدوان المطوطح) من الجميشات من الزبنة من العلي من الدهامشة,, شاعر معروف,, وهذا الاجماع يجعل اسم هذا الشاعر (دبي بن عدوان) وليس (داني بن عيد) وقال الأستاذ النقيدان في ترجمته (عاصر الامام فيصل بن تركي) وابنيه محمد وعبدالله إ,ه,
والامام فيصل تولى الامامة للمرة الاولى 1251 1253ه والمرة الثانية 259 1282ه وتولى الامامة بعده ابنه عبدالله وهو الاكبر وليس محمد الاكبر حتى يتقدم في الترتيب والامام عبدالله توفي سنة 1307ه والامير محمد توفي سنة 1300ه.
واستمر في ترجمته قائلا:
كان الشاعر في بدايات حياته وعز شبابه يجوب الارض سعيا وراء لقمة العيش ثم سكن بجوار فهيد أمير التنومة من قرى الاسياح,, حتى قال لما بلغ به الكبر كف بصره واحتسابا للأجر والثواب قربه أمير التنومة وأنزله جوار بيته وصار يتردد على مجلسه ويأكل على سفرته,, ثم يقول النقيدان,, انقلب عليه فهيد وأسمعه كلاما موجعا لم يحتمله فعزم على الرحيل, وعلل لغضب المطوطح وجفاء فهيد له عدة تعليلات,, والاهم من هذا وذاك ضرورة معرفة,,, (من هو فهيد الذي جاوره المطوطح؟)
النقيدان يقول (فهيد) وهو يعتمد على شيوخه من كبار السن، ومعلومات هؤلاء معلومات إخبارية,, والمعلومات الاخبارية الاقرب للثقة هي معلومات (آل فهيد) اهالي الاسياح وفي مقدمة اولئك شيخ الرواة الاستاذ (منديل الفهيد),, وقد قال منديل,, كان ابوعيد المطوطح العنزي مجاورا لابن فهيد أمير التنومة بالاسياح الى آخر شرحه,, وأغلب المصادر تذكر ان الذي جاوره المطوطح هو الامير محمد بن فهيد الاسعدي من قبيلة عتيبة ومحمد بن فهيد هذا من مواليد آخر القرن الثاني عشر الهجري وهو من الذين هاجروا من اهل التنومة الى العراق بعد وقفة ثويني السعدون بهم سنة 1201ه ثم عاد واستخرج عين ابن فهيد بين سنوات 1201 1218ه وعاش أميرا فيها حتى توفي في تاريخ غير معلوم,,.
واذا كان المطوطح جارا له فإن زمنه بلا شك قبل زمن الامام تركي وبنيه ومن الذين عاصرهم ومدحهم المطوطح الامير محمد بن تركي بن مجلاد,, والامير محروت بن هذال ولم اعثر على تاريخ لابن مجلاد واعتقد ان الهذال فيهم اكثر من (محروت).
اما اسباب غضب المطوطح الذي اجمع عليه الرواة هو ان المطوطح كان يتحدث في مجلس ابن فهيد وفي المجلس اعداد كثيرة من قبائل مختلفة ويعتقد انه كان يلوم احدى القبائل أو احد الحكام وخاف ابن فهيد على صديقه المطوطح وعلى سمعة مجلسه فقال له:
(أنت شايب بايهات علومك) يريد من ذلك ان يلفت عنه الانظار وفي نفس الوقت ينبهه الى التوقف او تغيير الحديث وغضب المطوطح,, اما بقية تعليلات النقيدان فلم يوردها الا هو.
واورد النقيدان قصيدة المطوطح التي بلغت خمسة عشر بيتا واشكره على ذلك لان الذي اوردته انا في كتابي (شعراء عتيبة) فقط احد عشر بيتا وهذه فائدة جديدة.
وأورد النقيدان ثلاثة أبيات قال إنها كانت في كراسة حصل عليها قبل ثلاثين عاما وقال ان سبب هذه الابيات,, ان فهيد امير التنومة ذبح ذبيحة ولم يدع المطوطح لها ولم يطعمه منها والابيات:
ما خفت من رب المقادير يا فهيد
يا شين ما حققتنا من ذبيحة
ومن اللحم لو تذبحون المعاويد
قصيركم بالعون ما شاف ريحه
ومرسولكم من يمنا تقل به قيد
مدري عمي والا عيونه صحيحه
وهذه الابيات ركيكة ولا أعتقد ان شاعرا مثل المطوطح يقول هذه الابيات لعدة مآخذ منها على سبيل المثل عجز البيت الاول الذي يقول فيه (يا شين ما حققتنا من ذبيحة) لهجة ضعيفة، ثم ان (الحقة) نصيب النساء في الولائم فالمرأة تحقق جارتها حسب لهجة اهل نجد واما الرجل (يرعا) ولو انه قال:
ماخفت من رب المخاليق يا فهيد
ياشين ما دعيتنا للذبيحه
وفي عجز البيت الثاني ايضا ركاكة حينما قال (قصيركم بالعون ما شاف ريحه) و(الريحة تشم ولا تشاف).
وانا لا أشك في ان النقيدان نقلها نصا ولكن العتب على من دون تلك الكراسة قبله ولا يناله من العتب الا ضرورة التثبت من النص.
وتأكيدا لهذه الابيات اورد الاستاذ النقيدان قصيدة مكونة من سبعة ابيات لشاعر الزلفي رشيد العلي الاسعدي ردا على المطوطح على نفس القافية والوزن مطلعها:
يا راكب اللي كنها قايد الصيد
عملية دب الدهر مستريحه
وهي انتصار لابن فهيد او فهيد كما أورده النقيدان وعقب على ذلك بقوله واخذ المطوطح ورشيد يتبادلان الهجاء وقتا طويلا بهذه المناسبة وكل اشعارهما ضاعت ما عدا قصيدة واحدة نحفظها للمطوطح وجهها الى رشيد يقول فيها:
يا راكب حر طوال متونه
عليه من شغل المزيني كلايف
واورد منها ثمانية أبيات,, ورشيد العلي من الذين عاصروا الامام فيصل بن تركي آل سعود وابنه الامام عبدالله بن فيصل آل سعود وكان في آخر ايامه من شعراء آل رشيد وله عدة مدائح في الامير محمد العبدالله الرشيد 1289 1315ه.
وهذه القصائد لم تكن ضمن قصائد الشاعرين المتداولة,,, لا في كتاب الاستاذ حمود النافع (شعراء الزلفي) ولا في شعراء عتيبة ورغم انني لا انكر وجود هذه القصائد الا انني اطلب من الاستاذ النقيدان ان يثبت صحة نسبة هذه القصائد الى المطوطح ورشيد العلي,, وللمعلومية فإن الشاعر رشيد العلي قد توفي حوالي سنة 1302ه تقريبا,, وقد عرف كشاعر في الاوساط النجدية قبل سنة 1273ه حينما ذكر وقائع للأمير عبدالله بن فيصل آل سعود على بعض القبائل.
الملاحظة الاخيرة التي اسوقها في هذا التعقيب الخاطف هي موجهة الى الاستاذ الباحث سليمان النقيدان والمشرف الاستاذ الحميدي الحربي واقول لهم (آمل ان يذكر كل باحث مصادر بحثه وتحديد الصفحات لأن في ذلك فائدة لمن اراد ان يستزيد من تتبع ذلك الموضوع والاطلاع على قوة مصداقية تلك المعلومات .
محمد بن دخيل العصيمي
الدمام
الهوامش:
1 التحفة الرشيدية ص 1/45
2 الموسوعة النبطية ص 1/141
3 مجالس العرب ص 229
4 آدابنا الشعبية ص 3/188 وسماه ابوعيد المطوطح فقط
5 شعراء من الزلفي ص 1/45
6 شعراء عتيبة ص 2/616
7 قطرات من الشعر الشعبي ص 145
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved