Saturday 18th December, 1999 G No. 9942جريدة الجزيرة السبت 10 ,رمضان 1420 العدد 9942


هنيئاً للصائمين
بعض من نفحات شهر الخير

عزيزتي الجزيرة الغراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
لقد خص الله تعالى شهر رمضان المبارك بنفحات كثيرة وخيرات وفيرة وفتوحات عظيمة وبركات عديدة فأصبحت سمة في ايامه وعلامة في زمانه يسعد بها كل مسلم صائم قائم قانت ونظرا لمكانة هذا الشهر تعددت وتنوعت النفحات الرمضانية تكريما من الله تعالى لعباده.
ومن نفحات شهر رمضان التي يعتز ويفخر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: اعطيت امتي في رمضان خمسا لم يعطهن نبي من قبل أما واحدة فانه اذا كان اول ليلة من رمضان نظر الله اليهم ومن نظر الله اليه لا يعذبه ابدا وأما الثانية فانه خلوف افواهم حين يمسون اطيب عند الله من ريح المسك واما الثالثة فان الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة واما الرابعة فان الله ينظر الى الجنة ويقول تهيئي يوشك عبادي ان يستريحوا من عناء الدنيا لداري وكرامتي واما الخامسة فان كل آخر ليلة من رمضان يغفر الله لهم جميعا فقال قائل من القوم اهي ليلة القدر يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام ألم تر الى العمال يعملون فاذا فرغوا من اعمالهم وفوا اجورهم .
تلك هي نفحة من نفحات رمضان اشتملت على خمس فضائل اكرم الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم وفضله بها على العالمين واختص بها عباده المؤمنين الطائعين وشرف بها شهر رمضان دون سائر الاشهر والسنين لذلك استحق رمضان هذه المنزلة واستحق ان يذكر اسمه دون غيره في القرآن الكريم تخليدا وتمجيدا وتعظيما لذكره وذكراه فما اجمل هذا التكريم وما اعظم هذا التمجيد لشهر خصه الله بهذه الفضائل وتلك النفحات.
وتأتي نفحة اخرى من نفحات رمضان بالتكاثر والزيادة والنمو وهي ان ثواب العمل فيه مضاعف فربما كان او فعلا دعوة من الله تعالى لعباده للتقرب اليه بأفضل الاعمال وعظيم الخصال يقول صلى الله عليه وسلم : من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن ادى فريضة في ما سواه ومن ادى فيه فريضة كان كمن ادى سبعين فريضة فيما سواه .
ان هذه النفحة الربانية التي اشتملها الله في شهر رمضان تجعل المسلمين مدعوين لاستثمار هذه الفرصة واغتنام ثوابها بجليل الاعمال وعظيم الخصال لنسعد في الدنيا ونفوز بالآخرة.
ويتجلى فضل الله على المسلمين في شهر رمضان بنفحة اخرى اسبغها على عباده الصائمين حيث يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل تكريما لشرف الزمان وعظيم المكان فالزمان رمضان والمكان بيته العتيق والمناسبة عمرة في رمضان ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عمرة في رمضان تعدل حجة او قال: حجة معي وهي مضاعفة كريمة في الثواب ونفحة عظيمة تتناسب مع شرف رمضان وفضيلة الصيام لمن يرغب ان يستنشق عبير هذه النفحات ويستفيد بجزيل العطاء بعمرة رمضان.
ومما يؤكد عظيم فضائل ونفحات هذا الشهر ما ذكره مجاهد وغيره من المفسرين في قول الله تعالى: (كلو واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الأيام الخالية) انها انزلت في الصائمين وروى ايضا ان الله تعالى يقول يوم القيامة لاوليائه: طالما نظرت اليكم في الدنيا وقد تقلصت شفاهكم عن الاشربة وجفت بطونكم كونوا اليوم في نعيمكم وتعاطوا الكأس فيما بينكم وكلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية.
فهنيئا للصائمين القانتين الركع السجود الذين يصومون رمضان ايمانا واحتسابا ليكونوا ضيوفا على مائدة الرحمن فتسعد جوارحهم وتطرب آذانهم وتتمتع عيونهم وتخشع قلوبهم جزاء لصيامهم وثوابا لقيامهم.
مالك ناصر درار
المدينة المنورة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved