واشنطن تحشد التأييد لتحركات السلام اتفاق سوري إسرائيلي على إنهاء المفاوضات قبل انقضاء ولاية كلينتون |
 واشنطن الوكالات
قال الرئيس الامريكي بيل كلينتون للصحفيين في ختام ارفع محادثات بين اسرائيل وسوريا (نحن نشهد بداية جديدة في الجهود الرامية لتحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط مع بدء المفاوضات السورية والاسرائيلية بداية طيبة.
وقال كلينتون انه مع البداية الطيبة للمفاوضات السورية الاسرائيلية وتوقع ان تبدأ المفاوضات الاسرائيلية اللبنانية قريبا ومفاوضات اسرائيل مع الفلسطينيين تجري بصورة طيبة فاننا يمكننا حقا ان نتطلع الى شرق اوسط جديد ومختلف.
وقال الرئيس الامريكي ان باراك والشرع اتفقا على العودة الى منطقة واشنطن لمواصلة المحادثات (بصورة مكثفة) ابتداء من الثالث من يناير وهو اعلان يشير الى احياء عملية السلام السورية الاسرائيلية التي توقفت منذ فبراير عام 1996.
وكان المسئولون حاولوا التقليل من التوقعات بشأن ما ستسفر عنه المحادثات, وفي علامة على نصف قرن من الصراع بين بلديهما لم يتصافح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع علانية في نهاية المحادثات وهي لفتة تجنباها ايضا حينما بدأت المباحثات بينهما يوم الاربعاء.
والمحادثات المقبلة التي قالت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت انها ستعقد في مكان معزول قرب واشنطن من المرجح ان تتركز على اتفاق لمبادلة الارض بالسلام يلبي طلب سوريا اعادة مرتفعات الجولان التي تخضع للاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967.
وقالت ان كلينتون سيكون مستعدا لتقديم يد العون للجانبين كما فعل مع الاسرائيليين والفلسطينيين حينما تفاوضوا على اتفاق واي ريفر للارض مقابل الامن في ماريلاند عام 1998.
وفي تصريحات لاذاعة اسرائيل بعد انتهاء المباحثات التي استمرت يومين وجلست فيها اولبرايت في نهاية منضدة التفاوض بينما تحادث باراك والشرع وجها لوجه قال باراك (كانت صعبة لكننا على المسار الصحيح).
وفي وقت سابق قال مسئولون ان الجانبين بحاجة الى الاتفاق على الكيفية التي سيمضيان بها قدما في محادثات السلام وعرض باراك ثلاثة احتمالات هي التوصل الى مجرد اعلان للمبادىء او اتفاق اكثر تحديدا على اطار عمل او معاهدة سلام كاملة.
والقضية الرئيسية هي مدى انسحاب اسرائيل من مرتفعات الجولان والترتيبات الامنية المصاحبة لذلك وشكل العلاقات الثنائية في المستقبل.
وقال مسئولون اسرائيليون كبار ان الجانبين اتفقا يوم الاربعاء على تفاهم على الانتهاء من المفاوضات خلال العام القادم, وسيمكنهم ذلك من توقيع اتفاق قبل انقضاء ولاية الرئيس كلينتون في يناير عام 2001.
وكان مسئولون امريكيون قالوا انهم يريدون التحرك بسرعة على المسار السوري وهم يجاهدون لجعل المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين يواصلون عملهم من اجل الالتزام بالموعد النهائي للتوصل الى اطار اتفاق سلام في فبراير واتفاق نهائي بحلول سبتمبر أيلول.
ومن اجل حشد التأييد لتحركات السلام بعد مباحثات يوم الخميس حادث كلينتون صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير هاتفيا وكذلك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله.
وفي اقوى بيان حتى الآن بشأن تقديم تمويل لدعم اتفاقات السلام الاسرائيلية في المستقبل مع سوريا والفلسطينيين قال كلينتون ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يجب ان يساهما في هذا التمويل.
وقال كلينتون لشبكة تلفزيون ايه بي سي (ستكون اموالا تنفق بصورة جيدة وسأحاول قطعا اقناع الكونجرس بمساندتها) وكانت اجهزة الاعلام الاسرائيلية نقلت عن مسئولي الخزانة الاسرائيلية قولهم ان تمويل اتفاق بين سوريا واسرائيل يشمل اعادة توطين 17 الف مستوطن يهودي قد يتطلب نحو 18 مليار دولار.
من ناحية اخرى نفى محمد صبيح سفير فلسطين في القاهرة ان استئناف المباحثات السورية الاسرائيلية قد يؤثر سلبا على المسار الفلسطيني.
وقال صبيح في ندوة بالجامعة الامريكية بالقاهرة مساء الخميس ردا على سؤال حول ما اذا كان استئناف المسار السوري يضر بالموقف الفلسطيني في المفاوضات نحن نقف مع تحرير اي متر من الارض العربية من ايدي الاحتلال الاسرائيلي ونجد فيه اضافة للموقف الفلسطيني.
واكد المسئول الفلسطيني تاييد السلطة الفلسطينية لاستئناف المباحثات على المسار السوري معربا عن امله ان تنجح سوريا في الحصول على ارضها المحتلة بالتلازم مع المسار اللبناني.
وتابع اذا استعادت سوريا الارض ورحلت اسرائيل المستوطنين فسيكون ذلك مثلا نطلب تطبيقه على المسار الفلسطيني.
وشدد في كلمته على ضرورة التنسيق بين الاطراف العربية في الفترة المقبلة معتبرا ان مصر يمكن ان تقوم بدور كبير في هذا الشأن.
|
|
|