الحياة المختصرة ألذ وأطيب من حياة لها عدة متطلبات وضروريات في بيت أحدنا أشياء ليست ضرورة، ولكنها وجدت من غير تفكير ولا تدبر,, ولذلك وجب التفكير فيها من حيث وضعها ومن حيث تنظيفها ومن حيث العناية بها,, نشتري الاشياء فوق ما نريد ولذلك تظل حبيسة الدواليب, فإما ان تأكلها الأرضة,, وأما ان تصبح بعد حين قديمة,, وتركبنا الوساوس بعد ذلك فلا نستطيع لبسها او استعمالها وماذا سيقول الناس عنا, وهكذا ربطنا اقتصادنا برضا الناس وقول الناس وتعليقات الناس لا نهتم بتصريف المال,, ولا نهتم بكيفية الشراء ونرى العجلة تقودنا في كثير من تصرفاتنا,, فينتهي ماكسبناه الى لا شيء, المرأة تذهب للسوق يسوقها حب التقليد,, فتشري منه ما شراه الجيران واذا رأت معطفاً, تذكرت احد اولادها فاشترته فاذا اشترته بدأت بها الوساوس والأوهام,, لقد اشتريت لفلان ولم اشتر للآخر,, ثم تبحث عن شيء ترضي به الآخرين,, وترجع للبيت,, وقد أنفقت جميع ما اعطاها اياه زوجها او ما كسبته من مرتبها ان كانت موظفة, فاذا وصلت للبيت بدأت في نشر ما اشترت وبعد حين,, يصبح كل شيء قديماً,, وتضيق الدواليب وتبدأ في التفكير في دواليب جديدة,, ويمتلىء البيت بالدواليب وربما تطلب بيتاً آخر، وهكذا نحن نحمل انفسنا ما لا نطيق.
ما لنا وللناس حتى الأثرياء الآن لو أمعنت النظر في أولادهم وفيهم تجد التوازن في اللباس وفي المركب وفي المأكل، لكن ما يثيرك الا هذا الذي يرغب في التقليد, وحب المظهر، متى ندرك حقيقة الحياة التي يجب ان نحياها, ان كسب مزيد من المال لا يعني التبذير والاسراف يقول الله سبحانه وتعالى,, وابتغ فيما اتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا, وأحسن كما أحسن الله اليك, ولا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين .
ومعظم آيات القرآن التي تهتم بحياة الانسان الدنيوية والآخروية ترسم له حدوداً واضحة المعالم لو اتبعها وأخذ بها, لتحقق له ما يريد من غير تقتير ولا اسراف.
يجب ان نستقل بذواتنا في مأكلنا ومشربنا, وطريقة حياتنا, وبناء منازلنا ونوعية فرشها، وحاجاتنا وملتزماتنا اليومية, وما تتطلبه العلاقات الأسرية والاجتماعية وهنا نستطيع القول إننا بدأنا نفهم معنى الحياة.