لا وقت للصمت زلّات اللسان,, زلّات القلب! 1/2 فوزية الجار الله |
أنى لك ذلك الجرح,, وأنى لك ذلك الألم؟!
هل كانت الكلمة أم كان الأداء والفعل هما الأقوى تأثيرا؟!
ثمة حقيقة تقول بأن الكلمة كالرصاصة إذا انطلقت من الصعب استعادتها! وربما يكون ذلك أحد الأسباب التي لأجلها تعتبر اللغة هي الأداة الهامة للاتصال بين الناس,, من خلالها يمكن الارسال والاستقبال من وإلى الآخرين,, ومن خلال هذه القنوات يعرف الآخرون فيما إذا كنت سعيداً أو حزيناً أو غاضباً,, أو إذا ما كنت تلقي سؤالاً أو تجيب إجابة,, أو تقدم طلباً بهدوء أو بإلحاح ولهفة,, أيضا يمكنك التعبير وبصورة مستمرة عن ردود فعلك,, ويختلف الناس في إحساسهم وتقبلهم لكلمات الآخرين وفي مدى مرونتهم في تقبل هذه المشاعر,, فبعضهم يبدو عملياً شديد الجفاف لا يستجيب إلا لكل ما هو آلي جامد سريع الايقاع يتناسب مع الإيقاع اليومي السريع للحياة,, والبعض الآخر توجعه النظرة التي تحمل معاني مؤلمة لمشاعره ويوجعه أسلوب الخطاب الشفهي مهما بلغت ضآلته فثمة فرق شاسع لديه بين أن تحدثه باحترام وتقدير وبين أن تحدثه بصفاقة وفظاظة,, البعض لا يعلم أن ثمة فرقا كبيرا بين أن تخاطب أحداً بمناداته باسمه وبين أن تخاطبه باستخدام الضمير او اسم الإشارة: هذا وهذه، هو وهي,.
بعضهم ينتقي كلماته انتقاء ويحسب ألف حساب لكل كلمة خشية جرح من أمامه أو إيذائه,, والبعض الآخر يلقي الكلمات جزافا دونما تفكير أو ترتيب أو تردد بصورة تجعلك تكاد تقسم بأن مثل هذا الإنسان لم ينل التربية المناسبة في طفولته,, سيان لديه أن يقذف حجرا على أي كان من البشر,, أو يتلفظ بكلمة خارجة عن المنطق والمعقول,, بل عن حيثيات الأدب!
من جانب آخر تبدو اللغة أيضا أداة للتورط والانزلاق فيما لا ترغب فعلى قدر ما نقول بأن الكلمات هي مؤشر أكيد يتم من خلاله كشف جزء خفي من أعماق صاحبها,, إلا أنها في الوقت ذاته قد لا تنبىء عن شيء محدد,, مجرد كلمات لا أكثر ويحدد ذلك مدى قرب وبعد هذا الإنسان المخاطب منك وماهية هذه العلاقة التي تربطك به,, لذا فمن الخطأ أن نقول زلات اللسان تفصح عما في الصدور سواء كانت تلك الكلمات مع أو ضد متلقيها!!
|
|
|