Monday 20th December, 1999 G No. 9944جريدة الجزيرة الأثنين 12 ,رمضان 1420 العدد 9944


دقات الثواني
كوارث الألفية
د, عائض الردادي

ازدادت سخونة التخويف من الألفية أو نهاية عام 2000 الميلادي الذي سيبدأ بعد أيام، ونسجت الاساطير حول نهايته، منها ما يتعلق بالكسب الاقتصادي ومنها ما يتعلق بالأساطير,, غير ان الكارثة المؤكدة حتى الآن هي هذا التخويف والتهويل.
لقد نجح من عملوا هذه الزوبعة حول الالفية في اجتذاب ملايين الدولارات، وهذا هو الهدف، في حين أن مساكين العالم الثالث سقطوا في فخ الخوف فتدفقت اموالهم على صانعي الأسطورة، فامتصوا المال، ونجحوا في فرض الاسطورة بأن أحداثاً جساماً ستحدث مع بداية الألف الثالث، فهناك من يدّعي في الغرب ان القيامة ستقوم، وهناك من يدّعي ان أهوالاً ستبدأ مع بداية الالفية، وكلها أساطير جاءت الى الغرب نتيجة للفراغ الروحي، فكيف دخلت لعقول المسلمين بخاصة؟
للغرب المسيحي ان يقيم الاعياد في بيت لحم وله ان يحضر (باباه) ليقود بداية ألفية جديدة، فهي تمثل نهاية سنوات انجاز وبداية اخرى في تاريخ المسيحية، ولو لم يكن في ذلك الا تعزيز المسيحية في نظر اتباعها لكان ذلك كسباً، ولكن لماذا سقط العرب والمسلمون في الفخ مع ان دينهم دين العقل والمنطق الذي طهّر فكر البشر من الخرافة فلا فرق بين السنة الاولى وعام 1999 وعام 2000 وعام 2001 وليس لسنة تأثير أكثر من غيرها وإنما الاحداث الناتجة عن مسببات خارجية هي التي تقود البشرية للشقاء او السعادة وكلها من فعل البشر لا فعل الزمن، وكلٌّ منهم يوظف السنين بما يخدم أغراضه كما هو حالنا الآن.
الرعب هو اخطبوط العالم الجديد، فهذا رعب العولمة الذي أخذ يجلد العالم الثالث بسياطه مخوفاً ومحذراً وليس من نتيجة له سوى أن ما ترتب على الخوف اكثر مما سيحدث بعده.
وهذا هو بعبع الألفية الذي اجتذب الملايين من رؤوس اموال العالم الثالث، سيثبت ان اليوم الاول من يناير مثل سابقه ولاحقه,, شمسه ستطلع وتغيب مثل بقية الايام، وكون اليوم آخر الشهر او السنة او الألف لا يغير شيئاً الا في ظل الالفية وكان الأحق بها البطون الجائعة والاجسام العارية.
وهذان هما صفرا الحاسب الآلي اللذان كانا سبباً في كل ما يقال عن حدوث كوارث سيثبت أنهما لن يحدث بسببهما شيء سوى شيء واحد هو ما دفع لخزائن الدول الصانعة,, ولن يُعرف ذلك الا بعد فوات الأوان، صحيح ان هذه المشكلة ممكنة الحصول والاحتياط لها واجب، ولكن المبالغة فيها وفي سحب الاموال بسببها جاوزا حد العقل,, وهي على اي حال اكثر قبولاً من رعب العولمة ورعب منظمة التجارة الدولية وهاتان اقرب للحقيقة من أكذوبة كوارث الألفية.
هل العالم بلا عقل حين يسمع لصياح كل صائح واحتيال كل محتال؟ أجزم أن العقل كله في العالم المتقدم الذي صنع هذه الاحتيالات وتفوق بها مثل تفوقه في عالم التكنولوجيا,, أما العالم الثالث فلن يجد عقله الا إذا أفاق، ولن يفيق إلا بعد فوات الدرس وتحقق المطلوب من صانع القرار.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved