في الحلقة السابقة قلنا إن الاشتراك في قواعد المعلومات على الإنترنت هو في الحقيقة من مسؤوليات المكتبات المركزية في تلك المؤسسات التعليمية ويجب على متخذي القرار في تلك المؤسسات التعليمية والتقنية والطبية دراسة جدوى التحويل من الشكل الورقي للدوريات العلمية إلى البحث على الإنترنت.وينبغي مقارنة التكاليف الحالية المدفوعة للدوريات والمصادر والمراجع الورقية المشترك فيها مع التكاليف التي يمكن دفعها في حالة الاشتراك في هذه الدوريات العلمية على الإنترنت. ومما يجدر ذكره فان الاشتراكات في هذه الدوريات والإصدارات العلمية - الورقية- تكلف المؤسسات العلمية الكثير من الأموال . إذ قد يصل تكلفة الاشتراك في هذه المجلات إلى الملايين من الريالات - والتي قد تصل إلى أكثر من أربعة ملايين- مقارنة بالتكلفة التي لا تتعدى الآلاف في حالة الاشتراك في قواعد المعلومات على الإنترنت. وكذلك يجب مقارنة مدى سهولة وصول هذا الكم الهائل من الدوريات إلى المستخدم النهائي في حالة البحث على الإنترنت مع الوضع الحالي. ولأنه أيضا يوجد الكثير من شركات المواقع العلمية على الإنترنت المختلفة في الأسعار والتخصصات وطرق الحصول على المعلومات وكميات المعلومات التي يمكن الاشتراك فيها فانه يجب التفكير بإيجاد الشركة المناسبة أو الشركات المناسبة لكل مؤسسة تعليمية أو بحثية أو طبية معينة. وكذلك يجب أخذ الحالات التالية في الاعتبار عند التغيير: * أولا: انه يوجد الكثير من الأفراد والباحثين الذين لا يزالون يفضلون الحصول على هذه الدوريات العلمية على ورق بدلا من الحصول عليها من الإنترنت على الهيئة الإلكترونية. وذلك لأسباب كثيرة ومن هذه الأسباب عدم توفر الخبرة لدى البعض في استخدام الكمبيوتر في البحث العلمي على الإنترنت وكذلك عدم توفر المعامل الخاصة بتقنية المعلومات مثل معامل الحاسبات المرتبطة بالإنترنت ولكن لا ينبغي لمتخذ القرار أن يتأخر في التغيير إلى الأفضل بحجة أن الكثير من الأساتذة أو الباحثين لا يعرفون كيف يستخدمون هذه الأجهزة في الوصول إلى بحوثهم التي يبحثون عنها. إذ يجب حث هؤلاء الذين يشعرون انهم لا يستطيعون التعامل مع هذه التقنية الحديثة إلى التغيير للأفضل و يجب تعليمهم وتدريبهم ومحو أميتهم التقنية وذلك لان هذا في حد ذاته استثمارا وطنيا. * ثانيا: قد يوجد بعض العيوب - والتي يجب مراعاتها- في الاشتراك في هذه المكتبات الإلكترونية على الإنترنت وذلك انه بعد الانتهاء من الاشتراك في هذه القواعد المعلوماتية أو إلغاء الاشتراك لأي سبب من الأسباب فان المؤسسة التعليمية ستفقد كل الدوريات التي كانت مشتركة فيها وذلك لان الاشتراك فقط هو في الإنترنت على هيئة إلكترونية- غير ملموسة- تتلاشى جميعا بمجرد انتهاء الاشتراك. ولذلك فانه يجب التفكير في الحصول على نسخة مجانية )Backup file( على هيئة أقراص مدمجة )CDs( من هذه القواعد الإلكترونية بالإضافة إلى الاشتراك ليتم الاستفادة من هذه الأقراص المدمجة في حالة إيقاف الاشتراك. * ثالثا: أن الاشتراك في هذه المكتبات الإلكترونية هو محدود بعدد معين من البحوث الكاملة المنزلة )downloaded( من هذه المكتبات الإلكترونية إلى أجهزة المستخدمين. وبالتالي فانه يجب ألا يقوم المستخدمون لهذه الخدمة بتنزيل عدد اكبر من البحوث بنصوصها الكاملة عن الحد الأعلى المتفق عليه مع شركة قواعد المعلومات الإلكترونية.
وذلك لان سهولة الحصول على هذه البحوث الكاملة -مجانيا- بمجرد النقر على زر الكمبيوتر قد يغري البعض من المستخدمين بان يقوموا بإنزال )download( الكثير من البحوث الكاملة في أجهزتهم الخاصة لحفظها لحين الحاجة إليها أو لإعطائها لأصدقائهم في المؤسسات التعليمية الأخرى أو حتى في البلدان الأخرى. ولذلك قد يقترح البعض أن يوضع بعض الرسوم الرمزية مقابل تنزيل كامل البحوث للتأكد من عدم الإسراف في استغلالها أو أن يكون هناك طريقة مناسبة للتأكد من عدم استغلال السهولة في الحصول على هذا الكم الهائل من البحوث سواء في تخزينها أو معالجتها أو إرسالها بالبريد الإلكتروني للآخرين. وقد يهمل هذا الجانب لسببين: الأول هو أن المستفيد الأول والأخير هو المستخدم المواطن أو المستخدم العربي أو الإسلامي أما غير ذلك فانه لا حاجة له في استغلالها والحرص عليها وذلك لان الحصول عليها في البلدان الصناعية الأخرى متاحا وسهلا ميسرا.والثاني قد تكون تكاليف التحكم ومراقبة المواد المُنزّلة من هذه المكتبات الإلكترونية لكل مستخدم اكبر من تكاليف زيادة العدد المنزل من هذه البحوث عن الحد المسموح به أو المتفق عليه. والى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله.
* جامعة الملك سعود
البريد الإلكتروني alsallom*ksu.edu.sa