Monday 20th December, 1999 G No. 9944جريدة الجزيرة الأثنين 12 ,رمضان 1420 العدد 9944


وأنت واقف ٌ على عتبته
لا تدع الامتحان يستحيل شبحاً,, أخي الطالب

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأتي مواسم الحصاد بالبذل والركض,, مضمّخة بعبق الصبر وطعم الكفاح ونكهة المثابرة ومكسوّة بملامح الانتظار وبتقاسيم التلهّف,, في تلك المواسم يكرم أناس هم الباذلون العاملون المخلصون,, ويهان آخرون وهم المفرّطون المتكاسلون,.
وها أنت أخي الطالب تقف على عتبة الامتحان الفصلي تنتظر أن يفتح بابه لكي تبحر فوق أمواجه المتلاطمة فهلّا حملت المجداف وتفقدت المركب ونقشت رسوم المثابرة على الشراع,, وشمّرت الذراع,.
ولم تكن المذاكرة الجادة سوى وقود جزل يهبك هوية العبور المبهج الى شاطىء النجاح بإذن الله تعالى,, وهي جناحك الذي يحلق بك في آفاق الإبداع,, فقد كان الفصل الدراسي رحلة شاقة متواصلة دونما محطات استراحة للقافلة,, مليئة بالعطاء المتدفق كان سفراً ماتعاً مفعماً بالنزوح المثمر بين تضاريس المعرفة,, كان إبحاراً عذباً في محيط الفكر عبر آفاق نديّة بسحب العلم,, كان مشواراً متوقداً تشمخ فيه الكتب وتزهو الحروف,.
عذراً أيها الطالب النجيب: لا تدع الامتحان ,, يستحيل الى شبح يزرع دوائر الرعب في ذهنك، أو كابوس يغتال ورود أحلامك,, لا تجعله هاجساً مؤرقاً يحجب مشاهد البهجة عن خيالك,.
اسمح لي كمعلم أن أقتحم ميدان فكرك مشاركاً إياك هموم الامتحان كي استحث خطوات الطمأنينة في ذهنك وأحيي فيك جهوداً ومثابرة ارمقها على ملامحك الطموحة,, وأبارك ثقتك,, حرصك,, اجتهادك,, مرافقتك لخير جليس,, فصبراً في مجال الطلب الموسوم بالشرف,, إليكم طلابنا: توكلوا على الله تعالى,, افتحوا أبواب الأمل,, وازرعوا وجوهكم بالتفاؤل وملامحكم بالبياض، وشفاهكم بالابتسامة,.
لا تدعوا قوافل القلق والخوف تتسرب الى نفوسكم حتى لا تطفىء حماسكم,, أخمدوا براكين الاضطراب والحيرة التي قد تثور في أعماقكم فتجرف مفردات عطائكم,, ومازلت أخاطب عقولكم المكتظة بدوائر المعرفة محاولاً أن أبدد هواجس القلق والضيق في مساءاتكم المثقلة بالمذاكرة,, فما أروع هاتيك المرابطة,.
عفواً أبناءنا الطلاب: فنحن معكم وأنتم تشدون الأحذية وتشمرون الأذرعة وتتفقدون أدوات الامتحان في حقائبكم الواجمة!
عبئوا أقلامكم بمداد الأمل,, الثقة,, الحماس,, واقطعوا أسطوانة الشكوى التي تذرف أنغام التذكر على قارعة الطريق,, نعم لملموا أفكاركم المبعثرة واستجمعوا شتات أحاسيسكم,, واطمئنوا,, وقد غدا الامتحان كعنق زجاجة لا تتركوا عواصف اليأس تجتاح بساتين المعرفة التي زرعتموها عبر فصل كامل,, أو تغربل الأغصان المحمّلة بالثمار,, وأنتم تفتشون في أرقام الأسئلة بوضوح,, على رسلكم,, تمهلوا,, وافتحوا نهارات مشرقة في سماء حبر يرسم إجاباتكم واحذروا أن تتسرب الاجابات عبر درب غير مشروع,, لا تحرموا الإجابات حضورها المشرّف,, وتوهّجها على ورق يكاد يحترق تحت لظى المشاعر المتوقدة,.
عذراً طلابنا:
ها أنتم امتطيتم صهوة السهر، ،اوقدتم قناديل الجد والمثابرة، ورافقتم مناهجكم وذرفتم عواطف الأمل والبذل والإخلاص، وتركتم ريشة المعرفة تلوّن واجهات عقولكم,, انتظروا بشرى النجاح,, وما زال للرحلة المباركة بقية,, ليبقى دوركم في خدمة الدين وبناء حضارة هذا الوطن الذي عوّدنا على الاحتفاء بقوافل العلم وتكريم روّاد المعرفة، والنهوض بالشباب المتعلّم,, وختاماً اسمحوا لي بأن أقول:
هذا هو العلم يزهو في مدارسنا
تحنو عليه ايادي السّادة النّجب
ابن المدارس فينا غير مضطربٍ
يلقى العناية والتوجيه في الطلب
سيمتطي صهوة الأمجاد في بلدٍ
دوائر العز صارت مرتقى الشهب
يا طالب العلم إن العلم منهجنا
به نفوز ونرقى أفضل الرّتب
سيسعد الشعر في تجسيد نهضتنا
ويهتف الحرف في أنشودة الكتب
محمد بن عبدالعزيز الموسى
ث الشقة بريدة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved