Monday 20th December, 1999 G No. 9944جريدة الجزيرة الأثنين 12 ,رمضان 1420 العدد 9944


كم بالمقابر من صريع لسانه!
حفظ اللسان يقي من الزلل

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
اللسان ذلك العضو الصغير في حجمه الكبير في أمره وفعله, به يسعد الإنسان إذا حفظه وصانه ويشقى اذا أطلقه بالقيل والقال, وللسان دور مهم في حياة المسلم، به يصول ويجول وبه يعرف خيره وشره وصدقه وكذبه، فاللسان دليل القلب المريض والسليم فإذا نطق الإنسان عرف فكره قال تعالى (قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون).
وقال تعالى (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)، وقال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
وقال صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، وقال عليه الصلاة والسلام (كفى بالمرء إثماً ان يحدث بكل ما سمع).
إذاً أخي المسلم احرص على حفظ لسانك من لغو القول وساقط الكلام وعدم التحدث بكل ما سمعت بل بنصف ما تسمع وما ترى لأن لك أذنين ولسانا واحدا لتقول نصف ما تسمع وكذلك العينان قل نصف ما ترى هذا إذا كنت تريد ان تتحدث ولابد وإلا فالصمت أحمد في الدارين عاقبةً.
اخي المسلم لسانك حصانك إن ألجمته سرت به بأمن وأمان وإن تركته يسير بلا لجام سار بك الى ما لا تريد وأوقعك فيما يضرك ويسوؤك والشريعة الإسلامية أولت جانب اللسان أهمية عظيمة لما له من دور عظيم في زرع الشر بين المؤمنين كما ان له دورا عظيما في الاصلاح والدعوة، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) (سورة الحجرات آية 6 ).
وقال تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) (سورة الحجرات آية 9 .
وفي عصرنا هذا اصبح للسان رسول يقوم مقامه يجب الحذر منه وصرفه فيما يفيد وينفع ألا وهو القلم رسول اللسان.
قال احد الشعراء:
كم بالمقابر من صريع لسانه
كانت تخاف لقائه الشجعان
وقال آخر:
واحفظ لسانك واحتفظ من غيه
حتى يكون كأنه مسجون
وقال آخر:
لسانك لا تذكر به عورة امرءٍ
فكلك عورات وللناس ألسن
ومن أقوال العلماء والحكماء:
قال يحيى بن زكريا (خصلتان إذا رأيتهما في الرجل فاعلم ان ما وراءهما خير منهما: إذا كان حابساً لسانه محافظاً على صلواته).
وقيل لإبراهيم بن أدهم: فلان يريد ان يتعلم الأخلاق، فقال: إنه إلى أن يتعلم الصمت أحوج .
وكان بهرام قاعدا ليلة تحت شجرة فسمع فيها صوت طائر فرماه فأصابه فقال: وما احسن حفظ اللسان للطائر والإنسان، لو حفظ لسانه ما هلك، وقال عيسى عليه السلام: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم, وخرج ابن أبي الدنيا قال: تعلم رجل الصمت أربعين سنة بحصاة يضعها في فيه لا ينزعها الا عند طعام او شراب.
وقيل لبعض العلماء: إنك تطيل الصمت، قال: إني رأيت لساني سبعا عقورا أخاف ان أُخلي عنه فيعقرني.
وقيل: العبادة عشرة اجزاء تسعة منها في الصمت، والعاشر كسب اليد من الحلال.
وقيل: تعلم الصمت كما تتعلم الكلام .
وقيل: في الصمت تكون الهيبة .
والمجتمع المسلم يجب ان يتميز عن غيره في قوله وفعله بل وفي شأنه كله لما يمتلكه من تشريع رباني أبان فيه عمل الجوارح وكيفية استقامتها على طاعة الله تعالى، فالقرآن الكريم والسنة النبوية دستور خالد لهذه الأمة فلن تهلك مادامت ممتثلة لأمره ونهيه.
واللسان يشكل خطرا جسيما على جوارح الجسم إذا لم يستقم، لذلك تخاطبه الجوارح في كل اشراقة يوم، تقول له اتق الله فينا فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.
فاحرص أخي المسلم كاتبا كنت أو متحدثاً ان تكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر محتسبا عند الله في ما تقول وتكتب، وخير الكلام ما قل ودل.
علي بن سليمان بن علي الدبيخي
القصيم بريدة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved