عزيزتي الجزيرة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يواجه الإنسان أحياناً بعض الظروف الخارجة عن إرادته، وقد يتغير مجرى حياته وتنقله من مرحلة الى مرحلة قد تكون من حسن إلى سيء او العكس ولكن الظروف لا تدوم ولابد أن تنتهي وتنزاح الغيوم عن سماء حياتنا ويحمل لنا الغد المشرق تباشير الفرح ليأتي سؤال يفرض نفسه ماذا تعلمنا من تلك الظروف؟
هل كانت تلك الظروف درساً تعلمنا منه وصفعة أيقظتنا من سبات عميق!، منا من يتعلم مما واجهه من ظروف ومنا من يبقى على حاله لا يتعلم ولا تغير فيه الظروف اي شيء، والبعض الآخر وللأسف الشديد ينحرف ويتجه ناحية الهاوية والضياع ليصبح بعد فترة وجيزة يواجه عدة مشاكل بعد أن كان يواجه مشكلة واحدة وعندما تسأله كيف أصبحت على هذا الحال من الدمار والانحراف يقول الظروف سبحان الله كيف تجعل نفسك فريسة للسموم لمجرد أنك واجهت ظرفاً سيزول بعون الله فالظروف تصنع الرجال واختبار من الله عز وجل فكل ما يحصل للانسان مقدر بكتاب وليس معنى هذا أن تنحرف عن الطريق السوي فإن جاءنا خير فهو من عند الله عز وجل وإن جاءنا شر فهو من أنفسنا، البعض الآخر كلمة طيبة ونصيحة صادقة ورأي سديد تجعله يجتاز ظروفه الى الأحسن بإذن الله، أما أحسنهم حالاً ممن يواجه ظروفا فهو من يتجه الى الله عز وجل من يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فليس من المنطق أن ينحرف الانسان لمجرد مواجهته لظروف معينة في حياته وليس من المنطق فيمن حوله أن يشاهدوه ينحرف ويسلك طرقاً مشبوهة ومسمومة ويدعوه، فالدين النصيحة، ومن لا يواجه ظروفه فهو جبان، نعم جبان، والانسان السوي هو من يجلس من نفسه جلسة صادقة ويحاسب نفسه ويدرس حالته ويلتمس النصح والمشورة والمساعدة ممن هم حوله من الصالحين فلا يقترف المحرمات بحجة الظروف الصعبة ولا يؤذي غيره بحجة أنه في وضع نفسي سيئ بسبب الظروف، لا تجعل الظروف تؤثر على دروك بالمجتمع، وتؤثر على عائلتك وعلى عملك وتؤذي من حولك يجب أن يكون الانسان مخلصاً لربه يرجو رحمته ومغفرته، اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، احذر من الغلط والانحراف احذر من تدمير نفسك بالسموم هرباً من ظروفك فلو اتجهت الى الصالحين بعد الله لما كان هذا حالك من الدمار والسوء، واقبل النصيحة وتلمس المشورة.
قال الشاعر:

صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالماً والقول فيك جميل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .