Wednesday 22nd December, 1999 G No. 9946جريدة الجزيرة الاربعاء 14 ,رمضان 1420 العدد 9946


استغاثة من الأزواج والزوجات
جنون الغيرة,, جعلنا في قلق وحيرة

* تحقيق : عبيد العتيبي
الغيرة ظاهرة مزعجة وسلوك مقلق يساهم في اثارة المشاكل الزوجية ويحول حياة الزوجين من حياة هانئة وسعيدة الى حياة مقلقة ومزعجة وذلك نتيجة الحساسية المزعجة التي قد يبديها كل طرف للآخر فكل يدعي ان الحق معه,, وأن صاحبه تصرف بشكل خاطىء,, عن هذا الموضوع واسبابه وتفاديه التقينا بعدد من المعنيين الذين طرحوا العديد من الآراء خلال الاسطر التالية:
الغيرة تعنى الأنفة
بداية التقينا بالشيخ فالح بن صنهات النفيعي إمام وخطيب جامع الإحسان بالعليا حيث قال: الغيرة هي الحمية والانفة والغيرة بين الرجل وزوجته واردة لا محالة بين كل زوجين متحابين متآلفين بل ان الغيرة تتعدى جنس الانسان الى الحيوان البهيمي فكثيرا ما نسمع ونشاهد غيرة الذكر من الحيوانات على إناثه اذا اقترب منهن ذكر آخر وقد امر الله بالغيرة على النساء والمحارم عموما بالحد المعقول شرعا ليس إفراطا ولا تفريطاً وليس إهمالا وليس اتهاما وسطا بين بين، هذه الغيرة الشرعية المقبولة والمعقولة لا تخون أهلك ولا تغفل عنهم.
وأضاف الشيخ فالح النفيعي ان الوقاية من الغيرة المفرطة تكون بمراقبة الله سبحانه وتعالى وقال: وقد امر الله الرجال ثم النساء بحفظ البصر وغضه حتى لا تتحرك الغيرة في أحد الزوجين فيتهم زوجه عندما يشاهده ينظر في وجوه الآخرين فتؤدي وهي النتيجة المتوقعة الى فكاك الاسرة وتشتتها بعد اجتماعها وقد قال سيد قطب حول قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم,,) ان الاسلام يهدف الى اقامة مجتمع نظيف لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين فعمليات الاستثارة المستمرة تنتهي الى سعار شهواني لا ينطفىء ولا يرتوي، والنظرة الخائنة والحركة المثيرة.
الحل للغيرة الزوجية
واما عن العلاج في ذلك فيقول الشيخ النفيعي: ان المطلب الشرعي على المرأة ان تحافظ على زوجها فلا تحوجه في النظر الى غيرها، والطريقة المثلى للمرأة التي ابتلي زوجها بالنظر الى غيرها مما يثير لديها الغيرة ان تتجمل في عينه فلا تدعه ينظر الى غيرها والا فستثور ثائرة الغيرة وتصيح في وجهه وتولول وتغضب منه وتغار عليه، كما ان الرجل مطالب بأن يخبر اهله بما يسألونه عنه حتى يشاركوه بآرائهم ويدفع التهمة عن نفسه خاصة اذا ابتلي بزوجة تغار عليه من شدة محبتها له، وليس في ذلك غضاضة في حق الرجل او نقص في رجولته ان يُحدث أهله بما في داخله، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة.
الغيرة الزوجية نوعان
وتشير الاخصائية الاجتماعية هدى الحمدان الى طبيعة الغيرة الزوجية وانها تختلف من جهة الرجل عنها عند المرأة حيث قالت: تواجهنا في هذه الحياة امور عديدة ومتاهات قد يتوه الانسان فيها ويترتب عليها الكثير من المتاعب، إذا لم نحسن التعامل معها,, ورغم محاولة الانسان البعد عنها الا انه يبحث عنها وقد يكون السبب الألفة غير المتزنة والمفرطة والتي تكونت عبر الزمن، وأقصد بذلك الغيرة في الحياة الزوجة التي تتعرض للكثير من بعض الصعوبات الطارئة او المستمرة، فالشعور بالغيرة قد يكون بسبب او بدون سبب، وأحيانا يوجد أحد الزوجين الاسباب لإثارة اهتمام الطرف الآخر وذلك عن طريق اصطناع احداث ومواقف ويستمر في ذلك حتى يتأكد من تحقيق ما يريده، وبطبيعة الحال ينشأ هذا النوع من الغيرة بسبب إهمال احد الزوجين للآخر، أما النوع الثاني فيظهر لأسباب اوجدتها الظروف وتختلف هذه الاسباب عند المرأة عنها عند الرجل، فالمرأة تشعر بالغيرة لعدة اسباب ومنها وجود امرأة اخرى في حياة زوجها وأحيانا يكون لديها هاجس وهمي وليس حقيقة أو اهتمام الزوج بأمور مختلفة كالاهتمام بالعمل او كثرة اندماجه مع الناس اي ان طبيعة عمله تحتم عليه ذلك واما الرجل فيشعر بالغيرة بشكل يختلف عن المرأة تماما تنم دائما عن شعور الزوج بالنقص تجاه افراد افضل منه تعليما او ماديا او ثقافيا، ويرى بالتالي ان زوجته تفضلهم عليه واحيانا تظهر غيرة الرجل من المرأة ومن نجاحها فيشعر بالنقص ويتحول هذا الشعور الى الاحساس بالغيرة من كل شيء حوله.
سلاح ذو حدين
وواصلت هدى الحمدان حديثها قائلة انني اؤكد على مسألة المعالجة السريعة في حالة ظهور الغيرة الزوجية سواء كانت مؤقتة او مستمرة ولابد من كبح جماح النفس والعمل على مقاومة هذا الشعور من قبل الزوجين لتستمر الحياة بالشكل الطبيعي وذلك ليس مجرد آراء وأفكار في الهواء فقط بل يجب ان نبدأ بأنفسنا بدل ان نرفع شعار: (يجب تغيير الآخرين) ويكون ذلك بشكل مبسط وهو ان نتجاهل الاشياء المثيرة للغيرة داخل الحياة الزوجية وخصوصا عندما تكون تلك الاسباب نستطيع تغييرها بأنفسنا، لان الغيرة سلاح ذو حدين فقد نريد ان نجذب الطرف الآخر وفي الوقت نفسه ننفره ولعل غض البصر الذي يرى البعض انه ضعف وهو في حقيقته قوة بحيث نتمكن من ان نرى الجانب الايجابي للحياة الزوجية.
محبة مفرطة
ويرى محمد بن عبدالله المرشدي وهو متزوج ان سبب الغيرة الزوجية هي المحبة المفرطة وتكون عند الزوجة اكثر منها عند الزوج وقال: وعادة تستمر الغيرة بين الزوجين وذلك حتى لا يتغير عليهما شيء مما هما فيه من محبة والفة وسعادة واما الزوج فإن التشريع الاسلامي يأمر الرجل بان يغار على محارمه ويحافظ عليهم, وقبل ان نفكر في الحل لابد من ان نحدد الاسباب ولعل ضعف الوازع الديني لدى كل من الزوجين من اهم الاسباب واكثرها اثرا في نشأة الغيرة التي ليست في محلها.
تستمر طول العمر
كما تحدث عبدالله مبارك المزيد وهو متزوج أيضا بكل صراحة عن ان الغيرة الزوجية تبدأ من الايام الاولى بالنسبة للزوجين وهي تعبر عن المحبة والالفة بينهما وقال: وما اقصده هي الغيرة المتزنة، وهي تختلف من الرجل منها الى المرأة فعندما يكثر الرجل الحديث امام زوجته عن فلانة ويمتدحها، او يكثر الغياب خارج البيت ولا يفصح عن سبب غيابه فهذا يقلق الزوجة كثيرا، وقد تزداد الغيرة وتثور عندما يعدد الرجل ولا يعدل بين زوجاته، والواجب عليه الا يذكر او يتحدث عن احدى زوجاته امام الآخرين، بل يشعرها بإنها انسانة لها مكانتها ويحافظ على مشاعرها.
الاستعجال من الزوجة
وتتعجب الاخت جواهر القحطاني (ربة منزل) من تصرف بعض النساء اللائي نستطيع ان نقول ان الغيرة لديهن شبه معدومة وتقول بهذا الخصوص ان الواقع يؤكد وجود الغيرة عند المرأة بل هي غريزة، وسببها المحبة والسعادة التي تعيشها الزوجة مع زوجها، لذلك فهي عندما تلاحظ اي شيء على زوجها حتى ولو كان بسيطا فهي تشك بالأمر وتبني قصصا واوهاما لا نهاية لها ولو انها تصرفت بشكل صحيح وتأكدت من الموضوع قبل ان تحكم عليه و(تنكد) على نفسها وزوجها بلا سبب، لعاشت في راحة بال وهناء وسعادة علما ان بعض الازواج لا يبالون بمن حولهم ويرون انهم ملك انفسهم فيذهبون متى شاءوا ويأتون متى شاءوا وليس لاحد الحق في ان يسألهم ولو مجرد سؤال.
وتواصل الاخت جواهر حديثها قائلة: ولا اعتقد ان هناك غيرة متزنة او غير متزنة فهي نوع واحد وإنما الاختلاف هو في كيفية التعامل من قبل الزوجين، وتزداد حدة الغيرة عند وجود الزوجة الثانية، وهنا تكون المنافسة اقوى، والتفاهم هو اساس الاستقرار في الحياة الزوجية.
الظروف الأسرية تلغي الغيرة
وتؤكد وبشدة ام بسام السعيد ربة منزل على ان هناك ارتباطا شديدا بين الغيرة الزوجية التي هي ناتجة عن محبة بين الزوجين والظروف الاسرية وتقول: الملاحظ في بعض الاسر ان سوء العلاقة الزوجية بسبب الظروف الاسرية بين الزوج وزوجته تلغي الغيرة لدى كل منهما وليست هذه مبالغة بل حقيقة، فالمرأة عندما ترى التقصير في المعاملة وفي الانفاق من الزوج تدخل الكراهية قلبها ولا تفكر الا في نفسها واولادها، وهناك حالات قد تثير الغيرة لديها وذلك بحكم طبيعتها.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ميزانية الدولة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved