سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
يطيب لي ان اهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك اعاده الله عليكم وعلى الامة الاسلامية باليمن والبركات كما اشكر لجريدتكم الغراء حرصها الشديد في تناول الموضوعات والقضايا المتعلقة بالمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية في ربوع بلادنا الحبيبة.
واود ان اشير هنا الى ما نلاحظه هذه الايام وفي اغلب الصحف المحلية نشر التحقيقات والتقارير الصحفية عن اسواق الحطب واغفال الكتاب والمحررين تضمين تلك المقالات والتحقيقات والتقارير الاجراءات النظامية والتوجيهات الصادرة بشأن مثل هذه الموضوعات وربما يكون ذلك لعدم توفر المعلومة لديهم ولهم العذر في ذلك.
ولان الموضوع حيوي يتناول الاستغلال غير المرشد لمواردنا الطبيعية الهامة وخاصة الاحتطاب والتفحيم الذي قضى على الاخضر واليابس واصبح تجارة لا تراعي الظروف البيئية والمناخية لبلد مثل بلادنا يغلب عليها المناخ الصحراوي التي تشكل فيه الشجرة العنصر الهام والحيوي لتوفير المأوى والظل والغذاء للعديد من اشكال الحياة سواء للبشر او الكائنات الحية الاخرى,, اردت هنا ان اوضح بعض النقاط الاساسية.
حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله ويرعاهم لم يدخروا جهدا في دعم جهود الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وترشيد استغلالها الاستغلال الامثل والمرشد, ويظهر ذلك جليا في التوجيهات السامية الكريمة للمحافظة على الغطاء النباتي من المراعي والاشجار واصدار الانظمة الخاصة بتلك النشاطات مثل نظام الغابات والمراعي ونظام المناطق المحمية وغيره من الانظمة.
واود ان اؤكد على التوجيهات الكريمة لسمو سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس ادارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها التي صدرت بناء على الدراسة المشتركة التي قامت بها وزارة الزراعة والمياه والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية بشأن سبل تنظيم ومعالجة ظاهرة الاحتطاب والمحافظة على الاشجار البرية بالمملكة حيث جاءت التوصية الاولى بمنع احتطاب نبات الارطي وبيعه لمدة عشر سنوات نظرا لما تعرض له من احتطاب جائر وحفاظا عليه لما له من دور هام في تثبيت الكثبان الرملية والحد من حركة الرمال والزحف الصحراوي الذي يهدد الامن البيئي ومنع تصدير الحطب والفحم خارج المملكة وايضا وقف اصدار تصاريح احتطاب جديدة لمدة خمس سنوات يتم بعدها تقييم الوضع.
كما تضمنت توجيهات سموه الكريم بضرورة وضع آلية لدى وزارة الداخلية لتطبيق وتفعيل التعميم الصادر عنها لقوة امن الطرق حول التحقق من تصاريخ الاحتطاب وكذلك تصريح نقل الحطب والفحم بالشاحنات المحملة بها والتأكد من مدة صلاحية التصريح لتفعيل التوجيه والحد من هذه الانشطة حفاظا على مواردنا الطبيعية التي وهبها الله لصحارينا ونحمد الله ان رزقنا العديد من المصادر الطبيعية البديلة مثل الغاز والكهرباء والفحم المستورد.
كما ان الدولة يرعاها الله قد تبنت واوجدت البديل للحطب والفحم المحلي وذلك من خلال استيراده عند الحاجة من بعض الدول الاجنبية واضعة في نظرها ان لا يكون لذلك اثر سلبي على بيئة هذه البلدان التي غالبا لا تكون صحراوية وبعيدة عن نطاق التصحر.
ولا يفوتني هنا من الاشارة بالدور والدعم الكبير الذي يوليه صاحب السمو الملكي وزير الداخلية في وضع هذه التوجيهات الكريمة ضمن اولويات المهام الوطنية التي تقوم بها وزارة الداخلية وقوات امن الطرق في خدمة الوطن من خلال الحفاظ على موارده الطبيعية.
وانتهز هذه الفرصة لاناشد المواطنين الالتزام بهذه التوجيهات التي هي حقيقة تحفظ للمواطن وابنائه واحفاده من بعده بيئة مأمونة وغنية بمواردها والا نترك لهم صحراء جدباء ولقد حث ديننا الاسلامي الحنيف والسنة النبوية المطهرة على الحفاظ على هذه العناصر الحيوية في الطبيعة كما امرنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأن نغرس الاشجار ولا نقتلعها ويصل هذا التوجيه ذروته بأنه حتى ولو قامت القيامة وفي يد احدنا فسيلة فليغرسها, كما حذر صلى الله عليه وسلم من قطع الشجرة التي يستظل بها ابن السبيل والبهائم بغير حق يكون له فيها بأن مصيره جهنم.
ففي سند احمد عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قامت الساعة وبيد احدكم فسيلة فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليفعل وفي سند احمد عن خولة الانصارية انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان الدنيا خضرة حلوة وان رجالا يتخوضون في مال الله عز وجل بغير حق لهم النار يوم القيامة.
وفي سنن ابي داود عن عبدالله بن حبش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار, قال ابو داود يعني من قطع سدرة في فلاه يستظل بها ابن السبيل واليها تم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار.
مما تقدم فانني اتوجه لكافة الاخوة من الكتاب والصحفيين ان يضعوا امام اعينهم دوما عندما يتناولون مثل هذه الموضوعات الهامة والحيوية الادلة الدامغة من الشريعة الاسلامية الغراء وكذلك الاجراءات التنظيمية التي اصدرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الرشيدة ان يبرزها كي تكون نبراسا لتوعية المواطنين اسهاما حقيقيا لتحقيق الامن البيئي الذي نسعى اليه جميعا.
الامين العام للهيئة
أ,د, عبدالعزيز بن حامد ابو زنادة