عزيزتي الجزيرة
اطلعت كغيري من القراء من خلال ما نشر في جريدتكم الغراء بتاريخ 7 رمضان 1420ه على ما تقدمت به لجنة اصدقاء المرضى بمنطقة الحدود الشمالية بالشكر والعرفان لصاحب السمو الامير سلطان بن محمد بن سعود الكبير على مبادرة سموه الرائدة لانشاء مراكز المغفور له باذن الله صاحب السمو الامير محمد بن سعود الكبير لغسيل الكلى بمدن الشمال عرعر ورفحا وطريف والعويقيلة, وقد سألت تلك اللجنة الله سبحانه وتعالى ان يجعل هذه الاعمال في موازين اعماله وعند قراءتي هذا الخبر كان بجانبي رجل طاعن في السن لا يحسن القراءة ولا الكتابة فسألني ما الذي شد انتباهي في الصحيفة فقرأت له الخبرات الانف الذكر فقال ان هذه الاعمال الخيرة ليست غريبة عن هذه الاسرة المباركة وخصوصا ان سلطان هو ابن شقران واورد مثالا لم احفظه ولكنه كما قال الشاعر:
اصاغر ما في المكرمات أكابر وآخرنا في المأثرات اوائل |
واردف قائلا: في منتصف السبيعينيات الهجرية اي الخمسينيات الميلادية استدان مني احد شيوخ القبائل مبلغا من المال وقدره (12) الف ريال ومضت مدة طويلة وانا اطالبه بالسداد واخذ يماطل بسبب الفاقة مما اضطرني الى رفع دعواي لامير الحفر صالح بن عبدالواحد يرحمه الله فأرسل معي احد الاخوياء وسيارة وأبلغه ان يحضر الشخص المطلوب فان لم يجده يحضر ابنه الاكبر، وامتطينا سيارة الامارة برفقة الخوي، وصدق حدس الامير فلم نجد شيخ القبيلة وووجدنا ابنه الاكبر وطلبنا منه ان يرافقنا للامارة وكان مريضا وحاول ان يعتذر بحجة المرض وكان صادقا ولكن الخوي اصر وامتثل للأمر، وعند عودتنا وكان الوقت ليلاً مررنا بأم عواقيل فلاحت لنا مضارب خيام واتجهنا نحوهاواوقفنا السيارة قرب الخيام وترجلنا جميعا سوى ابن شيخ القبيلة بغية معرفة صاحب المخيم فوجدناه صاحب السمو الامير محمد بن سعود الكبير يرحمه الله فاستقبلنا بترحاب وكان التعب والجوع قد بلغا غايتهما نظرا لصعوبة ووعورة الطريق، وبعد ان احتسينا القهوة والشاي سألنا عن احوالنا ووجهتنا التي نريد فقصصنا عليه القصة فما كان منه الا ان اصر على ابن الشيخ بالنزول وتناول طعام العشاء وبعد العشاء سألنا سؤالا وبه من الحكمة الشيء الكثير ووجه السؤال لي قائلا: هل تعتقد ان الشيخ فلان عندما استدان المبلغ منك كان من اجل المتاجرة؟ ولكنه أجاب بنفسه قائلا انه شيخ كريم وشيخ قبيلة تأكد انه صرف المبلغ ولم يبق في جعبته شيء صرفه على نفسه وعلى جماعته ولكن خذ هذه الورقة وعندما تسمع بأننا وصلنا الرياض تعالى وخذ كامل دينك عليه وعليكم إخلاء سبيل ابنه, لقد اعطى دون طلب ولسان حالي يلهج له بالدعاء واقول كأنه المعني بقول الشاعر:
هو البحر من كل النواحي اتيته فلجته المعروف والجود ساحله |
إذن هذا ما كان فعل آبائه ولا احسب ان سمو الامير سلطان بن محمد الا من تلك الدوحة الكريمة ذات العطاء الطيب الكريم والدائم ومن شابه أباه فما ظلم, فبوركت يا سمو الامير وبوركت افعالك الميمونة الخيرة جعلها الله في ميزان اعمالك وحسناتك بوافر النعم وطول العمر.
عبدالله بن محمد العطني
حفر الباطن