عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
لاشك ان الصحافة هي المرآة التي تتجلى على صفحاتها روح الامة وما تطمح اليه من غايات وما تنشده من اهداف، ولها رسالة سامية واغراض نبيلة لابد لكي تكون صحافة بالمعنى المفهوم لدى الامم الواعية التي تنشد الحياة الكريمة وتقدر مستلزماتها من أن تؤديها وتسعى جاهدة لتحقيقها غير عابئة بما يعتريها من تعب ومشقة وما يعترض طريقها من حواجز وعقبات اذ هي تدرك ما عليها من تبعات جسام ومسؤوليات كبيرة.
فهي التي تنير للامة طريقها وترشدها الى سبيل الحق وطريق الخير والرشد والصواب, فعلى صفحاتها تطبع عصارة العقول ونفثات الاقلام وخلاصة الآراء والافكار,, آراء وأفكار تلك النخبة الممتازة من المثقفين الطامحين الى مستقبل زاهر وحياة سعيدة أولئك الرجال الذين آلوا على أنفسهم ان يحققوا لامتهم ووطنهم حياة أسعد ومستقبلا أفضل,, لهذا كان للصحافة واجبات يجب ان تؤديها بأمانة وإخلاص ولها معالم وحدود لا تحيد عنها فهي ليست وسيلة الى الكسب المادي ولا طريقا الى التملق والنفاق او سلما الى الشهرة والظهور,, فهي اسمى من هذا وأرفع لكونها منبرا حرا لا يعتليه الا من كان مؤمنا برسالته صادقا في دعوته مدركا للواجبات الملقاة على عاتقه تجاه أمته قادرا على توجيه مواطنيه نحو بناء مجتمعم على اسس من العلم والتفهم والادراك لما يتطلبه من أعمال وتضحيات بطريقة يستشعر منها القارىء اللذة ويرى منها النور الذي يهتدى به في حياته ويضيء له الجوانب المظلمة منها ويدله على مواطن النقص لافي نفسه فحسب بل في المجتمع بأكمله وليس هذا فحسب بل هي من الوسائل التي يتم بها التعارف بين أفراد المجتمع والتقريب بينهم في وجهات النظر المتباينة فتسود المحبة وتشيع المودة وتنتظم المجتمع الثقة المتبادلة والألفة الشاملة فتتضافر الجهود وتتكتل القوى لتحقيق الغايات والرغبات ولاشك ان كل مجتمع في حاجة الى (الصحافة) البناءة ليعمل وينتج ويعبر عما يجيش في نفسه ويعتمل في صدره من آراء ومقترحات من شأنها ان تتوج هذا المجتمع بهالة من الشرف وتضفي عليه ثوب العظمة والسمو.
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء