كنت في الشهور الاولى بدايات الثمانينات لعملي الصحفي بالرياض وكنت جديدة العهد بتلك المدينة الجميلة وكان من الطبيعي الا اعرف عنها سوى انها عاصمة عربية ذات شوارع نظيفة منسقة وبنايات غاية في الجمال والاتقان المعماري.
وانها اكثر المدن العالمية امنا وامانا,.
خرجت بكل حماس الصحفية الباحثة عن الفرصة للتوجه الى مقر العلامة الشيخ عبدالله بن خميس بالتهنئة بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في الآداب ولأتوقف من خلال اللقاء باسرته على مكان المرأة في حياة هذا الرجل.
كان تاريخ تلك المدينة الجميلة,, صفحات مطوية لم اكن قد قرأته بعد,.
وكان اللقاء بالشيخ عبدالله بن خميس بحضور زوجي وكانت اجمل رحلة من رحلات التاريخ عرفت فيها معنى الرياض ومعنى شعابها ومعنى عاداتها وطبيعة العلاقات الاسرية والاجتماعية فيها.
ايقنت بعد لحظات قصيرة للغاية انه بالامكان الاكتفاء باسئلة فقط لأعرضها عن طريق زوجي على علامة الجزيرة العربية وسعدت بآرائه في المرأة وايقنت ان في الجزيرة العربية علماء ومفكرين عرباً لا يقلون اهمية عن الاديب العربي الدكتور طه حسين حقا قفز لذهني صوت طه حسين الاذاعي وكيف ان لقاء الاربعاء والذي كان يقدم عبر الاذاعة المصرية له مثيل وشبيه اخر عربي المذاق قوي العبارة,, والحجة,, تحتاج كل الشعوب العربية للتواصل الاذاعي مع معلم ومثقف ومفكر قادر على السرد والخوض في اصعب القضايا الفكرية الادبية والحياتية بكل العمق والمرونة والقدرة على الاقناع والتأثير.
حقا قلت في نفسي ان موهبة ربانية رائعة مثل الشيخ عبدالله بن خميس لا تقل بل قد تزيد عن الكثير من الاسماء العربية اللامعة في عالم الادب والثقافة ولكنها اقل تداولا في المحطات الاذاعية والتلفزيونية والصحفية وظل السؤال الى الان يطاردني وظللت اقول للان لماذا لم يحقق شاعر مثل الدكتور اسامة عبدالرحمن شهرة امير الشعراء شوقي ولماذا لم يعرف اطفال العرب,, اسم عبدالله بن خميس كما يعرفون اسم طه حسين وما زلت اقول واكرر لماذا لماذا فهل من مجيب؟؟.
ابتسام الصياد