Tuesday 28th December, 1999 G No. 9952جريدة الجزيرة الثلاثاء 20 ,رمضان 1420 العدد 9952


موقف
نريد أكثر من عمران خان,,؟؟!!
متعب السيف

المجتمع السعودي من المجتمعات العربية المسلمة التي جبلت بفضل من الله على الخير، وبذله، وفي هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك يكون البذل في سبيل الله مضاعفاً بحثاً عن الأجر والثواب من عند الله الكريم الجواد.
كما أن الدولة تقوم هي الأخرى ببذل الأموال الطائلة لمساعدة الشعوب الاسلامية والعربية المحتاجة عبر اكثر من وسيلة فقد بلغت قيمة حجم الاغاثة السعودية الى ارجاء العالم 12 مليار ريال سعودي، فهذا الرقم يكشف حرصا متبادلا بين المواطنين والحكومة الرشيدة ليكون الجميع مع الشعوب الاسلامية لاغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج منهم مهما نأت به المسافات عن بلادنا، ومهما وضعت الحكومات الأخرى العقبات دون وصول المساعدات للمسلمين المنكوبين في بلدانهم.
واعتقد ان الدولة أيدها الله وفئات المجتمع السعودي الموسرة المالكة للأموال قد قاموا جميعاً بواجباتهم الاسلامية والعربية انسانياً عبر هذه المساعدات وخير دليل على ذلك هو هذا الرقم الهائل الذي ذكرته مع انه قد تضاعف أو زاد من خلال المساعدات السعودية الرسمية والشعبية في السنوات الأخيرة.
وإننا في داخل هذه البلاد مطالبون وفقاً للشريعة الاسلامية بالتكافل والتكامل، فالى جانب الحرص المطلوب ببذل الخير والمساعدات لابناء الأمة الاسلامية في أرجاء المعمورة فإن مجتمعنا يستحق الرعاية ايضاً,, فمن يملك القول الفصل في ان يقول بأن المجتمع السعودي بمختلف فئاته لا يوجد فيه فقراء أو محتاجون,,؟
من يستطيع ان يقول بأن المستشفيات السعودية قادرة على تلبية احتياجات المرضى السعوديين بالكفاءة المطلوبة,,؟
من يكون في مقدوره ان يقول ان السواد الأعظم وهم الطبقة الوسطى في المجتمع السعودي ليست بحاجة الى مشاريع خيرية في المجال الطبي والتعليمي,, والارتقاء بمستويات الاستشفاء والتعليم,,؟ مشاريع لا تستهدف الربح وانما تقدم خدماتها دون مقابل لأبناء الوطن,.
إنني اطالب القادرين من أصحاب الأموال الطائلة التي جنوها من خيرات هذا الوطن واستثمروها في مشاريع اقتصادية داخلية وخارجية بحيث اصبح لديهم امبراطوريات اقتصادية عملاقة ان يتذكروا ان اعمارهم قصيرة وان الحياة الاخرة هي الابقى,, وان لابناء الوطن عليهم استحقاقات وواجبات عليهم الوفاء بها دون من او أذى وذلك باقتطاع جزء صغير مما يملكونه من أموال ووضعها في مشاريع خيرية انسانية تقدم خدماتها لهذا الشعب الكريم دون مقابل او بأقل مقابل رمزي ممكن,.
إننا في هذا الوطن نحتاج الى رجال من امثال لاعب الكريكت العالمي الشهير السيد (عمران خان) الباكستاني المسلم الذي وضع ما كسبه من اموال في مشروع خيري انساني طبي يتمثل في مستشفى لعلاج مرضى السرطان في باكستان خاص للفقراء والمحتاجين ودون مقابل يدفعونه لقاء ما يحصلون عليه من علاج.
فهذا الانسان المسلم رصد ميزانية تبلغ ثمانية ملايين دولار سنوياً لهذا المستشفى بحثاً عن تجارة لن تبور ابداً يوم يلاقي الانسان ربه.
فهل لدينا عمران خان أو اكثر في بلادنا الحبيبة,, سؤال اطرحه على ملاك الامبراطوريات المالية الضخمة؟.
انني على ثقة ان كل نفس بشرية تنزع دائماً إلى الخير كما انها تنزع الى ضده، ولكن النشأة والتربية السعودية اللتين تميزان هذا الوطن كفيلتان بأن تكون نزعة الخير في داخله هي الأقوى والطالبة ومن هنا فانني استطيع ان اقرر بأن لدينا عشرات بل مئات من (عمران خان) حريصة على القيام بمثل ما قام به هذا المسلم داخل الوطن وخارجه وانما هي تحتاج الى التشجيع والتيسيرات الادارية والفنية التي يتطلبها اي مشروع كان بهدف الاستثمار الاقتصادي او يستهدف العمل الانساني الخيري.
وفي هذه الحالة فإننا مطالبون جميعاً كل في موقعه بتذليل العقبات امام كل من اراد انشاء مشروع يستهدف مساعدة الناس دون مطالبتهم بالمقابل واقلها يكون المشروع باسمه.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved