Tuesday 28th December, 1999 G No. 9952جريدة الجزيرة الثلاثاء 20 ,رمضان 1420 العدد 9952


ترانيم صحفية
عندما يكون الزائر مفاجئاً!!
نجلاء احمد السويل

دائماً يقال ان الفرد الذي يخرج عن سلوك الجماعة يسمى شخصا منحرفا اجتماعياً بمعنى انه قد شذ عن القاعدة واتخذ ما لا يوافق الجماعة أياً كان هذا السلوك وطبعاً وكما هو معروف ما قد يعتبر انحرافاً اجتماعياً في مجتمع لا يعتبر انحرافاً اجتماعياً في مجتمع آخر ولا اقصد طبعاً بالانحراف الاجتماعي الانحراف الأخلاقي فشتان ما بين المصطلحين حيث ان الأول قد يتجه ايجابياً او سلبياً ولكن الثاني هو سلبي لا محالة, وطبعاً هذا ما لا اريد التحدث الآن عنه وفي كل مجتمع انحرافات اجتماعية متعددة فقد يترك الفرد سلوكاً صحيحاً للجماعة ويعارضه ولكن بسلوك آخر صحيح ايضاً فيكون بذلك قد انحرف عنهم والحقيقة انه ليس من المهم ان نورد الآن جملة من المصطلحات ونشرحها وانما هي مدخل فقط لفكرة مهمة سلبية تنتشر في مجتمعنا لا زال كثير من الناس يشذون عن الجماعة فيها وهي عملية انضباط الفرد في مواعيده,, فمثلاً يتصل بك فلان لمصلحة عمل او زيارة مثلاً أو غيره ويعدك ويحدد بل يؤكد ان يلقاك الساعة الثامنة وفجأة تجد ان الساعة قد تتجاوز التاسعة وأكثر دون أن يتصل او يعتذر أو يؤجل موعده على الأقل وكأنك ايها الفرد مستأجر لديه فهو لا يعرف قيمة الوقت ولا يعي بأن هذه الساعة التي جعلك ترتبط من اجله فيها من الممكن ان تنجز فيها مصالح معينة تخصك, اعتقد انه بذلك قد عرضك للاهانة ولكننا للأسف قد نمر يومياً بمثل هذه الأمور دون ان نبالي فالساعة لدينا تمضي دون ان يكون لها اي حساب ذي قيمة أو وزن!! هذا جانب!!.
أما الجانب الآخر فحدث ولا حرج من مواقفه العديدة والمتكررة وهو ان يطرق فلان او فلان عليك الباب او جرس المنزل دون سابق اتصال هاتفي أو ان يخبر مسبقاً بأنه سيأتي لزيارتك في الموعد (كذا) مثلاً وتفاجأ انت بأن فلانا عند باب منزلك ويضعك بذلك أمام الأمر الواقع فإنك اما ان تضطر لاستقباله أو انك ستصبح بخيلاً لا تجود ولا تكرم ضيفك وانك انسان معقد يبتعد الآخرون عن زيارتك لانك على الاقل تفاجأت بمن يطرق بابك!! وليت الأمر يقتصر على ذلك بل قد تصل ردة فعلك هذه الى مشارق الارض ومغاربها اعتراضاً على شعورك بهذه المفاجأة ويتطور الأمر من ردة فعل الى قصص تروى عن فلان الذي لا يستقبل الضيوف في منزله وهو المسكين لم يقل شيئاً سوى (المفاجأة),لا ادري ولكن هل فعلاً من المنطقي والصحيح أنه بمجرد فلان مر من امام بابك او انه قريب من منزلك يطرق بابك ليسلم عليك ويراك وانت لا تعلم هذه الزيارة المفاجئة!! فقد تكون على موعد مع شخص آخر هو لا يرغبه وقد تكون ملتزماً بأشياء اخرى عديدة في حياتك فالحياة الآن زادت متطلباتها ومسؤولياتها ولم يعد الفرد محطاً فقد لكي يستقبل الآخرين (دون هاتف)!! فالهاتف اصبح وسيلة لتسهيل الزيارات والمواعيد واشتراك المصالح فلم لا نستخدمه فيما يخدم مصالحنا جميعاً بدلاً من ان نعرض من نزور للاحراج اذا لم يكن مستعداً لاستقبالنا!! بل والأدهى من ذلك هو ان يقوم احدهم بزيارات في موعد غير مناسب اطلاقاً فقط لأنه هو متفرغ في ذلك الوقت وتذكر انه لم يرك من مدة فما المانع ان يطرق بابك لانه مثلاً من (السذاجة) ان يعتقد انك ايضاً متفرغ في ذلك الوقت وبالذات تماماً مثله!!,اعتقد ان الأمر يتجاوز المواعيد الى ما يجب فيه احترام حياة الناس الخاصة وارتباطاتهم واعمالهم فهل نكون اكثر لطفاً في تعاملنا مع الآخرين وأكثر تقديرا لظروفهم.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved