شؤون وشجون عن الشيشان: أناس يحبون الحياة د, سعيد بن عطية أبو عالي |
لعل أبلغ القول ما شهدت به الاعداء,, فقد نشرت جريدة (سبعة أيام جديدة) الجورجية في عددها الصادر برقم 47 يوم 25/11/1999 تقريراً كتبه من الميدان ( من الشيشان) الصحفية الجورجية (نينو تشيخا شيفيلي) وكان معها صحفي ألماني الجنسية يدعى كريستي.
يقول التقرير باختصار:
تعتبر قرية ابتوم قالي أول قرية من ناحية الحدود الجورجية وأول لقاء مع الحرب.
تنتشر السيارات المحترقة من جميع الجهات,, وحول السيارات صمت رهيب باستثناء هدير طائرة هيلكوبتر أو طائرة روسية تبحث عن هدف آخر, القرية نفسها دمرت بالكامل, أنا وكريستي (زميلي الألماني الجنسية) نخطو بحذر شديد باتجاه القرية المدمَّرة ويشير كريستي إلى حائظ كتب عليه بأحرف كبيرة ( لا تنسوا هنا يعيش أناس يحبون الحياة).
وبعد قرية ايتوم قالي تليها قرية نصف مدمرة وهي قرية نيجلوي والباقون هناك على قيد الحياة من السكان هم اولئك الذين لم يستطيعوا الخروج وقادونا أولاً إلى منزل سوي مع الأرض، وفي الواقع إلى روضة أطفال لم يبق منها سوى المدخل الذي كتب عليه الأطفال أنفسهم أهلاً وسهلاً أيها الضيوف نحن نرحب بكم وننتظركم بأرواحنا وقلوبنا روضة الأطفال هذه دمرتها الطائرات الروسية بتاريخ 12/10/1999م، سبعة أطفال لقوا حتفهم حرقاً داخل الروضة، وقاسمتهم المصير احدى المربيات,, والطفل آربي مغماييف ويبلغ السنتين من العمر قتل وقتل والداه معه في نفس اليوم من جراء قصف الطائرات الروسية,, وفي اليوم التالي عندما كان اقرباؤهم يوارونهم التراب قامت المروحيات الروسية بفتح نيران رشاشاتها على المتجمعين ولم يبق من بين خمسين شخصاً سوى خمسة عشر شخصاً.
أنا وكريستي نجونا بصعوبة من المروحيات الروسية وكل ذلك يجري بالقرب من قرية الخازوروف وفي المقدمة باص مليء باللاجئين، ومن النوافذ تبدو لنا وجوه الأطفال يملؤها الخوف.
وفجأة بدأ القصف (قصف الباص) بالصواريخ الحارقة، والمحرك وخزان الوقود هما الهدف الأساسي بالنسبة لهم، ونحن أول من شعرنا بقوة الانفجار وبالارتجاج, أما الباص فكان يحترق ولم يستطع الركاب الخروج.
( مثلا أحد سكان قرية ناغورني في منطقة جروزني زاندي امخاشاييف عذب حتى الموت، حين قام جنود فيلق روسي كامل باطفاء سجايرهم على جسمه العاري، واجبروه على المشي على الثلج والجليد حافي القدمين وأمام عينيه قام الجنود الروس باغتصاب ابنته وزوجته).
( ودون رحمة قام هؤلاء بتعذيب ثلاثة أفراد من عائلة شيشانية واحدة فقد تحمل الاخوة (خاد جييف) جميع أنواع وفنون التعذيب الروسي الاجرامي أجا (آربي) خمسة وعشرون عاماً فقد قتلوه رمياً بالرصاصاص بعد تعذيبه، وعيسى ثلاث وثلاثون سنة قطعوا قدميه وأصغرهم شامل نزعوا كبده وهو حي وقطعوا يديه حتى المرفقين,, توفي الأخوان من جراء التعذيب وبقي الثالث حياً ولكن كنصف انسان).
هذه مقتبسات من التقرير الذي نشرته الجريدة التي تصدر في جورجيا,, وجورجيا كما هو معلوم تعادي الشيشان وهكذا هو الانسان في عقلية الحكام الروس وجيشهم,,ولكن الحق ما شهدت به الأعداء.
|
|
|