شارع الضباب,, ضباب سلمان بن محمد العُمري |
بينما كنت أقود سيارتي، إذا بغيمة رمادية تظلل الطريق والكائنات أمامي، فتخيلت نفسي أنني أصبحت في بلاد غير بلادنا، وقلت: آه يا شارع الضباب، لقد صرت ضباباً بضباب، ولكن أي ضباب؟ وأي غيمة تلك؟ إنها غيمة مجازاً أحبتي، فهي تلويث وملوثات انبعثت من إحدى السيارات المسرعة في الطريق، وكأنها سيارة أحد أباطرة أيام زمان، إنها تعمل، ولا أحد يعرف كيف تعمل، وكأنها تسير وتؤدي بعض الخدمات، كما أنها تؤذي أكثر بكثير مما تنفع!
لقد أصبحت مشكلة تلوث البيئة والأجواء هماً عالمياً، ومشكلة في الكرة الأرضية، تعقد لأجلها المؤتمرات والندوات، وتقدم من خلالها الأبحاث والدراسات، وتشكل من أجلها وزارات، وتسقط أخرى، وتناقش على أعلى المستويات في كل بلاد الشرق والغرب والشمال والجنوب.
إننا نعيش في بلد أنعم الله عليه بالخير العميم، وأعطاه من الخيرات الكثير، وقوانين من أروع ما عرفته البشرية، إننا نعاقب من يقطع إشارات المرور، ومن تنتهي رخصته، ومن يقود مسرعاً، وكل ذلك أمور رائعة وممتازة ومطلوبة، وقريباً سيعاقب من لا يرتدي حزام الأمان,,!
ولكن السؤال,, من يعاقب من ينشر غازات سامة ليس أخطرها غاز أول أكسيد الكربون؟ من يعاقب من يساهم بتلويث الجو، وتدمير صدورنا، وصدور أطفالنا,,؟ هل تعلمون أن الحساسية الصدرية وحسب بعض الدراسات تصل مابين 10-15% عند أطفالنا,,؟ هل قرأتم عن النتائج الكارثية الناجمة عن تلويث السيارات؟ هل ننتظر أن تصبح الرياض مثلما نقرأ عن مدن أخرى عربية وإسلامية ليس أولها ولا آخرها مدينة القاهرة، تلك المدينة العظيمة التي أغلق سماؤها بغيوم مهلكة,,!
إن مما يستحق النظر هو لماذا نحن نستورد سيارات على الديزل أيضا ونحن بلاد أنعم الله عليها، بالخير الوفير ولله الحمد من النفط، وكما ذكر لي أحدهم أن بعض سيارات الشرطة الجديدة وللأسف تعمل على الديزل هل يجوز هذا؟
لماذا لا يعاد النظر بتلك السيارات العاملة لدينا، وبعضها أصبح من عمر الأجداد، يجب أن توضع حدود لذلك.
إننا نعلم علم اليقين أن صحة أبناء الوطن، وصحة ضيوفنا المقيمين غالية على كل المسؤولين في وطننا الغالي المعطاء، وإننا لنرفعها صرخة في وجوه كل تلك التلوثات، والتي بالإمكان الخلاص منها بعون الله .
إنها لفرصة عندما نرى رجل الأمن يتابع سيارة ينبعث منها بخار يكتم الأنفاس، ولكن ريثما نرى ذلك أوجهها نصيحة للأحبة بإغلاق المكيف عندما ترى سيارة كهذه، وأن تعرف كيف تخفف من سرعتك، أو أن تتجاوز مصدر الضباب التلوثي، ففي ذلك حفظ لصحتك، وقانا الله وإياكم الأمراض والأوبئة.
|
|
|