* أوفنباخ د,ب,أ
من الأمور المرجح تراجع فرصة حدوثها في المستقبل بإذن الله ان يخرج المرء من منزله ذات صباح ليفاجأ بهطول الأمطار أو بأنه لا يرتدي الملابس المناسبة لحالة الجو.
فبمساعدة كمبيوتر جديد خارق سيمكن لهيئة الأرصاد الجوية الالمانية ومقرها أوفنباخ ان توفر معلومات أكثر دقة وتفصيلا حول حالة الجو المتوقعة في المستقبل القريب.
ويقول أودو جارتنر رئيس الهيئة أنه تم اجراء عدد من الاختبارات على الكمبيوتر لعام كامل قبل ان يحل محل النظام القديم.
وسيزود الكمبيوتر الجديد بمجموعة من البرامج الأكثر تعقيدا من أجل تقييم الكم الهائل من البيانات الواردة من أنحاء العالم المختلفة حول حالة الجو, ويقول جارتنر: نجحنا حتى الآن بنسبة 90 في المائة, ونسعى لتحقيق نسبة أفضل في المستقبل .
وباستخدام النموذج المحلي من الكمبيوتر الجديد يمكن التوقع بحالة الجو في مناطق لا تتعدى مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً أما الكمبيوتر القديم فلم يكن باستطاعته توقع الحالة الجوية للمناطق التي تقل مساحتها عن 200 كيلومتر مربع, وباستخدام التوقعات التي يوفرها الكمبيوتر الجديد يمكن الآن التخطيط لإقامة وليمة شواء وفق معلومات الطقس المتوفرة عن جزء محدد من المدينة.
ويقول جارتنر:ان عملنا يقتضي السباق مع الزمن , وكلما تم التوصل للتوقعات بشكل أسرع كانت أكثر افتقارا للدقة, ومنذ السبعينيات يتم التوقع بحالة الجو من خلال برامج كمبيوتر خاصة تحوي بيانات جوية, وقد اسهم الكمبيوتر الى حد كبير في رفع نسبة دقة التوقعات, ويضيف:هدفنا هو التوصل لتوقعات دقيقة من حيث الزمان والمكان, كأن يمكننا القول ان الأمطار ستهطل غدا ظهرا في باريس.
وبلغت تكلفة تطوير النظام الجديد أكثر من نصف مليون دولار في حين تكلف مركز الكمبيوتر الذي يضم وحدات الخدمة وقواعد البيانات أكثر من ثلاثين مليون دولار.
ويقول جارتنر: هذا مبلغ كبير بكل تأكيد ولكن المعدات الجديدة ستمكننا من الوصول بالخسائر الناجمة عن الحالات الجوية الطارئة الى حدها الأدنى , ويضيف:إذا طلقنا التحذيرات في وقت مناسب سيمكننا اغلاق الجسور قبل بدء الفيضانات وارسال الحقائب الرملية لمواقع الأحداث واخلاء الناس مقدما, والناس يفضلون دائما معرفة ما ينتظرهم من اخطار بدلا من أن يفاجأوا بها .
ويعد هذا الكمبيوتر الأكثر انتشارا في العالم ويمكنه توفير توقعات بحالة الجو للساعات الثماني والاربعين التالية في أقل من ساعة, وتتطلب أجهزة الكمبيوتر الشخصية الأخرى من طراز بنيتوم نحو الساعتين ونصف الساعة لأداء هذه المهمة.
ويوفر الجهاز الجديد توقعات على المستويين العالمي والمحلي, فالنموذج العالمي يقدم التوقعات الجوية في كافة انحاء العالم ولمدة تصل الى السبعة أيام, ويقوم الكمبيوتر بتقييم البيانات التي تجدد كل ساعة والتي يتلقاها الجهاز من 23 ألف محطة ارصاد جوية موزعة في البر والبحر والجو في أنحاء الكرة الأرضية المختلفة.
وباستخدام القدر المتاح من البيانات كان يمكن للكمبيوتر المستخدم سابقا ان يتوقع حالة الجو بالنسبة لمنطقة تصل مساحتها الى 40 ألف كيلومتر مربع, أما الكمبيوتر الجديد الذي يتيح توقعات اكثر تفصيلية فيمكنه التوقع بحالة الجو في منطقة لا تتعدى مساحتها ثلاثة آلاف كيلومتر مربع.
أما النموذج المحلي فيسمح للكمبيوتر بتوقع حالة الجو التفصيلية لأجزاء صغيرة من أوروبا, وهنا 160 محطة ارصاد جوية في المانيا تبعد عن بعضها البعض بنحو 65 كيلومتراً وترسل البيانات الجوية لهيئة الارصاد الجوية.