Tuesday 28th December, 1999 G No. 9952جريدة الجزيرة الثلاثاء 20 ,رمضان 1420 العدد 9952


بيننا كلمة
القلم,, وما يسطرن/5
د, ثريا العريّض

الشعر من حيث ارتباطه بالموهبة يفرض ان يكون الشعراء والشاعرات قلة بين القادرين على الكلام, وشاعرات الفصحى المبدعات لا يتعدين اصابع اليدين، إذ اضافة الى شرط الموهبة هناك ايضاً تأخر انتشار تعليم المرأة في منطقة الجزيرة بالاضافة الى كون الشعر في معظمه بوحاً بالحميم من المشاعر وذلك متعذر في تحاملات ضغوط خصوصية المرأة من حيث جرأة البوح في مجتمعنا المحافظ.
مقارنة بالكاتبة السردية، الشاعرة تكتب بعفوية عن احساساتها هي حتى لو ألبستها هوية امرأة غير ذاتها,, والقاصة تكتب بقصدية عن امرأة اخرى فعلا تحكي عنها متجنبة الإشارة الى ذاتها حتى لو كانت تلك المحكي عنها تجسيدا يحمل مشاعرنا الذاتية, واضح هنا توجس الانثى الشرقية من تهمة التجربة الذاتية خاصة ما ترفضه قيم المجتمع المحافظ, والسردية لكونها اقرب من استيعاب المتلقي تضع القاصة في مهب الاتهامات اكثر من الشاعرة التي تتلثم بالتهويمات الشعرية, أما الشاعرة الشعبية التي لم تكن تقول الشعر موجها لأي متلق خارجي بل للتنفيس عن مشاعرها والتعبير عن احساسها بمعاناتها فلم تجد ضرورة ولا دافعا لاستخدام صيغة المحكي عنها,, تنطلق بعفوية ترسم مشاعرها الخاصة لنفسها.
في ابداعهن الشعري الراهن شاعراتنا بالفصحى يتفاوتن في نسبة الشاعرية الى قدرة النظم موزونة او منثورة,, واللاتي اثبتن ذواتهن معدودات، في القصيدة الايقاعية التفعيلية، خديجة العمري واشجان هندي ولطيفة قاري وفي القصيدة الموزونة العمودية، فاطمة القرني وسلطانة السديري, وفي قصيدة النثر هناك فوزية ابو خالد، ولولو بقشان، وهدى الدغفق، ولكل منهن مستوى تجربتها وصوتها الخاص.
وهناك أيضا قائلات الشعر باللهجة النبطية او الشعبية الدارجة، وهي ما اعتبره الاصل في قول الشعر العفوي مبتدئا قبل انتشار التعليم وسيادة الفصحى, وفي تاريخنا المحلي في الجزيرة هناك قائمة معروفة من الشاعرات الشعبيات المتميزات اللاتي قلن الشعر بعفوية وتلقائية معبرات عن اشواقهن وظروفهن في اطارها الخاص الذاتي والمجتمعي, اما اليوم فالحال تختلف إذ فقد الشعر الشعبي عفويته حين دخل في قصدية القول وليس التعبير العفوي عن المشاعر, نعايش الآن مرحلة مختلفا عليها وترد المساءلة حول شرعيتها ونتائجها من حيث فيضان الشعر الشعبي,, وربما جاءت مرتبطة راهنا بظاهرتين: استسهال قصيدة النثر مع عزوف المتلقي عنها، وميل المقتدرين ماديا الى طلب اطراب الشعر الشعبي الاصيل وحتى افتعاله بالشراء، ومن ثم النتائج المتوقعة من حيث انحراف الشعر التلقائي الى نظم مقصود مسخر في محاولات للاسترزاق والتكسب بكتابة الكلام المموسق.
والشعر الشعبي تؤطر معظمه في الراهن هذه الوصمة, وفي حالة الشاعرات يحمل تهماً اخرى مؤسفة، منها تهمة تلفيق توقيع اسم انثوي طلبا لتسهيل النشر، ومنها حروب المهاترات بين الملثمات المختلف على حقيقة وجودهن,
ومنها تهمة شرائهن قصائد الأقدر على النظم, ومنها تهمة الضعف اللغوي وانكسار الوزن حين تكاثرت الراغبات في لقب شاعرة, ويظل هناك القليل الجيد ومنه اذكر تميّز شعر سلطانة السديري، وبين الاحدث اسلوباً هتّان وقسمة العمراني.
ليس هذا كل ما يقال في قلم المرأة السعودية ولنا عودة له يوما ما.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved