Tuesday 28th December, 1999 G No. 9952جريدة الجزيرة الثلاثاء 20 ,رمضان 1420 العدد 9952


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في بيان لها:
لا يجوز للمسلمين الاحتفال بالألفية الثالثة وبأعياد لا أصل لها في الإسلام
لا يجوز للمسلمين اعتبار أعياد الكفار مناسبات سعيدة وأوقاتاً مباركة

** الرياض سعد العجيبان
اصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء مؤخراً بياناً عن حكم الاحتفال بحلول عام 2000م الافرنجي وما يتعلق به من امور اثر اطلاعها على ما ورد الى سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من عدد من المستفتين عن حكم الاهتمام بالالفية الافرنجية والاحتفال بها.
واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء وهي تسمع وترى الاستعداد الكبير والاهتمام البالغ من طوائف اليهود والنصارى ومن تأثر بهم ممن ينتسبون الى الاسلام بمناسبة تمام عام الفين واستقبال الالفية الثالثة بالحساب الافرنجي، رأت انه لابد من البيان لعموم المسلمين عن حقيقة هذه المناسبة وحكم الشرع المطهر فيها ليكون المسلمون على بصيرة من دينهم ويحذروا من الانحراف الى ضلالات المغضوب عليهم والضآلين.
وابرز البيان حكم الاحتفال بالالفية الثالثة من العام الميلادي بعدة نقاط تأتي في مقدمتها:
اولا: ان اليهود والنصارى يعلقون على هذه الالفية احداثاً وآلاماً وآمالاً يجزمون بتحققها او يكادون لانها ناتجة عن بحوث ودراسات كما زعموا، كما انهم يربطون بعضاً من قضايا عقائدهم بهذه الالفية زاعمين انها مما جاءت في كتبهم المحرفة,, والواجب على المسلم الا يلتفت اليها ولا يركن اليها بل يستغني بكتاب ربه سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عما سواهما، واما النظريات والآراء المخالفة لهما فلا تعدو كونها وهماً.
ثانياً: لا تخلو هذه المناسبة واشباهها من لبس الحق بالباطل، والدعوة الى الكفر والضلال والاباحية والالحاد وظهور ماهو منكر شرعاً ومن ذلك الدعوة الى وحدة الاديان وتسوية الاسلام بغيره من الملل والنِحل الباطلة والتبرك بالصليب واظهار شعائر الكفر النصرانية واليهودية ونحو ذلك من الافعال والاقوال التي تتضمن اما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلة الى الله واما استحسان بعض مافيها مما يخالف دين الاسلام او غير ذلك مما هو كفر بالله ورسوله وبالاسلام باجماع الامة، هذا فضلاً عن كونه وسيلة من وسائل تغريب المسلمين عن دينهم.
ثالثاً: استفاضت الادلة من الكتاب والسنة الصحيحة والآثار في النهي عن مشابهة الكفار فيما هو من خصائصهم ومن ذلك مشابهتهم في اعيادهم واحتفالاتهم بها.
والعيد اسم جنس يدخل فيه كل يوم يعود ويتكرر يعظمه الكفار او مكان للكفار لهم فيه اجتماع ديني، وكل عمل يحدثونه في هذه الامكنة والازمنة فهو من اعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الاوقات والامكنة التي لا اصل لها في دين الاسلام وما يحدثونه فيها من الاعمال يدخل في ذلك، وكذلك ما قبله وما بعده من الايام التي هي كالحريم له كما نبه على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.
ومما جاء في النهي عن خصوص المشابهة في الاعياد قوله تعالى: والذين لا يشهدون الزور في ذكر صفات عباد الله المؤمنين, فقد فسرها جماعة من السلف بأن الزور هو اعياد الكفار، وثبت عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ماهذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: ان الله قد ابدلكم بهما خيرا منهما يوم الاضحى ويوم الفطر, اخرجه الامام احمد وابو داود والنسائي بسند صحيح.
وصح عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه انه قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينحر ابلاً ببوانة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اني نذرت ان انحر ابلاً ببوانة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا قال: فهل كان فيها عيد من اعيادهم؟ قالوا: لا, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اوف بنذرك فانه لا وفاء لنذر فيه معصية الله ولافيما يملك ابن آدم, اخرجه ابو داود باسناد صحيح.
رابعاً: ينهى ايضاً عن اعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها:
ان مشابهتهم في بعض اعيادهم يوجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم بما هم عليه من الباطل.
المشابهة والمشاكلة في الامور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الامور الباطنة من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي.
من اعظم المفاسد ان المشابهة للكفار في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، والمحبة والموالاة لهم تنافيان الايمان.
خامساً: لا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباً وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ان يقيم احتفالاً لاعياد لا اصل لها في دين الاسلام ومنها الالفية المزعومة، ولا يجوز ايضاً حضورها ولا المشاركة فيها ولا الاعانة عليها بأي شيء كان لانها اثم مجاوز لحدود الله.
سادساً: لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في اعيادهم ومن ذلك اشهار اعيادهم واعلانها ومنها الالفية المذكورة ولا الدعوة اليها بأي وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الاعلام او نصب الساعات واللوحات الرقمية او صناعة الملابس والاغراض التذكارية، او طبع بطاقات او الكراسات المدرسية او عمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من اجلها او الانشطة الرياضية او نشر شعار خاص بها.
سابعا: لايجوز لمسلم اعتبار اعياد الكفار ومنها الالفية المذكورة ونحوها مناسبات سعيدة واوقاتاً مباركة فتعطل فيها الاعمال وتجرى فيها عقود الزواج او ابتداء الاعمال التجارية او افتتاح المشاريع وغيرها، ولا يجوز ان يعتقد في هذه الايام ميزة على غيرها لانها كغيرها من الايام ولان هذا من الاعتقاد الفاسد الذي لا يغير من حقيقتها شيئاً بل ان هذا الاعتقاد فيها هو اثم.
ثامناً: لا يجوز لمسلم التهئنة بأعياد الكفار لان ذلك نوع رضى بما هم عليه من الباطل وادخال للسرور عليهم، قال ابن القيم رحمه الله وأما التهنئة بأعيادهم المختصة بهم فحرام بالاتفاق مثل ان يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك او تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا ان سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة ان يهنئه بسجود للصليب بل ذلك اعظم اثماً عند الله واشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية او بدعة او كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه .
تاسعاً: شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي اجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم وارخوا به بدون احتفال وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ اربعة عشر قرناً الى يومنا هذا, لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن التاريخ الهجري والاخذ بغيره من تواريخ امم الارض كالتاريخ الميلادي فإنه من استبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير.
واوصت اللجنة في البيان جميع المسلمين بتقوى الله حق التقوى والعمل بطاعته والبعد عن معاصيه والتواصي بذلك والصبر عليه.
كما دعت كل مؤمن ناصح لنفسه حريص على نجاتها من غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة في تحقيق العلم والايمان.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved