** شهر رمضان,, له مزايا كثيرة جداً,, ولعل من أبرز مزاياه,, أن البعض يعود أقاربه وأرحامه الذين هجرهم وهجروه طوال العام ومع حلول هذا الشهر,, زارهم أو اتصل بهم على الأقل وتفقد احوالهم وسأل عنهم,.
** وقضية صلة الرحم,, قضية خطيرة ومهمة في الاسلام,, ولا شك أنها من أبرز المبادىء التي حث عليها الاسلام وحذر من قطيعة الرحم وتوعد قاطع الرحم,.
** ويقول الفقهاء,, ان قطيعة الرحم,, وقاطع الرحم,, تظهر عقوبته عن هذا الصنيع في الدنيا,, بينما الانسان البار القريب من أرحامه,, يظهر عليه ذلك سعادة وصفاء ورخاء في العيش,.
** وليت البعض من الذين وصلوا ارحامهم في رمضان,, ليتهم يستمرون على هذه الصلة,, وليتهم يسألون عن أرحامهم,,وليتهم يدركون أن لهم عمات وخالات وأعماما وأخوالا وأقرباء يستحقون الزيارة المستمرة,, اذ ليس من خلق المسلم قطيعة الرحم.
** هناك أكثر من حديث حول صلة الرحم يوردها الفقهاء والدعاة دوماً,, في وسائل الاعلام وفي المساجد وفي النشرات وفي الكتيبات,, وهي أحاديث واضحة وصريحة,, وليتنا نلتفت لها ونستفيد منها.
** ان البعض من الاشخاص,, عندما يجلس في المجلس,, يتحدث عن قصص مخجلة,, ويتندر امام الحضور,, بأن له قريبا أو قريبة أو أحد الأرحام,, وأنه لم يزره في حياته,, أو لم يشاهده على الاطلاق,, أو زاره مرة أو مرتين,, مع أمه أو مع والده,, وهو اليوم لا يعرف عنه أي شيء,.
** هو يريد إضحاك الآخرين بأعماله الشنيعة وبتقصيره,, وبما يرتكبه من أخطاء.
** وآخر يقول متندراً إن له أقارب لا يعرفهم أبداً,, ولا يدري أين يعيشون ولا كيف هي أحوالهم؟!!.
** نعم,, يتندرون بأنهم عاقون قاطعو رحم,, وهي جريمة شنعاء ليست من أخلاق اي انسان ولا من مبادئه,, فما بالك اذا كان هذا الانسان مسلماً,, له أخلاقياته ومبادئه وسلوكياته التي تعتبر مضرب المثل؟!.
** نحن لا ننكر أبداً,, ان الكثير من الناس بفضل الله ملتزمون بأوامر الشرع يعرفون حقوق القريب وحقوق الارحام,, ولا يمكن بأي حال أن يقصروا في هذا الجانب ورمضان لم يزدهم الا خيراً وتواصلاً,, كما زادهم في مجالات أخرى صلاة وتراويح وقراءة قرآن وصدقات وأعمال أخرى.
** ومع قدوم رمضان,, زاده ذلك تواصلاً مع أقاربه,, وزاده ذلك خيراً,, لأنه دوماً,, قريبا من كل خير,, ومن كل معروف.
** ولكن البعض مع الأسف وهم القلة يستهينون بقضية صلة الرحم,, ويعتقدون انها أمر هين,, أو أمر تافه,, وهم ينسون ان ذلك من اخطر الأمور,, وليتهم يتمعنون في النصوص الشرعية التي وردت في هذا المجال,, ليدركوا خطورة هذا الجانب.
** اما ذلك المقصر المفرط,, فعليه أن يسارع بالتوبة وإدراك حق الرحم وحق القريب,, أو هو على الأقل,, يسكت ولا يتندر بأفعاله السيئة,, حتى لا يضل الآخرين,, ولا يساهم في نشر الأعمال الرديئة التي لا تليق بالإنسان المسلم.
|