Tuesday 28th December, 1999 G No. 9952جريدة الجزيرة الثلاثاء 20 ,رمضان 1420 العدد 9952


مؤيدون ومعارضون

هل يتصور أن يكون في ذهن أو عقل أي كاتب أو شاعر او مؤلف، أن ما يكتبه ويطرحه من افكار سيلقى تقبلاً إجماعياً من القراء,,؟ اعتقد ان هذا لا يقول به عاقل أبداً.
ردود الأفعال على ما يكتبه الكاتبون، سواء كانت هذه الردود إيجابية أم سلبية، ليس من المحتم ولا من المؤمل لها ان تكون هي المحققة لجميع وجهات
نظرهم، كما هو مقتضى الطبيعة البشرية في اختلاف المشارب ومنطلقات التفكير.
ومكلف الأيام ضد طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
جاء مقالي في الأسبوع الماضي والذي كان بعنوان (دعاء مسجوع وصراخ ملوع) يحمل وجهة نظر قد تكون جديدة او جريئة الى حد ما, ولكنها بالتأكيد تعبر عن وجهة نظر اكثر المصلين صلاة التراويح والتهجد خلف بعض الأئمة الذين يزيد خشوعهم في التلاوة وفي دعاء القنوت في الوتر عن الحد المعقول والمقبول شرعاً لتصل بهم الحال أحياناً الى ان يكون البكاء صراخاً والخشوع شهيقاً متواصلاً,, يجعل المصلين في حالة فراغ من عبادة، انتظاراً لعودة التوازن النفسي للامام والافراد الذين يكونون في التأثر الروحي على شاكلته.
وقد تلقيت بعد نشر هذا المقال ضمن مشافهات ومكالمات هاتفية هاطلاً من ردود الأفعال الايجابية التي تتفق مع طرحي للموضوع، وهاطلاً كذلك من ردود الأفعال السلبية.
ولا شك أن كلاً من الفريقين المؤيد والمعارض يحمل بين جنبيه رغبة صادقة وخالصة لوجه الله في تأدية هذه الصلاة بقلوب خاشعة، ونفوس وجلة من عذاب الله، وراجية رحمته وعفوه ورضاه، دون ان تربكها الأصوات الصارخة بالعويل الذي يستمر بحيث يبقى المصلون في حالة فراغ من العبادة، فلا هم يدعون، ولا يقرؤون، ولا يسبحون,, وتوقف كهذا ربما يخل بالصلاة.
وأرجو من سماحة المفتي العام ومن هيئة كبار العلماء أن يفتوا في هذا الشأن بما تدل عليه الأدلة الشرعية,, مع الأخذ في الاعتبار ان كلاً منا يرى ان الخشوع أمر واجب في الصلاة وانما الشأن هو في رفع الصوت حتى يصبح صراخاً في حالة التأثر بالدعاء او بالتلاوة.
لقد أوردت في المقال كدليل على عدم جواز رفع الصوت حتى يصير صراخاً ، قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعاً وخفية انه لا يحب المعتدين وأضيف اليوم كدليل من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين اشرفوا على واد في غزوة خيبر فرفعوا اصواتهم بالتكبير فقال لهم عليه الصلاة والسلام أَربِعُوا بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الباء أَربِعُوا على أنفسكم فانكم لا تدعون أصم ولا غائباً، انكم تدعون سميعاً قريباً.
وقد سمعت أن الامام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله قال عن الذين يصرخون بالدعاء (ان هذا اساءة أدب مع الله تبارك وتعالى).
من الذين اغضبهم مقالي المشار اليه سيدة فاضلة اقتحمت هجودي هاتفياً لتقول بعد السلام (انني غير راضية عن مقالك ولا موافقة لك فيما قلت,,) قلت: لك الحق أن تعترضي وتقولي وجهة نظرك فهاتي ما لديك، الا انها لم تقدم آراء محددة، وكل ما هطلت به سحابتها هو الهجوم على (التلفاز) وما يقدم فيه من مسلسلات ترى انها اخذت الناس عن امور دينهم ودنياهم، فهي تعطل الكثيرين عن الصلاة، وتعطل الطلاب عن المذاكرة,, و,, و,,الخ.
يبدو ان هذه السيدة ذات ثقافة اسلامية جيدة من خلال حديثها العاتب الطويل، وليتها تستثمر هذه الثقافة بالنشر ليطلع عليها اكبر عدد ممكن.
استدراك
ذكرني أحد ابنائي ان الدعاء الذي مثلت به على طلب ما يشبه المستحيل هو دعاء، دعا به النبي صلى الله عليه وسلم على الاشخاص الذين قتلوا الصحابي الجليل خباب بن الأَرَت رضي الله عنه فأنا إذاً استغفر الله عن استنكار هذا الدعاء وان كان الفرق شاسعاً بين الدعاء على ثلة من الناس والدعاء بابادة أمة من أكبر الأمم بأن يحصيهم الله عددا ويقتلهم بددا ولا يغادر منهم احدا، مع ان الله على كل شيء قدير.
ولكن هناك تطويل للقنوت عند بعض ائمة المساجد يتعب كثيرا من المصلين، وهناك دعاء ارى ان الاسلام لا يجيزه وهو الدعاء بأن يرمل الله نساءهم وييتم اطفالهم، ان الاسلام أسمى وأعظم من أن يقر دعاء كهذا, والله أعلم
عبد الله بن عبد العزيز بن إدريس

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved