* سنغافورة رويترز
رغم نظافة وخضرة هذه البقعة بالمنطقة الحارة فإن وحدات تشبه جنودا مزودين بأسلحة كيماوية تدق أبواب البيوت في سنغافورة كل شهر.
يرشون البيوت والمدارس والمطاعم والمنتزهات والحدائق بالمبيدات لمنع انتشار أمراض الملاريا وحمى الدنج المتفشية في أماكن أخرى بالمنطقة, بيد أن خبراء يحذرون من عودة هذه الأوبئة نتيجة اكتساب الحشرات والميكروبات المسببة لهذه الأمراض مناعة ضد المبيدات.
ويقولون أن حملات إبادة الآفات لا تحقق النتائج المطلوبة لضعف مناعة البشر بسبب تغير الطقس وكثرة الزوار وضغوط خفض مكافحة البعوض.
قال بيتر فرنانديز الأمين الفخري لجمعية مكافحة الآفات بسنغافورة حالياً لا نواجه مشاكل تذكر ولكننا نتنبأ بحدوث مشكلة بعد عشر سنوات.
قال الرائد ج, سوراجان رئيس الجمعية في السنوات الأربع أو الخمس الماضية عادت الملاريا وحمى الدنج , وحالياً يجب تطهير الأماكن التي تثير قلقا .
وفي سبتمبر قامت طائرات هليوكوبتر برش مدينة سنغافورة بأكملها بعد ظهور اصابات بالحمى الدماغية التي يسببها البعوض ووفاة ثلاثة مرضى.
ويتيح موقع سنغافورة في المنطقة الحارة حيث تسقط أمطار اغزيرة وأيضاً احاطتها بدول نامية جوا ملائما لتكاثر الآفات, وسيكون من الصعب السيطرة على أي وباء يتفشى في سنغافورة نظراً لكثافة سكانها.
ولمواجهة هذا الخطر كثفت سنغافورة حملات المقاومة وأرسلت عمالاً في قطاع الصحة إلى كل أرجائها للقضاء على الحشرات الحاملة للأمراض.
كما تفرض قواعد نظافة صارمة منها غرامة تصل إلى 200 دولار سنغافوري 120 دولار أمريكيا على كل مخالف تسبب في وجود بيئة صالحة للبعوض مثل برك المياه الراكدة وتعاقب المحلات التي تتسبب في هذا بغرامة تصل إلى عشرة آلاف دولار سنغافوري أو السجن ستة أ شهر أو بالعقوبتين معاً.
كما تصنف المطاعم وأكشاك المأكولات طبقاً لمستوياتها الصحية وتفرض عقوبات صارمة على الأماكن التي لا تلتزم بقواعد النظافة.
وإذا تكاثرت الجرذان فإنها تجتذب بدورها ضيوفا آخرين غير مرغوب فيهم من الغابات المطيرة الأخذة في التقلص,, الثعابين الضخمة.
وبالاضافة إلى المعوقات المالية فإن الاستمرار في استخدام المبيدات في حملات المكافحة أثار مشكلة عكسية ألا وهي مناعة أكثر لدى الحشرات ومناعة أقل لدى الانسان بسبب كثرة تعرضه للميكروبات.
قال أندرو جيجر مدير التدريب في شركة بيست باستر لمقاومة الآفات حقيقة يصعب تصديقها,, اكتشفنا أن بعض سلالات الصراصير اكتسبت مناعة تزيد 2000 مرة عن الصراصير العادية .
ولمواجهة هذه الظاهرة تقترح الشركة تقليل الاعتماد على الكيماويات واستخدام الطعم المناسب للجرذان والبعوض وحشرات أخرى.
قال جيجر أن شركته ابتكرت مصيدة تجعل البعوض يعتقد أنها انسان بأن تنشر رائحة تشبه رائحة الانسان بل وتخرج ثاني أكسيد الكربون.
كما أن حكومة سنغافورة وضعت قواعد لتنظيم عملية المقاومة تتطلب ابلاغها عن نوعية المبيدات ومدى تدريب عمال المكافحة.
غير أن مسؤولين يقولون أن موقف الجمهور يلعب دوراً مهماً في عمليات المقاومة ويجب تقويمه لأن المبيدات وحدها لا تكفي ويجب مراعاة القواعد الصحية.
قال سوراجان كثيرون يفضلون الطريقة السهلة بإغراق الأماكن المعرضة للآفات بسيل من المبيدات,, في هذه الحالة فقط يتأكدون أنهم حصلوا على مقابل لما أنفقوه من أموال .